عرضُ الخامسة.. مسكُ الختام ورسالةُ ردع .. بقلم/ محمود المغربي
لأكثر من خمسين عاماً ومنذ أن قرّر الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وقفَ بيع النفط العربي إلى الغرب لم يكن العالم بحاجة ماسة إلى النفط السعوديّ كما هو اليوم.
وبحسب ما تقول أسواق النفط فَـإنَّ العالم لا يتحمل ليس عرقلة إنتاج ووصول النفط السعوديّ إلى الأسواق العالمية بل إن العالم لا يتحمل مُجَـرّد الحديث عن هذا الأمر، وهذا الشيء يجعلنا أمام فرصة ذهبية لتحقيق السلام ووقف العدوان والحصار على اليمن.
فنحن لا نحتاج لرفض أَو خرق الهُــدنة التي تخرق كُـلّ يوم من قبل تحالف العدوان والمرتزِقة ولم يتبق منها إلا التزامنا الشديد بعدم استهداف الأراضي والمواقع السعوديّة.
بل يكفي أن نقول إن الشعب اليمني اكتفى من هذه الهُــدنة التي لم يستفد منها بشيء إلا دخول المشتقات النفطية بالحد الأدنى ولم يعد ذلك متاحاً الآن بعد احتجاز تحالف العدوان لما يزيد عن تسع سفن نفطية دون مبرّر في خرق ومخالفة كبيرة لبنود الهُــدنة وأن بقاء الهُــدنة بوضعها الحالي لم يعد مصلحة وطنية وبأن الوضع الاقتصادي والإنساني للمواطن اليمني لم يتغير عن ما كان عليه قبل الهُــدنة بل زاد سوءاً وأن الشعب اليمني والحكومة لم تعد متأكّـدة من رغبتها في الحفاظ على الهُــدنة أمام ممارسات تحالف العدوان اللا مسؤولة وتنصل الأمم المتحدة عن التزاماتها المعلنة وغير المعلنة بالسماح بدخول العدد المتفق عليه من السفن النفطية وتسيير الرحلات الجوية بحسب الجدول الزمني وفتح وجهات جديدة وتسليم مرتبات موظفي الدولة وغيرها من البنود المتفق عليه على الرغم من مرور خمسة أشهر من إقرار الهُــدنة والتزام حكومة صنعاء بكل تعهداتها.
وأعتقد بل أراهن أن تحالف العدوان والأمم المتحدة لن يقبلوا بالتضحية بالهُــدنة وعودة الصواريخ والطائرات المسيَّرة مهما كانت التنازلات المقدمة والشروط التي سوف تضعها صنعاء فقط عندما يتأكّـد هؤلاء أن صنعاء جادة في تهديداتها خُصُوصاً أنهم يدركون أن صنعاء قد استكملت التجهيزات العسكرية التي كانت تعمل عليها وقبلت بالهُــدنة المجحفة بحق أبناء اليمن في سبيل تخفيف المعاناة عن الناس والاستفادة من الوقت لاستكمال تدريب وتجهيز تلك القوات العسكرية التي شاهُــدنا جزء صغير منها وقد تم الأمر وكان عرض المنطقة الخامسة هو مسك الختام ورسالة ردع كنا نأمل أن تصل إلى تحالف العدوان ويفهم محتواها ويسلك سبل السلام وكفى الله المؤمنين شر القتال.
لكن وكما هو واضح بأن فهم رعاة الإبل ضعيف ولم يفهموا الرسالة ولم يتعلموا من دروس ثمان سنوات.