قائدُ الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطاب خلال العرض العسكري لوزارة الداخلية: عناصر قوتنا الأمنية تحظى بالثقافة القرآنية وأمن بلدنا صالح لكل الشعوب المجاورة
أَعُــوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَاْلَمِيْنَ، وَأَشهَـدُ أنْ لَا إِلْهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُهُ وَرَسُــوْلُه خَاتَـمُ النبيين.
اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
وَاْرْضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنْتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصَّالحِيْنَ وَالمُجَاهِدِيْنَ.
أيُّها الإِخْوَةُ الأَعِزَّاءُ.
الْسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أُرَحِّبُ بكم جميعاً، وفي المقدِّمة كُـلَّ الحاضرين من رجال الدولة، كُلٌّ باسمه وصفته، وسائر الحاضرين.
إننا كُلّنا نعلمُ أنَّ الأمن هو ضرورةٌ لاستقرار الحياة، وهو دعامةٌ أَسَاسيةٌ للنهضة والبناء، وهو أَيْـضاً نعمةٌ من أعظم النعم التي يمتنُّ الله بها على عباده؛ ولذلك جاء التمنن من الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم في قوله: {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[قريش: من الآية4]، وأتى الحديث عن كتاب الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”؛ باعتبَار أنَّ من أهم ما يحقّقه لعباد الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” هو السلام والأمن والاستقرار كما في قوله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة: من الآية16].
وهو أَيْـضاً في سلِّم المسؤوليات من أهم المسؤوليات، وَإذَا كان بناؤه، ومنطلقاته، وأسسه، منطلقاتٍ وأسساً إيمَـانيةً وأخلاقيةً وإنسانية، فهو من أقدس المسؤوليات؛ ولذلك فَـإنَّنا نتوجّـه في هذا العرض المهيب بالشكر والإعزاز والتقدير للإخوة في قيادة وزارة الداخلية، ولكافة العاملين والمنتسبين لوزارة الداخلية، ومختلف تشكيلاتها وأجهزتها الأمنية، كما نتوجّـه أَيْـضاً بالإشادة والشكر والتقدير والإعزاز للإخوة في هذه الوحدات الرمزية، الذين نفَّذوا هذا العرض المهيب.
إننا -أيُّها الإخوة الأعزاء- ومن خلال هذا العرض، ومن خلال أَيْـضاً مختلف الأنشطة والجهود التي تبذلها وزارة الداخلية لبناء وتطوير هذه المؤسّسة المهمة، التي هي توأمٌ لوزارة الدفاع في حماية هذا الشعب، والحفاظ على أمنه وعلى استقراره، وفي التصدي لمؤامرات الأعداء.
إننا في هذا اليوم نؤكّـدُ على جُملةٍ من الحقائق والرسائل:
إنَّ المؤسّسةَ الأمنية، ووزارة الداخلية، ومختلف تشكيلاتها الأمنية المهمة، هي تتحَرّك في إطار مهامها المقدَّسة، في حماية هذا الشعب، وفي سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار له بالاعتماد على الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” أولاً، وبالاستناد إلى تجربةٍ عمليةٍ كبيرة، وإلى رصيدٍ حافلٍ بالإنجازات في إفشال مساعي الأعداء العدوانية، والإجرامية، والتخريبية، لاستهداف شعبنا العزيز، وقد تم الإعلان عن كثيرٍ من تلك الإنجازات المهمة.
إنَّ تحالُفَ العدوان بالإضافة إلى عدوانه العسكري الشامل، وارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية، من خلال غاراته، التي استهدف بها كُـلّ التجمعات البشرية، في المساجد، وفي الأسواق، وفي المستشفيات، وفي المدارس… وفي مختلف المناسبات الاجتماعية من: أفراحٍ، وأعراس، وأحزانٍ… إلى غير ذلك، هو أَيْـضاً قد فتح -وقبل المعركة العسكرية- عدواناً يستهدفُ شعبَنا في أمنه، وفي استقراره، واستخدم وحرَّك كُـلَّ وسائله وكل أدواته لتحقيق أهدافه الشيطانية، في النيل من أمن شعبنا، وفي الاستهداف لأمن واستقرار بلدنا، فالعدوّ عمل بكل جهد مستخدماً التكفيريين وغير التكفيريين، من مختلف التشكيلات الإجرامية، عمل على تنفيذ الكثير من المخطّطات الإجرامية، بالتفجيرات التي كان يستهدف بها مجتمعنا وشعبنا في كُـلّ سبل حياتهم، في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي مدارسهم وجامعاتهم… وفي مختلف مناطق وسبل الحياة، ولكن فشل في أغلبها، وفي الكثير منها، بفضل الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” أولاً، وبما حقّقه الله نتيجةً للجهود المبذولة والمشكورة والحثيثة والقوية لوزارة الداخلية، وتشكيلاتها الأمنية، ومختلف الأجهزة الأمنية التي تعاونت معها، ونسَّقت معها في التصدي لمؤامرات الأعداء.
