ماذا بعد الهُــدنة؟ بقلم/ مالك الغنامي
ونحن نودِّعُ النصفَ الأولَ من مرحلة الهُــدنة الثالثة نجدُ بما لا يدعُ مجالاً للشك المماطلة والتعسف العميق لتنفيذ بنود الهُــدنة التي تم الاتّفاق عليها، فماذا بعد الثالثة؟.
هناك مؤشراتٌ تدُلُّ على عدم قبول صنعاء تمديد الهُــدنة في حال لم يلتزم الطرف الآخر بتنفيذ بنودها والتي منها صرف المرتبات وفتح المعابر في تعز وغيرها.
التحالف أمام فرصة ذهبية للخروج التكتيكي من مأزقه في اليمن هذا إذَا قام بتنفيذ بنود الهُــدنة الأخيرة، فهل سيعمل تحالف العدوان -من خلال الهُــدنة- على الخروج من أزمته في اليمن؟
سيناريو تحالف العدوان في الفترات السابقة إدخَال سفينة وحجز أُخرى، ووصول طائرة وتأجيل أخريات إذَا لا فرق بين الهُــدنة وما قبل الهُــدنة إلا توقف القوة الصاروخية اليمنية والسلاح المسيَّر من استهداف منشآت النفط السعوديّة وهذا الهدف العام للسعوديّة من الهُــدنة المزعومة فهل يعقل أنهم لا يعرفون أن هذا السيناريو مفضوح؟
بعد المفاوضات العميقة وتدخل عمان في ذلك قبلت صنعاء تمديد الهُــدنة الثالثة بشروط محدّدة وإلى حَــدّ الآن لم يتم تنفيذ الشروط السابقة في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بالشكل المتفق عليه -مع أنها قضايا إنسانية- ناهيك عن صرف مرتبات الموظفين وفتح طرق تعز وغيرها من الشروط الأخيرة، فهل سيعقل قبول صنعاء بتمديد الهُــدنة الثالثة إلى هُــدنة رابعة؟
المتابع لمجريات الهُــدنة وتنفيذ بنودها يدرك الاختراق الكبير للهُــدنة باحتجاز سفن النفط وتأجيل بعض الرحلات الجوية، مما يدل على أن الطرف الآخر لن يفي بتحقيق البنود الأُخرى، إلا أن تحالف العدوان يعمل في الهُــدنة الثالثة بتكتيك جديد ستظهر نتائجه في آخر مدتها على أنه توصل إلى آلية لصرف المرتبات وسيتم تنفيذها في الهُــدنة الرابعة هذا ما سيتم التصريح به في آخر هذه الهُــدنة لكي يكون هناك قبول بالتمديد ولن يتم التنفيذ حتى لو تم التمديد.
وما على العدوّ إلا أن يدرك جيِّدًا ويعي نصائح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير وتصريحات الوفد الوطني المفاوض باغتنام فرصة الهُــدنة الأخيرة للخروج من ورطته التي لن تُحمد عقباها في حال تعنت عن تنفيذ البنود الأخيرة، وما بعد الهُــدنة ليس كما قبلها، فالعدوّ (السعوديّة والإمارات) في موقف ضعف وضغوطات أمريكية كبيرة، والجيش واللجان الشعبيّة والقوة الصاروخية والسلاح المسيَّر في أهبة الاستعداد لخوض أكبر معركة في تاريخ الحرب؛ لأَنَّ هذا العدوّ لم ولن يفهم إلا لغة القوة، وقادم الأيّام تشير إلى أن هذا العدوّ لن يخرج بهزيمة محترمة وإنما بهزيمة نكراء ومنكلة، والأيّام القادمة خير شاهد على ذلك في حال تعنته وبغيه، وعلى الباغي تدور الدوائر.