مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ فوعدِ الآخرة بالنصرِ قَدْ حَانْ..بقلم/ ألطاف سعد المناري
تدميرُ بُنى تحتية، إثارةُ نزاعات طائفية، إفشاءُ خلافات داخلية سياسية، نشرُ الرذيلة في المجتمعات اليمنية، توسيع دائرة الحرب الاقتصادية، وتعطيل المؤسّسات الخدمية، إضعاف المسيرة التعليمية، إخراجُ كُـلّ المؤسّسات العسكرية عن الخدمة، تدمير الصواريخ والطائرات في خطة منظمة أَيَّـام عفاش وأسرة الأحمر الإخوانية، كُـلّ هذا ما سعى له العدوان بمخطّطاتٍ أمريكية، وتوجيهاتٍ إسرائيلية، وأفشلتها العقول اليمنية النيرة، بفضل القيادةِ السياسيةِ القرآنية، وبعرضٍ عسكريٍ مهيب، قدر المتابعون الإسرائيليون عدد المشاركين فيه خمسة وعشرين ألف مقاتل في أتم الجهوزية القتالية، دُفِنت آمال العدوّ الوردية، وعاد الجيش اليمني بقوةٍ فولاذية، وبأسلحة مطورة ونوعية، مُوجِهاً فَوهات أسلحته إلى من يُمعن في تجويع الشعب، ويماطل في تنفيذ بنود الهُــدنة الإنسانية، موصلاً رسالة لدول العدوان الإجرامية إن لم تعطوا حقوق شعبنا برضاكم وترضخوا لسلام أخذناها بالنار وصنعنا السلام بالسلاح، وقد جاء ذلك بلسان رئيسنا المشاط الذي قال: “الحقوق لا تعطى بل تؤخذ، والقوة تصنع السلام” وأكّـدها الشهيد القائد في ملازمة قائلاً: “من أراد السلام فليحمل السلاح” وهذا مثلٌ أمريكي شهير.
اختيار الحديدة التي تناثرت في ساحتها دماء الصماد ورفاقه مكاناً للاستعراض العسكري وتسميته بوعد الآخرة له دلالات لا يفهم كنهها إلا العدوّ، والمتابع للأحداث، فذلك العرض المنظم والعروض التي سبقته تعكس مدى تمتع القيادة السياسية بشرعية وحضانة شعبيّة واعية، وقدرة وحنكة عالية في تسيير الأمور داخلياً وخارجياً وفي أصعب الظروف القاسية، وأن اليمن أصبح رقماً صعباً يستطيع قلب الموازين، وخوض حروب شرسة إن استمر عدوان المتغطرسين المجرمين، وليس العرض استعراضاً للقوة بل نقلاً للحقيقة التي وصل إليها في البناء والجهوزية والقوة الكبيرة، وتطميناً للشعب بأن لديه حماة سيكونون سياجاً منيعاً للبلد، وتظهر العروض أن القيادة السياسية في صنعاء دولة مكتملة الأركان لها يدٌ طولى تسطيع الوصول إلى قُعر العدوّ ومن أي مكان، قيادة تتحلى بالشجاعة والقوة في ظل حرب تستهدف كُـلّ ما له صلة بالإنسان، مستمدة قوتها من صمود شعبها بعد الله سبحانه، في حين أن الشرعية المعترف بها خارجياً لا تملك معسكراً واحداً منظماً ومدرباً، ولا تتواجد في المناطق المسيطرة عليها، بل إنها تُدار من الخارج وتَتلقى دعماً مالياً وعسكريًّا أمريكياً وإماراتياً، فأجيبونا من هي الحكومة الحقيقة؟ من تسعى لحماية شعبها وتعيش كُـلّ الظروف معه أم تلك التي تقطن في فنادق الخارج؟
ويوصل العرض العسكري للمنطقة الخامسة رسالة لدول العدوان على رأسها أمريكا رسالة مفادها: أن مسيرة البنادق التي أعلنها الرئيس الشهيد قبل أربع سنوات لا زالت حاضرة مستعدة لأي خطر قادم، وأن الأرض اليمنية وخَاصَّة الحُديدة لم ولن تفرش له الورود، بل ستستقبله على خناجر البنادق، وإن لم ينفذ مطالب الشعب فسيكتوي بـنيران جيشنا المصقول حرباً وإيمَـاناً، وستطال سفنه صواريخ البحرية اليمنية العالية الكفاءة، وتشعل آبار نفطه مُسيّرات وصواريخ الجوية، وتفني جنوده وحدات الدبابة والقناصة المتخصصة والمدفعية.
هذا العرض العسكري وعلى ضفاف الساحل الغربي وبتشكيلات مختلفة ومتخصصة أزعج قوى الطغيان والمداهنة، وأرعبهم وبلغ قلقهم وخوفهم منه الذروة، فقد استاء العدوّ وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها وتذكرت مواثيقها التي لا تفي بحرفٍ منها، واعتبر كُـلّ مشارك في العدوان على اليمن ذلك خرقاً للهُــدنة المخروقة كُـلّ يومٍ من قبلهم وردود فعلهم تأتي مصداقاً لقول الله تعالى: “وَإذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ”، لكن الألوية العسكرية تقول لهم: “مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ” فوعد الآخرة بالنصر قد حان.
نأمل أن يدفع قلق وخوف العالم إلى الضغط على دول العدوان لتنفيذ المطالب الشعبيّة دون أن يُلجِئوا قواتنا وجيشنا إلى إرغامهم بالقوة، وعلى دول العدوان كما قال السيد أن يستفيدوا من دروس المعارك ويجنحوا للسلام، وليعوا أن الفرص لا تُكرّر وأن التهرب والمماطَلة من قبلهم يعرضهم وكل منشآتهم الحيوية للهجمات الصاروخية، وأنهم بتضييق الحصار على شعبنا وإصرارهم على حجز السفن يعرضون الملاحة الدولية للخطر، فالدفاع حق مشروع لشعبنا، وأخذ حقوقه مكفول في المواثيق الدولية والشرائع السماوية، ونأمل أن يستمر الشعب في دعمه للمجاهدين ورفد الجبهات بالرجال، وتعزيز الصمود والإيمَـان، فالأيّام القادمة مليئة بالأحداث التي ستغربل الضعفاء.