عُروضُ “وعد الآخرة” هزت عُروشَ الصهاينة..بقلم/ خديجة المرّي
إذا زُلزلت أرض اليمن زلزالها، وكانت الحُديدة مُوعد استقبال حُفاتها، وأشجع فُرسانها، وأعظم قادتها، وأمانة رئيِسها، وأخرجت في وجه الأعادي قُواتها، وأثقالها من أرجاء بُلدان سُكانُها، وما خُفي كان أعظم في ستارها، واندهش الناس وقالوا: ما لها؟!!
ما هذه الحشود ومن أين جاءت؟!
يومئذٍ تُحدثهم بأن رب السماء قد أوحى لها، فهي كمُعجزة موسى في عصرها، وكـسفينة نوح شدت رحالها، كـعاصفة رياح عصفت بمن حاول إيقافها.
دعوني أخبركم عنهم، فماذا عساني قائلةً؟!
عن رجال الله الصادقين، الذين أرخصوا دمائهم والبنين، وباعوا أرواحهم وجماجمهم؛ مِن أجلِ نصرة الدين، ولحماية الوطن كانوا مُدافعين، واستشعروا المسؤولية، غير مُتخاذلين ومُتنصلين، وحملوا هم أمتهم، وتحرير قضيتهم الكُبرى (فلسطين).
وفي مشهد لامثيل لهُ غير مسبوق، شهدت اليمن أكبر دُفعات تخرج عُرُوض النصر، بـِ وعد الآخرة الصادق، وإيمَـان دافع، ومبدأ سام، وهدف أَسَاسي، هَـا هي القوات البحرية والدفاع الساحلي، يتخرجون من المنطقة العسكرية، ومعنوياتهم قاسية كالحديد، وبأسهم شديد، ولا يخافون في الله لومة لائم، من أي عدو غاشم أَو عميل، دُفعات ثقافتهم قرآنية، وتربيتهم إيمَـانية، وعزومهم مُحمدية، وشجاعتهم حيدرية، وضرباتهم حُسينية، وشعاراتهم بالموت لأمريكا وإسرائيل الحقيرة، دُفعات تسير صفاً واحداً “كالبنيان المرصوص” هزت عُروش الصهاينة والمُستكبرين، وطمأنت قلوب المُؤمنين.
فالعُرض العسكري الذي شهدته المنطقة العسكرية الخامسة، والذي تم فيه استعراض كافة التشكيلات القتالية، البرية، والبحرية والجوية، عرضاً مُهيباً، يُغيض تل أبيب، ويقهر ويهزم جيوش الظالمين، كيف لا؟!
وأرض اليمن هي مقبرة الغُزاة، وهي أرض عصيةٌ على الأعداء، وفيها مُحافظة “الحديدة” التي راهن الصمّاد على أبنائها ورجالها الأوفياء، وكان يُراهن الأعداء السيطرة عليها، لكنها اليوم تقف بكل إباء وعزيمة وتُجسد قول الرئيس الصمّاد فيهم، عندما قال: بأنهم سيخوضون البحار، ويستقبلون الأمريكي على صوت القذائف والرصاص، وها هي اليوم تهامة الوفية قد أُوفت للصمّاد، بكل شموخ وعنفوان، وكأن روح الصمّاد نُفخت فيهم، وما زال حياً فيهم لم يمت، لله درهم ما أعظمهم وما أقوى بسالتهم، وأرجح عقولهم، بطولاتهم أذهلت العالم بأكمله، تضحياتهم ليس لها حدود، فمن تلك البطولة عجز عن وصفها كلّ المُحللين، الخبراء العسكريين والسياسيين، وَقلبت الموازين على المُعتدين.
وأمام المشهد العظيم، كان لقائد الثورة إطلالتهُ القرآنية، فقد أطل -سلام الله عليه- كالغيث المُبشر بالخير للشعب والجيش المُتسلح بالإيمَـان القابض دائماً على الزناد، مُشيداً بهذا الجيش القوي المقدام، ومؤكّـداً بأن أبناء الحديدة كان لهم الموقف العظيم والمشرف في التصدي لمواجهه هذا العدوان، ومُوجهاً رسائل للأعداء على شعبنا بأن أطماعهم إلى خيبة وهزيمة، ومُحذراً لهم بأن يغتنموا فرصة الهُــدنة، ما لم يقبلوا بها فَـإنَّ شعبنا جاهز ومستعد لخوض وحسم المعركة، وأن شعبنا هو أكثر حضوراً وتمسكاً مع الشعب الفلسطيني وسيُواصل العمل والتحَرّك لدعم قضايا الأُمَّــة، وفي مقدمتها هذه القضية ((القضية الفلسطينية)).
وعلى العدوّ بأن يدرك جيِّدًا، بأن الخطر بات يُلاحقه قريباً، وسوف ننسف كُـلّ جيوشه وكل أهدافه الاستراتيجية، وأن هذه العروض هي رسائل لهُ لكي يفهم، والحر من تكفيه الإشارة، وليست فقط؛ مِن أجلِ الاستعراض وبث الصور، فقد قلبت الموازين، على الصهاينة الماكرين، وأعادت لليمن عزته وكرامته ورفعته أمام الشعوب، وأن جيشنا هو أقوى من السابق، وهو الجيش الذي به نُفاخر، فهو للجيش العدوّ داعس وساحق، بدون حاجز أَو عائق، فهم رجال أقوياء بقوة الإيمَـان، تخرجوا من بين القصف والعصف، ومن عيارات ونيران الغارات، وحقّقوا المُستحيلات، وصنعوا أقوى الأسلحة من البارجات والصواريخ والطائرات، وتحدوا الصعوبات، وكانوا بالله مُعتمدين، ومتوكلين، وبنصره واثقين، فكتب لهم ربهم النصر والفتح والتمكين في كُـلّ وقتٍ وحين.
فسلام الله على من تحَرّكوا أمواجاً في مسيرة النور والهدى، سلام الله عليهم يوم جاهدوا وأعدوا العدة وما خافوا بطش الأعداء، سلام الله عليهم يوم انطلقوا مع الله فصدقوا، وبذلوا جهدهم فانتصروا، عليهم من الله أزكى التحية والسلام، حُييتم يا رجال اليمن الشرفاء، يا من بكم نرفع الرايات، ونخوض التحديات، وسلام الله على قائد مسيرتنا القرآنية، أرواحنا وأنفسنا لهُ، واللعنة على خدام أمريكا الشيطانية، وعاشت اليمن حرة أبية، والنصر قادم وموعدنا: «إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْـمُؤْمِنُونَ» وقد وعدنا بالنصر وأخبرنا الحكيم الخبير بذلك: «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا»، وقوله تعالى: «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا».