لكم الأمن.. ولهم الرهبةُ والموت غيظاً .. بقلم/ سند الصيادي
يعجزُ المرءُ عن توصيف حجم العدد والعتاد والتجهيز والتنظيم الذي ظهر به العرضُ المهيبُ الذي أقامته الوحداتُ الأمنيةُ بوزارة الداخلية تحت شعار (لهم الأمن)، وَما استطاعت أن تحيطَ به العدساتُ من نقلٍ للمشهد كافٍ لإبراز مفهوم الهيبة بأبهى صوره، وبالمجمل فقد مثّل هذا العرضُ إلى جانب ما سبقه من عروض عسكرية مهيبة لوحدات القوات المسلحة والمناطق العسكرية تطبيقًا عمليًّا لمفهوم المخاطر التي أحالها اليمنيون إلى فرص، وَإبرازًا كاملًا لملامح وَإطار الصورة التي بات عليها اليمن اليوم.
كانت الدهشةُ التي صنعتها ساحاتُ العروض تسكن وجوه اليمنيين وَتثير في عواطفهم مشاعرَ الفخر والاعتزاز، كما كان ارتداد الصورة على الأعداء وَأدواتهم مغيظاً وَمخيفاً وَمخيباً للآمال، فيما كان المحللون على الشاشات يقرأون أبعاد هذه الصورة على حاضر وَمستقبل المنطقة استراتيجيًّا وسياسيًّا، غير أن ما استحق الوقوفَ عنده بتأمُّلٍ وَإجلال كبير ذلك الحضورُ للسيد القائد وَمتابعته للعروض، هذا الموقف دفعنا إلى أن نتخيل ما يفكر به وَما يدور في ذهنِه وما يلهجُ به قلبُه ولسانُه من تسبيحٍ وَاستغفار، وكيف ظهرت على محياه انطباعاتُ وَمصاديق الوعد الإلهي، وهو الذي عايَشَ المراحلَ بأهوالها ومنعطفاتها، بعد أن حمل على عاتقه مسؤوليةً وأمانةً يثقل حملها على الجبال، منذ كان يوماً وحيداً إلَّا من قلة قليلة يناجي ربَّه نصرةً وَتأييداً فيما حشودُ الأعداء تحيطُ بهم من كُـلّ صوب.
وبإيمَـانِ ويقينِ وَتواضُعِ الربانيين العظماء، أطل السيد القائد على شعبه وَجُندِه، مخاطباً رجالَ دولته عن أهميّة التربية الإيمَـانية والثقافة القرآنية وَتحمُّل صدق الولاء والانتماء كشرط لنجاح برنامجهم العملي، وَنهوضهم بمسؤولياتها المقدسة.
وفي حديثِ القائد براهينُ عن ثمرة الصمود والثبات المتسلح بالمنهج الحق والقضية العادلة، وتفاصيل عن مؤامرات كبرى أفشلها هذا الوعيُ القرآني المضافُ إلى نزعة البأس اليماني الشديد، كما كان في خطابه رسائل النصح والتحذير للأعداء من الاستمرار في مؤامراتهم باستهداف اليمن وشعبه وأمنه واستقراره.. مُطَمْئِناً شعوبَ الأُمَّــة بأن أمنَ اليمن هو لصالحِ كُـلّ الشعوب المجاورة والعربية والإسلامية وَبأن اليمنَ حاضرٌ للإسهام في التعاون الأمني؛ لما فيه حمايةُ شعوبها وَمصالحها.