طهرانُ تدعو الشركاءَ الأُورُوبيين للعودة إلى طريق المفاوضات النووية
المسيرة | وكالات
دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، الدول الأُورُوبية المشاركة في مفاوضات فيينا إلى “تصحيح” الأخطاء، والعودة إلى طريق المفاوضات.
وقال كنعاني في إفادة صحافية: إنّ “طهران لم تتلقَّ أي طلب لتأجيل المفاوضات النووية إلى ما بعد انتخابات الكونغرس الأمريكي”.
وأضاف: “البيان الثلاثي الأُورُوبي بخصوص الاتّفاق النووي الإيراني، خاطئ وغير مدروس في توقيت خاطئ، وجاء؛ بسَببِ أخطاء حسابية من قبلهم، وأن إيران سعت بصورة جادة للتوصل إلى اتّفاق وفتح الطريق أمام الاتّفاق.. وكنا نتوقع أن يقوم الطرف الآخر بعمل بناء”.
وأشَارَ المتحدث الإيراني إلى أنّ إيران مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، داعياً الوكالة إلى “عدم الإذعان لضغوط إسرائيل” بشأن أنشطة طهران النووية.
وأردف: “تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكّـدت مراراً سلمية نشاطات إيران النووية.. وفي موضوع الضمانات الشاملة، إيران متعهدة بمعاهدة الحد من الانتشار النووي، وتؤكّـد تنفيذ اتّفاق الضمانات بصورة كاملة دون تمييز بين الدول.. شدّدنا مراراً على ضرورة عدم تأثر الوكالة بضغوط أطراف ثالثة وكيان لم يلتزم بأيٍّ من المعاهدات الدولية بشأن عدم الانتشار النووي”.
واستطرد: “الأطراف الأُورُوبية تجاهلوا تعاوننا مع الوكالة والتزامنا بالمعاهدات، وخضعوا لتأثيرات كيان ليس عضواً في أي من المعاهدات المتعلقة بالضمانات مع الوكالة.. نوصي الأطراف الأُورُوبية أن يتخذوا مواقف بناءة”.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: “طهران جاهزة لاستمرار التعاون مع الوكالة، وهي مستعدة لذلك؛ مِن أجلِ إزالة الصور غير الحقيقية عن نشاطاتها النووية السلمية، لكن مع واجباتنا، هناك حقوق لإيران يجب احترامها”، مضيفاً: “ينبغي للوكالة أن تحافظ على مصداقيتها”.
ولفت إلى أنه “من الطبيعي أن تتوقع إيران إجراءات بناءة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعضاء مجلس محافظيها”.
وتتهم إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنّ تقريرها الأخير بشأن وجود آثار نووية غير مصرّح عنها “مسيس” و”مدفوع بتوجيهات إسرائيلية”، لا سِـيَّـما بعد لقاء مدير الوكالة رافاييل غروسي مسؤولين إسرائيليين.
وفي سياقٍ منفصل، أكّـد كنعاني قدرة بلاده على توفير الطاقة في الأسواق الدولية، في ظل توتر الأوضاع في أُورُوبا خَاصَّة خلال فصل الشتاء المقبل.
وبشأن البيان الأُورُوبي وعدم استخدام الأُورُوبيين لمصادر الطاقة الإيرانية، قال كنعاني: “بإمْكَان إيران، بصفتها لاعبا بارزا في أسواق الطاقة، أن تؤمن إمدَادات الطاقة لمن يريد استخدام ذلك”.
في السياق، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه لا يرى أي مؤشر على رغبة إيران في الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وَأَضَـافَ رافايل غروسي في كلمته باجتماع مجلس الحكام الذي عقد اليوم الاثنين، أن “العديد من الدول بدأت نشر الأسلحة النووية في السنوات الماضية، لكن إيران كانت شفافة للغاية في الحفاظ على التزاماتها بهذه المعاهدة”.
ومنذ أَيَّـام، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، استعداد بلاده “للمساهمة في تعزيز أمن الطاقة في العالم وعرض النفط والمشتقات النفطية بعيدًا عن التسيس والاستغلال السياسي للطاقة”.
وبما يتعلق بالمحادثات مع السعوديّة، أكّـد كنعاني أنّ إيران ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعوديّة، داعياً الرياض إلى تبني “نهج بنّاء” لتحسين العلاقات.
وقال كنعاني إنّ “إيران سترد بشكل متناسب على أي خطوة بنّاءة من جانب السعوديّة”.
يُشار إلى أنّ المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، أكّـد الشهر الفائت أنّ المحادثات مع السعوديّة وصلت إلى مرحلة إعادة العلاقات إلى المستوى الجيد.