21 سبتمبر.. ثورةٌ أغلقت أبوابَ الوَصاية وكشفت أقنعة الأنظمة العميلة..بقلم/ حسن محمد طه*
أثبتت ثورةُ الـ 21 من سبتمبر المجيدة مدى أهميتها وتأثيرها ومدى حاجة الشعب اليمني لها وحاجة الشعوب الإسلامية إلى ثورات مماثلة في البلدان التي تهيمن عليها الوصاية والقرار الخارجي.
ذلك؛ لأَنَّ ثورة الـ 21 من سبتمبر انطلقت بعوامل وإرادَة شعبيّة يمنية خالصة بدون أية إملاءات أَو تأثير خارجي، وتهدف إلى التحرّر من الوصاية والهيمنة الخارجية على مقدرات الدولة وإلى استقلال قرارها السيادي، بعد عقود من فرض التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول الغطرسة والاستكبار أمريكا وبريطانيا وأدواتها في المنطقة (النظام السعوديّ والإماراتي) المتحكمة في إدارة الدولة من داخل سفاراتها بصنعاء المرتبطة بخطوط ساخنة بأجهزة مخابراتها على مدار الساعة.
إن الحالة التي كانت عليها الدولة بشكل عام ونظامها الحاكم (العميل) تدل على عدم وجود دولة كنتيجة طبيعية للارتهان والاعتماد على الخارج وبالمقابل إهمال كُـلّ مقومات البلد الاقتصادية والبشرية ومواردها الطبيعية والجري وراء فتات المساعدات الدولية وتحميل الدولة مليارات الدولارات من القروض وإنفاقها في سفريات كبار المسئولين وانعقاد المؤتمرات… إلخ.
وفشل النظام وحكوماته المتعاقبة في إدارة الدولة مما دفع بالمجتمع الدولي إلى إدخَال اليمن تحت الوصاية الدولية وتحت البند السابع لمجلس الأمن الدولي منذ العام 2011م.
وكذلك الحال هو ما كانت عليه مختلف مؤسّسات وأجهزة الدولة قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر من الضعف والانكسار والتفكك وفي مقدمتها المؤسّسة العسكرية والأمنية اللتان تعرضتا لتفكيك وتدمير لمقدراتهما بطريقة ممنهجة تحت عدة مسميات وعناوين لعل أبرزها (الهيكلة وتدمير منظومة الدفاع الجوي… إلخ).
وكانت حوادث سقوط الطائرات العسكرية على أحياء العاصمة صنعاء وتفجيرات القاعدة وداعش في ساحة العروض العسكرية والمقرات الأمنية والكليات واغتيال الشرفاء من ضباط القوات المسلحة والأمن في شوارع العاصمة ومختلف المحافظات.
وَبلغ ذلك الانفلات الأمني ذروته حينما تم استهداف مجمع الدفاع (مقر وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة).
ولم يكن النظام المالي للدولة بعيداً عن حالة الضعف والتدهور والإفلاس بعد أن أعلن رئيس الحكومة حينها محمد باسندوة أن الحكومة عاجزة عن دفع المرتبات بعد شهرين وذرفت عيناه الدموع وأجهش صوته بالبكاء تحت قبة البرلمان متأثراً برداءة الأوضاع في مؤسّسات الدولة المختلفة وأبرزها الوضع الاقتصادي والأمني والاحتقان السياسي.
وهو المشهد الذي لخص الواقع المرير الذي تعيشه اليمن وأبنائها الذين باتوا بين كماشة النظام الحاكم والأحزاب السياسية التي تتقاسم السلطة ولم تلتفت لمعاناة الشعب من تردي الوضع المعيشي وتدهور الاقتصاد والانفلات الأمني وتفكيك النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية التي تواجه مخاطر دعاة الانفصال وأصبحت الطائرات الأمريكية بدون طيار تلاحق أبناء الوطن في مختلف المحافظات والمديريات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
لذلك ونتيجة لتلك العوامل التي حركت عزيمة الأحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم نحو أهداف عظيمة لتغيير ذلك الواقع المرير مهما كانت التضحية.
وتعالت الأصوات المناهضة لذلك الواقع إلى جانب ذلك الصوت الذي طالما ظل يصدع بالخطابات المتتالية الداعية للتحرّر من الوصاية الخارجية.
حتى تشكلت معالم واضحة لمسار الثورة التي قادها بجدارة صاحب ذلك الصوت والخطاب التعبوي التنويري حتى بدأ المخاض وولدت ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة بقيادة علَم الأُمَّــة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- من رحم المعاناة.
وانكشف الستار عن عقود من المؤامرة والعمالة والخيانة لهذا الوطن على أيدي منظومة من الفاسدين الذين لبسوا أقنعة الوطنية والقومية.
وأسسوا لهم إمبراطوريات تجارية ومالية من الشركات والمؤسّسات على حساب قوت أبناء الوطن ودماء الجيش والأمن الذين كانوا حراساً لتلك المنظومة الفاسدة وليس حراساً للوطن ومكتسباته، ولذلك أدركت دول الاستكبار الاستعمارية بأن زمن الهيمنة والوَصاية على اليمن انتهى إلى الأبد.
فحاولت استعادة ذلك الوضع من خلال تشكيل تحالف دولي وشن عدوان ظالم استهدف كُـلّ ما تبقى من مقدرات الشعب؛ بهَدفِ القضاء على ثورة الـ 21 من سبتمبر وإعادة تشكيل نظام عميل بحسب المعايير التي تخدم مصالحها وأهدافها الاستعمارية
وكانت المفاجأة الصادمة لهم بصمود شعبي لا نظير له حطم وأفشل كُـلّ مخطّطاتهم طوال 8 أعوام يخرج منتصراً بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل حكمة وبركة قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية والتفاف شعبنا حول قائد تلك الانتصارات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-.
* عضو مجلس الشورى