لهم الأمن.. كانوا عند حُسن الظن .. بقلم/ بلقيس علي السلطان
الاحتلالُ والاضطهاد ونهبُ الثروات أهدافٌ تكاد تكونُ مألوفةً عن المحتلّين والهزيمة والخسران نتائج محتومة لتحالف كُوِّنَ من كوكتيل متنوع من الدول ما بين دول تملك الثروات والمال، ودول تملك القوات، ودول تملك الترسانة العسكرية، ودول تملك التخطيط والدعم اللوجستي… إلخ.
هذه نظرة استباقية لمن درس العدوان على اليمن ونتائجه، لكن ما غاب عن المحللين والدارسين للوضع في اليمن، أن تقذف اليمن حمماً من الرجال الأشاوس الذين تصدوا بكل عنفوان لعدوان طاغي، أكل الأخضر واليابس وشن حرباّ إبادية لم يستثنِ فيها أحدا لا طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً مسناً ولا حتى الجنين في بطن أمه، حَيثُ سطّر أبناء الجيش واللجان الشعبيّة أقوى الملاحم القتالية التي تحمل الطابع القرآني من الإقدام والبسالة والفداء والتضحية، حَيثُ صقلتهم الجبهات وأخذوا الخبرة من المواقف والأحداث التي عايشوها، وزادتهم حروب المعتدين قوة وبسالة.
شهدت اليمن عروضاّ عسكريةً مختلفة عكست الجهوزية العالية التي وصل إليها أبناء الجيش الأبطال، ونماذج من التصنيع العسكري اليمني الذي أبهر العدوّ قبل الصديق، وأوجع المعتدين في الصميم، فكان وعد الآخرة وعداً وإنذاراً بقرب آخرة المعتدين، وكان عرض جحافل جيشنا رسالة قوية بأن جحافل الجيش في أتم الجهوزية للتصدي والدفاع عن حياض اليمن، وجاء بعدهم ولهم الأمن ليكون عند حسن الظن بهم، كيف لا وهم من يحمون الجبهة الداخلية ويسهرون ليل نهار؛ مِن أجلِ تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي، ولهم عملياتٌ بطولية عظيمة عكست اليقظة الأمنية والرصد العالي لتحَرّكات المعتدين الذي يحيكون الخطط والدسائس، وينشئون العصابات الإرهابية الرامية إلى زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة.
خرج أبطال الأمن في عرضهم بأسرابٍ منتظمة كطيورٍ جارحة تحدق بمن يريد المساس بأمن اليمن، فكان وقع أقدامهم بمثابة التحدي لمن يريد زعزعة الأمن والاستقرار.
وتم أثناء ذلك عرض لمدرعات البأس اليماني، التي أظهرت القدرات العالية في التصنيع المحلي والمهارة الكبيرة في الإتقان لها، وتتوج العرض بإطلالة عَلَمِ الهدى الذي أشاد بإنجازات وزارة الداخلية الملموسة وحث على الاستمرار في اليقظة لإفشال مخطّطات الأعداء.
إن العروض التي تشهدها اليمن ليست عروضاً عبثية كما كانت في السابق، بل إنها عروضٌ لها رسائلها الواضحة التي يفهم العدوّ مقصدها جيِّدًا، والتي يجب أن يفهم الأصدقاء من حولنا أن قوة اليمن هي قوة للمنطقة بكلها وأمن اليمن كذلك هو أمن للمنطقة بما فيها القدس التي هي قضية الأحرار الأولى، فسلامٌ على أيادٍ صنعت التصنيعات العسكرية التي ترفع الرؤوس، وعلى رجالٍ قدمت الصورة المشرفة لأبناء الجيش المتعاضد كالبنيان المرصوص، فأرووا ظمأ الشعب الذي تعطش لهكذا عروض أروت قلوبهم بالعزة والشموخ والإباء، ورفعت معنوياتهم التي استهدفها العدوان بخططه المختلفة فأصبحت تناطح السحاب وتفخر بقائد عظيم قاد جيشه وشعبه إلى قمة النصر ولقن الأعداء دروساً لن ينسوها عن الصمود والتحدي والإيمَـان الصادق والثقة الطلقة بالله، والعاقبة للمتقين.