“وعدُ الآخرة” يعصفُ بأحلام المرتزِقة.. آمالُ وطموحاتُ السيطرة تتحطم
ذعرٌ في وسائل إعلام العدوان من العرض العسكري المهيب
المسيرة| محمد ناصر حتروش
لاقى العرضُ العسكري للقوات المسلحة اليمنية التي نفذته المنطقةُ العسكرية الخامسة بالحديدة “وعد الآخرة” صدى واسعاً في وسائل الإعلام الدولية بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة وكذا مواقع السوشيال ميديا.
وتداولت المنصات الإعلامية الاستعراض العسكري “وعد الآخرة” بعدة زوايا متباينة فثمّة من وجده بمثابة بداية الحرب والتخلّي عن الهُــدنة، وسخر البعض الآخر من ضعف ما سموه (التحالف بقيادة السعوديّة على إضعاف الحوثي)، وتنامي قوّته بدل اجتثاثه كما كانت تزعم قوى تحالف العدوان أَو ما يسمى بعاصفة الحزم، فيما اعتبره آخرون “تطوراً خطيراً” يعطي دليلاً جديدًا على ضعف وفشل التحالف الذي كان المسؤولون عنهم يعتقدون حين انطلاق عاصفة الحزم بقدرتهم على إنهاء أنصار الله “الحوثيين” خلال أسابيع معدودة بحسب كلام بعض وسائل الإعلام التابعة للمرتزِقة.
وتساءل البعض عن ماهية المبرّرات التي بوسع المسؤولين السعوديّين وقيادة قوات التحالف تسويقها لحلفائهم ومؤيديهم وهم يرون بأم أعينهم تنامي قوّة الجماعة الحوثية بهذه الصورة الرهيبة خلال سبعة أعوام من تدخلهم العسكري في اليمن؟!، فيما دعا آخرون إلى ضرورة الرد العسكري السعوديّ على ما أسموه الاستفزاز الحوثي، وضرورة الدفاع عن النفس في حين وصفه البعض بالجيش النظامي المؤسّسي.
وما لفت في الاستعراض العسكري هو حضور الطائرات المُسيّرة، والعتاد البشري المُدرّب، إلى جانب الصاروخ البحري (فالق 1) الذي ظهر لأوّل مرّة، واللغم البحري (مجاهد)، في رسالة على قدرة القوات المسلحة اليمنية على استهداف جميع أهداف العدوان دون استثناء.
يخربون بيوتهم بأيديهم
وإلى هذه اللحظة لا تزال وسائل إعلام العدوّ تردّد معزوفة إيران وتمددها في المنطقة منذ ثمانية أعوام رغم تعري تلك الوسائل وانفضاحها في المنطقة فالجميع يعرف مدى الحصار الخانق الذي يفرضه العدوان الأمريكي السعوديّ بحراً وبراً وجواً على بلادنا، في حين تمضي القيادة الثورية والسياسية في تطوير القدرات العسكرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي معتمدة على الله.
وتحت عنوان “وعد الآخرة” رسالة تهديد حوثية.. كيف ستقرأها الرياض؟ نشرت وكالة (ديبريفر) الأمريكية تقريراً صحفياً وصف خلاله العرض العسكري بالأكبر منذ بدء الحرب على اليمن.
وأكّـدت الوكالة أن العرض العسكري “وعد الآخرة” تريد سلطة صنعاء إيصال رسالة تهديد شديدة اللهجة لأطرافٍ عدة وفي المقدمة المملكة العربية السعوديّة وجيرانها الخليجيين، مفادها: “نحن هنا”.
وقال التقرير: إن مراقبين وخبراء سياسيين وعسكريين أكّـدوا في أحاديث متفرقة لوكالة “ديبريفر” أن اختيار أنصار الله “الحوثيين” لمدينة الحديدة القريبة من مضيق باب المندب كموقع لإقامة عرضهم العسكري المسمى “وعد الآخرة”، وفي هذا التوقيت تحديداً كان محسوباً بعناية فائقة لتصبح رسالة التحذير هذه أكثر وضوحاً وقوة بالنسبة للخصوم.
وكالة “ديبريفر” وصفت كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في العرض العسكري بالقوية والمتفاخرة بما وصلت إليه القوات المسلحة من قوة وإمْكَانيات، وأن نبرة التهديد التي جاءت هذه المرة جلية وأكثر قوة في كلمة له بالتزامن مع العرض العسكري.
وقال الحوثي في الكلمة: إنّ هذه العروض العسكريّة التي بدأت في هذه المرحلة من الهُــدنة هدفها تقديم رسالة للأعداء الطامعين المعتدين.
واستعرضت الوكالة أبرز ما جاء في كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، أن اليمن يمتلك قوة بحرية لا يستهان بها، وقادرة على ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر ومن أي مكان في اليمن، موضحًا أن هذا التطور يأتي في سياق ما يخوضه الشعب اليمني من معركة في مواجهة تحالف العدوان، محذراً من وصفهم بـ”الأعداء” من أية مغامرات قد يرتكبونها.
