ما بين مواكبِ المولد الغفيرة ومواكب الحج المحدودة..بقلم/ د. شعفل علي عمير
لقد صرّح الرئيسُ الأمريكي السابق ترامب بكل وضوح عن انزعَـاجه عندما يرى جموعَ الحجاج تتوافدُ إلى بيت الله الحرام، وكانت هذه الجموعُ من المسلمين تعد رمزاً له معنًى يفهمُه أعداءُ الله، رمزاً يوحي بوَحدة العالم الإسلامي؛ ولذلك عمدت قوى الاستكبار العالمي أن تحَرّك عملاءها للحد من هذا التجمع الكبير للمؤدين لفريضة الحج في بيت الله العتيق.
وقد نجحت سياسةُ أعداء الله في تحقيق هدفهم الخبيث، فقد استبدلوا مواكبَ زوار بيت الله الحرام إلى مواكب لزوار بيوت الشيطان من ملاهٍ ومراقصَ وأماكنَ للمجون والتي استحدثت أخيرًا في بلاد الحرمين لتكون بديلاً للحج في ما يعنيه بالنسبة لهم، أي في معناه الاقتصادي الذي كان يدر عليهم أموالاً طائلة؛ ولذلك لم تعد للحج والعُمرة في اهتمامهم مكانةٌ تُذكر، فقد استبدلوا الريعَ المتأتِّيَ من مواسم الحج إلى ذلك الريع المتأتي من المواسم الفنية والمهرجانات الغنائية.
وفي ظل هذه الممارساتِ لحكام المملكة أوجد المؤمنون بدائلَ أُخرى ومواكبَ أكبرَ يجتمع فيها المسلمون من كُـلّ أصقاع الأرض لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وإحياءِ ذكرى الإمام الحسين -عليه السلام- لتكونَ مواكبَ تحاكي مواكبَ الحج التي حرموا منها المسلمين تحت مبرّراتٍ كاذبةٍ ومخطّطاتٍ مفضوحة.
ومن الطبيعي أن هذه التجمعات التي سوف تحدث إنما هي انعكاسٌ لما يحملُه أصحابُها من حُبٍّ وولاءٍ لنبيهم -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين- وتعبيرٌ عن حبهم لآل بيته -عليهم السلام- فيما تعبِّرُ المواكبُ التي استحدثها النظامان السعوديّ والإماراتي انعكاساً لعدائِهم لرسول الله وآل بيته -عليهم السلام- وتعبيراً عن حبهم لأعداء الإسلام.
هذه معادلةٌ تاريخيةٌ متجذرةٌ في نفوسِ وسلوكِ الطرفَين، إنه التاريخُ يتكرّرُ بمكوناته البشرية ومكنوناته العقائدية.