القحوم: تعنُّتُ العدوّ سيقابَلُ برد قاسٍ والتواطؤُ الأممي بات مكشوفاً
أكّـد أن صنعاءَ لن تساومَ على الحقوق الإنسانية المشروعة وستنتزعها بالقوة
المسيرة: خاص
أكّـد عضوُ المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أن صنعاءَ لن تبقى بلا حِراكٍ أمام تنصُّلِ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي عن التزامات الهُــدنة الإنسانية والعسكرية، وأن هذا التعنُّتَ سيقابَلُ بردود قاسية وموجعة، مُشيراً إلى أن الأمم المتحدة لا زالت تتعاطى مع المِلف اليمني بشكل يخدم دول العدوان، من خلال تهميش القضايا الملحة وذات الأولوية.
وقال القحوم: إن “صبر صنعاء لن يطول ولن نظل مكتوفي الأيدي أمام تعنت دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وتنصلها عن تنفيذ بنود الهُــدنة وإدخَال السفن وتنفيذ الجوانب الإنسانية”.
وأقدم تحالف العدوان مؤخّراً على احتجاز عشر سفن وقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، ما أَدَّى إلى عودة أزمة المشتقات النفطية في المحافظات بشكل يشبه وضع ما قبل الهُــدنة.
وأكّـدت شركة النفط اليمنية أن استحقاقات التمديد الأخير من سفن الوقود لم تصل بعد إلى ميناء الحديدة بعد مرور أكثر من شهر على إعلان التمديد، وأن آخر ما وصل إلى الميناء كان من استحقاقات المرحلة السابقة، وهو ما يعتبر انقلابًا واضحًا على اتّفاق الهُــدنة.
وَأَضَـافَ القحوم: “لن نساوم على حقوقنا المشروعة وسننتزعها انتزاعا، فإجرام العدوّ وتوجّـهاته العدوانية واضحة وستقابل بالرد القاسي والموجع بإذن الله والقادم أعظم”.
وكان رئيس الجمهورية مهدي المشاط أكّـد أن عودة تحالف العدوان لاحتجاز السفن تعرض الهُــدنة للخطر وتجعلها في مهب الريح، وأعلن أنه إذَا لم تدخل سفن الوقود فَـإنَّ المجلس السياسي الأعلى سيتخذ القرار المناسب للرد.
وأكّـد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الاثنين، خلال لقاء مع الرئيس، أن القوات المسلحة على أتم الاستعداد للتعامل مع تعنت تحالف العدوان وإخلاله بشروط والتزامات الهُــدنة.
ومثّلت أزمةُ الوقود الأخيرة فضيحة للأمم المتحدة التي لا ينفك مبعوثها عن ترويج مزاعم “تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة” خلال إحاطاته أمام مجلس الأمن حَيثُ بات واضحًا أن غروندبرغ يتعمد التضليل على الواقع لخدمة دول العدوان وشرعنة تنصلها عن الالتزامات الواضحة، وهو ما يكشف أن الرعاة الدوليين لتحالف العدوان لا زالوا يتعاملون مع الهُــدنة كغطاء لإطالة أمد العدوان والحصار والالتفاف على متطلبات السلام الفعلي التي حدّدتها صنعاء.
وفي هذا السياق، أكّـد القحوم أن “المبعوث الأممي إلى اليمن يتحَرّك في إطار مفضوح وفي قضايا هامشيةٍ، وهو بهذا يخدم التوجّـهات الإجرامية لدول العدوان”.
وأضاف: “أين المبعوث من القضايا الواضحة ومن معاناة الشعب ومن احتجاز السفن في ظل الهُــدنة وتنصل وتعنت دول العدوان من تنفيذ بنود الهُــدنة واتِّخاذ موقف معلن؟”.
وكان مدير عام شركة النفط اليمنية، عمار الأضرعي، كشف خلال الأيّام الماضية عن مراسلات تظهر تواطؤ لجنة التفتيش الأممية مع تحالف العدوان في عملية احتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة برغم منحها التصاريحَ اللازمة، حَيثُ أظهرت المراسلاتُ أن آلية التفتيش الأممية تقوم بتوجيه السفن نحو منطقة الاحتجاز التابعة للعدو في البحر الأحمر، وتطلب منها “انتظار تعليمات من سفن التحالف”، وهو ما يعني أن الأمم المتحدة باتت تتعاطى مع عملية قرصنة السفن كإجراء روتيني.
ودفع تحالفُ العدوان بالمرتزِقة لإنكار احتجاز السفن؛ مِن أجلِ التنصُّل عن مسؤولية عرقلة اتّفاق الهُــدنة والتهرب من التداعيات التي تترتب على ذلك، وهي خطوةٌ أُخرى تؤكّـدُ إصرارَ دول العدوان على المراوغة وعدمِ تنفيذ تعهداتها، الأمر الذي قد يُفضِي إلى عودةِ التصعيد مجدّدًا.