مآلاتُ نفاد الهُــدنة المؤقتة..بقلم/ أحمد محمد الدفعي

كتابات

تدخل الهُــدنة المؤقتة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن فصلها الأخير دون تحقيق البنود التي تم التوقيع عليها سوى الشيء القليل، فيما يستمر تحالف العدوان في مراوغاته بأساليب مختلفة ويحاول ذر الرماد على العيون.

التحالف السعوديّ يقرأ جيِّدًا تداعيات الالتزام بالهُــدنة وتنفيذ بنودها ويدرك أنها ستؤثر سلباً على كُـلّ إجراءاته السابقة في خنق الشعب اليمني ومحاولة إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر الواقف في خندق الدفاع عن شعبه ووطنه والذي يتقاسم معه مرارة الألم والمعاناة بكل أصنافها، ويريد أن تكون هناك هُــدنة ولكن من نوع آخر يبقي اليمن تحت الحصار ولا يلمس الشعب اليمني أي أثر لهذه الهُــدنة ولا أن تتحسن أحواله.

ويعمل في هذا الإطار من خلال مسارين متوازيين، الأول حملة إعلامية واسعة لتضليل الرأي العام بأن الهُــدنة تسير في مسارها الصحيح وأن تحالف العدوان ينفذ كامل بنودها وأن سفن المشتقات النفطية تدخل إلى ميناء الحديدة دون أي اعتراض وكذلك الرحلات الجوية وأن سبب بقاء الأسعار مرتفعة هي حكومة صنعاء.

والمسار الثاني هو أن يستمر في القرصنة على سفن المشتقات النفطية وتأخير الرحلات الإنسانية من وإلى مطار صنعاء، وإدخَال الوضع في حالة اللا سلم واللا حرب، وهذه من أخطر الحالات أثناء الحروب، والقيام بتحريض الشعب ضد حكومة صنعاء وتحميلها مسؤولية تردي الأوضاع، والعمل على تأليب الشعب ضدها.

صنعاء تدرك جيِّدًا هذه المؤامرات وعواقبها، لذلك أعلنت أن هذه الهُــدنة هي آخر هُــدنة ما لم يتم رفع الحصار ودفع الرواتب ومعالجة ملف الأسرى، والدخول إلى بقية الملفات.

تحالف العدوان ورأس حربته أمريكا بحاجة إلى الهُــدنة ووقف الحرب أكثر مما هي بحاجته صنعاء رغم مرارة الألم والحصار الذي يُدقع أبناءها.

فالأخيرة تعيش أفضل حالاتها أمنيًّا وعسكريًّا وسياسيًّا علاوة على ذلك استقرار أسعار الصرف في مناطق سيطرتها عكس المناطق المحتلّة، الأزمة العالمية وتداعيات حرب أوكرانيا في نقص المشتقات النفطية وارتفاع نسبة التضخم في أمريكا ودول الغرب وأُورُوبا على وجه الخصوص، دفع أمريكا أن توقف حرب اليمن لضمان سلامة النفط الخليجي الذي بات في مرمى صواريخ اليمن وطائراته المسيَّرة لتغطية العجز في الأسواق العالمية وملء فراغ النفط الروسي.

ومع تقلص مدة الهُــدنة قد تضغط أمريكا على عملائها الخليجيين لتقبل شروط صنعاء وتسليم المرتبات وتوسيع نطاق الرحلات الجوية وفك الحصار وهو ما يجعل السعوديّة في مأزق؛ لأَنَّها ستكشف عن إجرامها في حصار اليمن وقطع مرتبات الشعب الذي طالما حاولت من خلال جيوشها الإلكترونية وأبواقها الإعلامية خلال ثمان سنوات تحميل صنعاء مسؤولية معاناة الشعب اليمني وتعتبر تقبُّل هذه الشروط تصويب الرصاصة على نفسها، وأن استمرت في غطرستها فصنعاء قد حدّدت سقف الهُــدنة وملامح ما بعدها، والحرب حتماً لن تكون كما قبل وستكون عواقبها أشد بالنسبة للتحالف السعوديّ الإماراتي وتداعياتها كارثية، ولا خيار لها سوى الاستجابة لمطالب صنعاء والقبول بُمرّ الهزيمة بفاتورة أقل مما ستكون بعد نفاد الهُــدنه، ولات حين مناص.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com