إلى جانبِ مساعي العدوّ في إحداث التفجيرات والاستهداف الجماعي لشعبنا، كان هناك نشاط ومؤامرات كثيرة للعدو، تهدف إلى القيام بالكثير من عمليات الاغتيالات لرجالات الدولة، ولرجالات البلد، وأبناء هذا الشعب من مختلف تياراته ومكوناته، التي لها موقفٌ واضحٌ من العدوان، وحتى على مستوى أوسع من ذلك، وفشل العدوّ أَيْـضاً في أكثر مساعيه في هذا الاتّجاه.
كما كان للعدوِّ أَيْـضاً نشاطٌ كبيرٌ، وسعيٌ حثيث، ومؤامراتٌ كثيرةٌ ومتعددة، حرَّك فيها إمْكَانياته المادية للإغراء، وحرَّك فيها وسائله، وحرَّك فيها أياديه الإجرامية، في محاولة للتخريب، وإثارة الفوضى، وضرب الأمن والاستقرار تحت عناوين سياسية، وَأَيْـضاً في القضايا والمشاكل الاجتماعية.
كما كان للعدو نشاطٌ مكثّـف، ومؤامراتٌ كثيرة، ومن أجلها حرَّك الكثيرَ من الخلايا الإجرامية، في إطار العمل في الجريمة المنظَّمة التي يستهدف بها شعبنا العزيز، الجريمة المنظَّمة التي شملت أشكالاً متنوعةً من الجرائم: جريمة القتل، وجريمة السطو والنهب والسرقة، وأوكار الدعارة، وجرائم الاختلاس، والجرائم التي يهدف من خلالها إلى تشويه الأجهزة الأمنية، إضافة إلى الجرائم الكبيرة، والعمل الدؤوب الذي يسعى له العدوّ في نشر المخدرات، أَيْـضاً فشل العدوّ في الكثير الكثير في هذا الاتّجاه أَيْـضاً، كُـلّ هذا بفضل الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، وببركة تلك الجهود الكبيرة، والعمل العظيم لوزارة الداخلية، وتشكيلاتها المختلفة، ونهوضها بمهامها ومسؤولياتها من منطلقات إيمَـانية وإنسانية وأخلاقية، وباستشعار عالٍ للمسؤولية.
فمن خلال كُـلّ هذه الجهود فشل العدوّ في عدوان هو عدوان كبير، ومؤامرات هي مؤامرات خطيرة، لو لم يكن هذا الجهد، هذا السعي، وهذا العمل المستند إلى معونة الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، والتوكل على الله “جلَّ شأنه”، والاعتماد عليه “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، ولو نجح العدوّ ووجد بيئةً مفتوحة وسهلة، وبيئةً لا يجد فيها أمامه من يتصدى له؛ لتحولت يوميات شعبنا إلى مجازر وحشية وإجرامية رهيبة، من خلال التكفيريين، وبقية التشكيلات والأيادي الإجرامية التي يعتمد عليها العدوّ في الاستهداف لشعبنا العزيز في أمنه، وسبل عيشه، واستقرار حياته.
