في ذكرى التأسيس.. “الإصلاح” إلى أين؟..بقلم/ دينا الرميمة
اعتقد ساسة حزب “الإصلاح” أن الخيانة بإمْكَانها أن تعطيهم وطن وأن التسكع في دهاليز العمالة والارتزاق واستجداء الخارج سيمنحهم قوة تعيدهم إلى هرم السلطة وحكم شعب لطالما نصبوا له كُـلّ الفخاخ والكمائن القذرة والتفوا على ثورته التي ما أن بدأت ملامح نصرها تلوح بالأفق فإذا بهم يحاولون القضاء عليها بمبادرة كانت السعوديّة هي راعيتها وأمريكا هي من كتبت بنودها الخمسة عشرة من ضمنها بند الأقاليم الأربعة الهادف لتقسيم اليمن في مؤامرةٍ واضحة على الوحدة اليمنية.
بيد أن الشعب اليمني كان قد خبر خبثهم وتنبه لمخطّطهم فخرج رافضاً هذه المبادرة معلناً تمسكه بوحدة أرضه مستهجناً كافة العمليات الإجرامية التي باتت تؤرق المجتمع اليمني، وتستهدف القيادات الوطنية، خرج الشعب اليمني ثائراً على هذا المخطّط القذر في 21 سبتمبر، ثورة كان سلاحها الوعي وتحمل في طياتها كُـلّ الأهداف والقيم السامية التي خيبت رهانات الخونة، الأمر الذي جعل قادة “الإصلاح” يهرولون إلى أحضان السعوديّة التي وجدت فيهم مبتغاها وبهم تذرعت لتأتي بالويل والثبور على اليمن الذي ترى عزها في ذله وضعفه!!
وجعلت منهم أدوات تجندت في صفها وساهموا في نشر الأكاذيب حول أهداف هذا العدوان، ولملموا حولهم من على شاكلتهم من ضعاف النفوس الطامعين في فتات من المال يذرونها العدوّ في عيونهم قبل أيديهم مقابل استخدامهم كمرتزِقة يفتحون أبواب بلدهم أمام محتلّ شرعنوا له كُـلّ جرائمه حتى أن زعيمهم بدا منتشياً ودموع الفرح تملأ عينيه زاعماً أن العدوان هذا جاء بأمر الله!!
رفعوا أيديهم ملوحين بالشكر لسلمان حتى كادت أن تنسلخ عن أكتافهم، طالبين المزيد من الدعم مقابل المزيد من القتل لأبناء شعبهم الرافضين لهم والمناهضين للعدوان، ارتكبوا أبشع الجرائم بحق شعبهم من تصفياتٍ عرقية ومناطقية وكانوا يد العدوّ وسواطيره التي تمزق الأرض اليمنية وشعبها ليحل فيها المحتلّ سيداً عليهم.
وكما كانوا شركاء مع القاعدة وداعش في تنفيذ جرائم داعشية بحق المدافعين عن سيادة بلدهم من أبناء اليمن الأحرار، سخروا قنوات إعلامية لتبرير كُـلّ جرائم العدوان واستهجان واستنكار العمليات الدفاعية من قبل الجيش اليمني إلى أرض العدوّ، زيفوا وحرفوا الواقع في أرض اليمن بما يخدم أربابهم وأرعدوا وزمجروا متوعدين صنعاء بوصولهم إليها حتى تصبح عدن وتعز أُخرى تعج بالجريمة والخوف وانعدام كُـلّ مظاهر الحياة!! طالبوا بالمزيد من الحصار وأغاضهم كُـلّ مسعى للسلام لا يتماشى مع أهدافهم ومصالحهم!
حتى جاء اليوم الذي وجدوا أنفسهم منبوذين من أربابهم وبلا يد لهم تمكّنهم من البقاء في أرضٍ خانوّها بعد أن مزق المحتلّ شرعيتهم وجماعاتهم وأصبحوا فرادى وأشتاتاً يتقاذفهم الخذلان من كُـلّ جانب وبلا رحمة يتم سحقهم من قبل أيادٍ أُخرى استبدلهم بها المحتلّ! وبعد أن كان حزبهم حزباً له ثقله السياسي أصبح حزباً مفتتاً قاداته بلا مأوى فلم تعد عدن تقبل بهم ولا شبوة تطيق وجودهم وحتى حضرموت تتوعدهم بعملية ساحقة تقضي عليهم! وعلى الرغم من كُـلّ هذا التيه والشتات الذي أصبحوا عليه وعلى الرغم من فشلهم في كُـلّ استنجاد واستجداء بالأجنبي ها هم مؤخّراً يذهبون ليستنجدوا بالسفير البريطاني في دلالةٍ واضحة على عدم إيمَـانهم بالوطنية والوطن الذي لن يكون لهم طالما أيديهم ممدودة ليدٍ لا تنتمي لهذا الوطن.
لا زال البعض منهم يطالب بخروج الحوثيــين من صنعاء والمناطق الحرة وتسليم أسلحتهم، حتى يتسنى لهم فيما بعد تسليمها بعد صمود سنوات ثمان للعدو على طبقٍ من ذهب عله يرضى ويصفح عنهم ويعيدهم إلى أرضٍ تمخضتهم ليكونوا حماةً لها فما كانوا إلَّا عارها الذي تخجل بهم أمام العالم، وهي اليمن التي أثبتت للعالم أنها أرض العزة والكرامة والأرض التي تدوس الغزاة بأقدام أبنائها الشرفاء من جعلوها رقماً صعباً في ذهن كُـلّ العالم الذي سيتسابق في القريب العاجل لمد أيديهم لها متمنين منها القبول والرضا.