الأممُ المتحدة صنيعةٌ أمريكية..بقلم/ أحمد العماد
اتخذتها-أمريكا-منظمةً، ضراراً، وظلماً، وتفريقاً بين الشعوب، وعوناً لها في حربها لله ولرسوله وللمؤمنين، وليحلفنّ إن أردنا إلا السلام للشعوب، والحفاظ على حقوق الإنسان، والله يشهد إنهم لكاذبون!
تلك هي منظمة الأمم المتحدة، التي يبلغ عدد الدول الأعضاء فيها (193) عضواً-بعد تقسيم السودان-والعضوية فيها مفتوحة لكل الدول التي: تحب السلام، وتقبل بالتزامات وميثاق الأمم المتحدة وحكمها! نعم.. هذه هي شروط الانضمام إلى المنظمة كما يقال.
منظمة ظهرت فكرة إنشائها أثناء الحرب العالمية الثانية، باقتراح الرئيس الأمريكي (فرانكلين ديلانو روزفلت)!
عُقد أول مؤتمر للمنظمة عام1945م في مدينة (سان فرانسيسكو) الأمريكية، لصياغة دستورٍ للمنظمة، وكان عدد الدول في ذلك المؤتمر خمسين دولة.
وبطلبٍ من مجلس الشيوخ والكونغرس، وبإجماعٍ من الأمم المتحدة، تم الاتّفاق على أن يكون المقر الرئيسي للمنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم بناء المقر في مدينة نيويورك، وحصلت الولاية المتحدة-بالمقابل-على بعض الامتيَازات والحصانات الدبلوماسية.
من هذا يتضح أن المنظمة أمريكية حتى النخاع، وكان من المفترض أن يطلق عليها اسم: منظمة الولايات المتحدة، لا الأمم المتحدة؛ لأَنَّ كُـلّ تحَرّكاتها لا تصب إلا لمصلحة أمريكا، وَأَيْـضاً ربيبتها إسرائيل.
المتأمل للأحداث يفهم ما أعني، وللتوضيح أكثر إذَا تأملنا في العدوان على اليمن نجد أن:
إعلان العدوان على اليمن صدر من العاصمة الأمريكية (واشنطن)، وباللغة الإنجليزية-أيضاً-وإن كان على لسان ما يسمى بوزير الخارجية السعوديّ.
باركت أمريكا -على لسان وزير خارجيتها (نافخ الكير) جون كيري- ذلك العدوان، وأعلنت وقوفها معه، لوجستياً، واستخباراتياً، وعسكرياً!
كلّ ذلك والأمم المتحدة كأنها لا ترى، ولا تسمع، ولا تتكلم!
إنّ من يمعن النظر في وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، يجد أنها مُجَـرّد أسماء سموها هم وحلفائهم، تحرّم على الآخرين ما تُحــلّه لأمريكا وإسرائيل، وتظلل الشعوب وتشتري ولاءاتهم وتتفادى سخطهم، بتقمصها رداء حب الإنسانية، والحفاظ على الحقوق، وهي بذلك لا تخدم إلا المشاريع اليهودية الأمريكية الرامية للسيطرة على العالم.
وهنا لا بد أن نذكر بعض تلك الوكالات وكيف أنها لم تقم بالدور الذي تروج له.
-يعد مجلس الأمن أحد أهم أجهزة الأمم المتحدة، ويعتبر-على حَــدّ زعمهم-المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين في العالم، ولكن.. عندما تحالف العالم بقيادة أمريكا في عدوانه على اليمن، أيّد مجلس الأمن ذلك العدوان، وأدخل اليمن تحت البند السابع، وأيد قرار نقل البنك، وإغلاق المطار، وصنف أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب-وإن كان قد تراجع عن ذلك القرار-وبذلك.. فَـإنَّ مجلس الأمن لم يقم إلا بحفظ أمن المعتدين (برّأ الجلّاد، وجرّم الضحية) -كما يقال-!
كذلك برنامج الأغذية العالمي، الذي يقال عنه: إنه يعمل على إنقاذ الأرواح عن طريق توفير الغذاء للجوعى والمستضعفين، -هو الآخر-لا يخفى على أحد ما قدّمه لليمن من أغذية فاسدةٍ تسبب الأمراض بمُجَـرّد لمسها-ناهيك عن أكلها-أما ما تقدمه الحكومات والشركات المانحة والأفراد من تمويل فبالكاد يغطي النفقات التشغيلية للقائمين على برنامج الأغذية الذين يدّعون الإنسانية.
هاتان بعض وكالات الأمم المتحدة التي تخدم المشاريع الأمريكية، بالإضافة إلى المنظمة البحرية الدولية التي لم تستطع حماية السفن التجارية من قرصنة دول العدوان واحتجازها لسفن الوقود التابعة لليمن، وَأَيْـضاً منظمة اليونيسيف التي لم تحَرّك ساكناً، لإنقاذ أطفال اليمن الذين يقتلون بالقصف، والجوع، والحصار، والمرض، وهي من تدّعي حماية حقوق الطفل والعمل على رفاهيته.
ومؤتمر الحد من التسلح لم يصنع شيئاً لمنع صفقات السلاح الذي تبيعه أمريكا للسعوديّة والإمارات بمليارات الدولارات، للاعتداء على اليمن واليمنيين.
لذلك.. على الجميع أن يفهموا أن الأمم المتحدة ليست إلا صنيعة أمريكية توفر لها الدعم السياسي للاعتداء على الشعوب وتهيئ لها الأجواء الملائمة للخروج من أية أزمة سياسية أَو عسكرية، كما فعلت اليوم بواسطة الهُــدنة في اليمن.
ولهذا.. لا يجوز لنا كيمنيين أن نعقد الأمل على الأمم الأمريكية، أَو أن ننتظر الحل من عندها هي، فالحل لن يكون إلا بالتحَرّك الواعي والنفير العام إلى ميادين الإعداد والتدريب، ودعم الصناعات الصاروخية والمسيّرة، والعمل على الاكتفاء الذاتي، والتسليم للقيادة، واللجوء إلى الله والتوكل عليه (وما النصر إلا من عند الله) وما الله بغافلٍ عما يعملون.