الأمعاءُ الخاوية.. تكسرُ قضبان المحتلّ..بقلم/ أحمد العماد
تعبيراً عن سخطهم الكبير، وفضحاً لمن يدّعون حب السلام، واحترام حقوق الإنسان -وهم لم يحترموا أسيراً أعزل لا حول له ولا قوّة- يعلن أكثر من ألف أسيرٍ فلسطيني إضرابهم العام والمفتوح عن الطعام؛ احتجاجاً على عدم احترام حقوقهم كأسرى، ورفضاً للاعتقالات الإدارية، والإجراءات التعسفية، والتعامل السيء معهم من قـِبَل العدوّ الصهيوني المجرم..
وهي خطوةٌ مهمةٌ للضغط على العدوّ الغاصب وإدارة سجونه؛ مِن أجلِ تحقيق مطالبهم.
فإذا كان الأسيرُ البطلُ خليل عواودة قد استطاع بإضرابه المفتوح -الذي تجاوز 170 يوماً وهو بمفرده- أن يظهر مظلومية الأسير الفلسطيني، ويفضح العدوّ الصهيوني أمام الرأي العام، ويحصل على ما أضرب لأجله، فَـإنَّ إضراب أكثر من ألف أسيرٍ سيمثل ثورةً غاضبةً في وجه العدوّ الصهيوني، تستنهض الرأي العام، وربما تستنهض محور المقاومة عُمُـومًا، وحركات المقاومة الفلسطينية خُصُوصاً، للتدخل اللازم إذَا لم يتم تنفيذ مطالب الأسرى من قبل إدارة سجون العدوّ الإسرائيلي الظالم.
نعم هي ثورة.. بل معركة تذكرنا بـ(معركة الأمعاء الخاوية) التي خاضها قرابة 1800أسيرٍ فلسطيني! في إضرابٍ مفتوح بدءًا من الـ 17 من أبريل 2012م، وانتهاءً بالـ 14 من شهر مايو لنفس العام، بعد التوصل لموافقة العدوّ الصهيوني على تنفيذ مطالب الأسرى والتي كان أهمها: قَصر مدّة الاعتقال الإداري، وزيادة الزيارات العائلية، وإعادة المحتجزين انفرادياً إلى غرف الحجز العادية، وتحسين ظروف السجن.
واليوم.. على العدوّ الإسرائيلي أن يفهم بأن أبناء فلسطين ليسوا لوحدهم -سواءً كانوا أسرى، أَو مقاومين، أو مدنيين- وأن المعركة لن تكون بينه وبينهم؛ لأَنَّنا كمسلمين سنكون إلى جانبهم، فكلنا -وإن اختلفت مذاهبنا، وانتماءاتنا الدينية، أَو الحزبية، أَو الطائفية- لا نختلف على أن العدوّ الإسرائيلي هو عدونا جميعاً، وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية جميعاً، فنحن لسنا كاليهود، (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى)، بل نحن على العكس تماماً (تحسبنا متفرقين ونحن على قلب رجلٍ واحد)! فـ (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ، وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).