ولــــــذلك ندركُ اليومَ الأهميّةَ الكبيرة، والدورَ العظيم، والمهمة المقدَّسة لوزارة الداخلية، وتشكيلاتها الأمنية، بالرغم من أنها هي في نفسها كانت مستهدَفةً بشكلٍ كبير منذ اليوم الأول للعدو، فتحالف العدوان عمل على ضرب هذه المؤسّسة المهمة، التي هي لخدمة الشعب، ولأمن الشعب، ولحماية الشعب، وللدفاع عن الشعب، فاستهدف مختلف بُنيتها التحتية، من مقرات لإدارات الأمن، ولأقسام الشرطة، من مبانٍ للمؤسّسات والتشكيلات الأَسَاسية في هذه الوزارة، واستهدف حتى النقاط الأمنية، واستهدف أَيْـضاً حتى السجون، هذا شيءٌ معروف، وبثته وسائلُ الإعلام أولاً بأول، في كُـلّ السنوات التي مضت خلال العدوان على بلدنا، فتحالف العدوان حاول أن يقلع عن بلدنا، وأن يفصل عن جسد شعبنا هذه اليد التي هي لحماية الشعب، هذا العضد وهذا الساعد الذي هو للدفاع عن البلد، ولكنه بالرغم من كُـلّ ذلك، ومع حملات التشويه الإعلامي، ومع كُـلّ مساعي الاختراق، قد فشل فشلاً ذريعاً، بعد كُـلّ ما قد مضى من استهداف لهذه المؤسّسة، بكل أشكال الاستهداف، نراها اليوم وهي تقدِّم عرضاً مختصراً، ونموذجياً، ورمزياً، لوحدات من منتسبيها، نراها اليوم وهي حاضرة بقوة وفاعليةٍ عالية، أَيْـضاً في الواقع العملي هي حاضرة بفاعليةٍ عالية، وبأداء يرتقي نحو الأفضل يوماً بعد، يوم ولها برنامجها المهم في البناء، والتصحيح، والتطوير، وهو برنامجٌ مهمٌ، نشد على أيدي الإخوة في قيادة الوزارة لإعطائه دائماً الأهميّة البالغة، والاستمرار فيه بكل جدٍ وجهد، إن هذا البرنامج مع مواكبة التحديات والنهوض بالمسؤولية هو شيءٌ مهمٌ جِـدًّا، إضافة إلى التنسيق العالي بين وزارة الداخلية، وبقية الأجهزة الأمنية، إضافة إلى علاقتها القوية والمتينة مع شعبها، مع أبناء بلدها، والذي له أَيْـضاً أهميّة كبيرة في نجاحها الكبير في أداء مهامها ومسؤولياتها على مستوى عظيم ومتقدم، كُـلّ هذا نأمل -إن شاء الله- أن تواصل فيه وزارة الداخلية مشوارها نحو الأفضل، بتقدمٍ كبير، ونجاحٍ كبير، وبتوفيقٍ من الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”.
إن رسالتَنــــــا اليــــــومَ للأعداء في هــــذا الاستعراض الرمــــزي
التأكيدُ أولاً: على أن ما وصلت إليه وزارة الداخلية بعد الاستهداف الكبير يبين بشكلٍ واضح فشل مساعي الأعداء في الوصول بهذه المؤسّسة وأجهزتها الأمنية إلى الانهيار، فهي اليوم أقوى، وأكثر فاعلية في القيام بمهامها، وأكثر نجاحاً.
ثانياً: نؤكّـدُ أن الأمنَ والاستقرارَ حقٌّ من حقوق شعبنا المشروعة، وأن استهدافَ الأعداء لشعبنا في أمنه واستقراره يكشف حقيقةَ أهدافه العدائية، وطبيعة معركته ضد هذا الشعب، كما نُحَذِّرُ الأعداءَ من الاستمرار في مؤامراتهم لاستهداف شعبنا وبلدنا، وأمن شعبنا واستقراره، وإننا سنبذل الجهد -إن شاء الله- لإفشال كُـلّ مساعيهم الشيطانية والإجرامية.
ثالثاً: نؤكّـدُ أَيْـضاً أن أمنَ بلدنا هو لصالحِ كُـلِّ الشعوب المجاورة، والشعوب العربية والإسلامية، وأن بلدنا حاضرٌ للإسهام في التعاون الأمني لصالح أمتنا جميعاً، وللتنسيق الأمني فيما فيه حماية شعوب أمتنا.
نؤكّـدُ أَيْـضاً في الختام أن عُنصرَ القوة الأَسَاس لقوتنا الأمنية أنها تحظى بالتربية الإيمَـانية، والثقافة القرآنية، وتحمل صدقَ الولاء والانتماء إلى هُــوِيَّة شعبنا اليمني، الهُــوِيَّة الإيمَـانية، لتجسد الحديث النبوي: ((الإيمَـان يمان، والحكمة يمانية))، في برنامجها العملي، وفي نهوضها بمسؤولياتها المقدسة، وهي قوةٌ لشعبها، لحمايته، والدفاع عنه، والسهر على أمنه.
إنَّنا في هذا اليوم، وفي هذا العرض المهيب، نتقدَّمُ أَيْـضاً إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” بالدُّعاء لشهيد الداخلية، الأخ الشهيد العزيز طه المداني “رحمةُ الله تغشاه”، ولكُلِّ شهداء وزارة الداخلية، الذين كانوا أَيْـضاً إضافة إلى مهامهم الأمنية حاضرين على الدوام في مختلف الجبهات، للدفاع عن بلدنا وعن شعبنا.
ونختتمُ هذه الكلمة..
نَسْأَلُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يرحَمَ شُهَدَاءَنا، كُلَّ شُهَدَائِنَا، وَأَنْ يشفيَ جرحانا، وَأَنْ يفرِّجَ عن أسرانا، وَأَنْ ينصُرَنا بنصره، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
رعاكم الله، وفّقكم الله، وأعانَكم الله.