العرضُ الأضخمُ منذ بدء العدوان
وفي ذات السياق سلط موقع “أوفرت ديفينس” الأجنبي المتخصص في شؤون الدفاع والأمن الضوء على الاستعراض العسكري للقوات المسلحة اليمنية بمدينة الحديدة.
وقال الموقع في تقريرٍ أعده الكاتب يوسف ستنر: إنه في مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر في 1 سبتمبر/ أيلول، استضافت قوات صنعاء عرضًا عسكريًّا ضخمًا أطلق عليه اسم “وعد الآخرة”.
وأكّـد التقرير الصحفي أنه في العرض العسكري، تم عرض أنظمة الدفاع الساحلي روبيج والصواريخ السوفيتية P-15M Termit المضادة للسفن، ومع هذه الصور تم الكشف عن أن قوات صنعاء أعادت تنشيط أنظمة الدفاع الساحلي السوفيتية الصنع روبج. وبحسب مصادر عسكرية تابعة لصنعاء فَـإنَّ هذه الصواريخ القديمة تعمل الآن بفضل جهود المهندسين اليمنيين.
وفي السياق ذكر موقع صدى الساحل الإخباري، أن استعراض القوات المسلحة في البحر الأحمر أمر خطير جِـدًّا ويجب أن يحمل على محمل الجد.
وأفَاد الموقع بأن أنصار الله أرادوا من خلال عرضهم العسكري الضخم تحقيق مكاسب سياسية أثناء المفاوضات السياسية، مبينًا استعدادهم المطلق لخوض المعركة مع قوات تحالف العدوان في حال فشلت الهُــدنة.
وأشَارَ التقرير إلى أن كلمة رئيس مجلس الحكم بصنعاء أثناء العرض العسكري توحي برغبة سلطة صنعاء في مواصلة المعركة حتى السيطرة على كافة الأراضي اليمينة.
وعلى ذات الصعيد تناول الإعلامي المرتزِق سامي السامعي في برنامجه فضاء حر على قناة بلقيس الإخوانية رسائل العرض العسكري “وعد الآخرة” التي نفذها أنصار الله بالحديدة، حَيثُ أكّـد ضيف البرنامج المحلل السياسي علي الذهب، أن سلطة صنعاء أثبتت من خلال عروضها العسكرية أنها الأقوى والأجدر بحكم اليمن فهي من تمتلك الجيش الموحد والأسلحة المطورة مستغلةً الانقسامات والتباينات الحاصلة فيما يسمى بالشرعية التابعة للتحالف.
وتطرق إلى أن خيار التحالف العسكري في إنهاء ما وصفه بالانقلاب العسكري بعد ثمان سنوات من الحرب بات غير مجد لا سِـيَّـما وأن سلطة صنعاء باتت أقوى عسكريًّا وسياسيًّا وأمنيًّا، في حين القوى الموالية للتحالف تشهد تشكيلات عسكرية وجماعات متباينة.
ولفت إلى أن عقد الاتّفاقيات والهُــدن هدفُه إنهاءُ الحرب واللجوء إلى حلول سياسية مجدية، موضحًا أن التشكيلات العسكرية الحاصلة في الجنوب كالمجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي وجماعة الإصلاح تسهم في إضعاف المجلس الرئاسي الموالي للتحالف، مُشيراً إلى أن من يفكر بأن الدخول إلى صنعاء بالقوة العسكرية والتغلب على “أنصار الله” أمر مثير للضحك وغير منطقي، مبينًا عجز قوى تحالف العدوان المكون من ثمان دول عن تجاوز منطقة نهم التي كانت الأقرب لصنعاء، متسائلاً بالقول: فما بالك اليوم وقد الحوثيين على حدود مدينة مأرب؟
وذكر أن سلطة صنعاء تحاول تطويع المجتمع الدولي لصالح اليمن في حين أن “الشرعية” تحرص على مصالحها الشخصية بعيدًا عن مصالح الوطن، واصفاً المجلس الرئاسي التابع للتحالف بالهش والمتباين والمتناقض.
بدوره قال مقدم برنامج فضاء حر: إن واقع “الشرعية الحالي” يثبت عجزها في استعادة الجمهورية حسب وصفه.
إلى ذلك أظهرت قناة المهرية مشاهد لكلمة الرئيس مهدي المشاط، أثناء العرض العسكري “لوعد الآخرة” في مشهدٍ صغير معلقةً على المعرض بالقول “استغلت قوات أنصار الله الهُــدنة في تقوية الجيش وإعادة التموضع فكانت النتيجة عرضاً عسكرياً مهيباً سمي “بوعد الآخرة” في حين عملت قوى التحالف على تدمير الجيش التابع له من خلال أدواتها.
وَأَضَـافَ التقرير أن سلطة صنعاء تعمل على تعاظم قوتها العسكرية، بحيث تكون أكثر قدرة في مواجهة مرتزِقة التحالف خلال المرحلة القادمة بينما التحالف يعمل على تدمير الجيش اليمني التابع له يخربون بيوتهم بأيديهم فاعتبروا يا أولي الأبصار.