الأحزابُ والمكونات السياسية تجتمعُ وتؤكّـد: ثورتُنا مُستمرّة وسنظلُّ جُزءاً من محور الجهاد والمقاومة
أكّـدت أن ٢١ سبتمبر ثورةُ الانعتاق من التبعية والوَصاية للخارج:
المسيرة: خاص
أقامت الأحزابُ والمكوناتُ السياسية الوطنية بصنعاء، أمس الاثنين، فعاليةً احتفاليةً بالعاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر أكّـدت فيها على أنها جزء من محور الجهاد والمقاومة ورفض التطبيع مع العدوّ الصهيوني.
وهنأت الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية “شعبنا اليمني العظيم وعلى رأسهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة” مؤكّـدة أن ثورة ٢١ سبتمبر هي ثورة “الانعتاق” من الوصاية والتبعية للخارج والتي سطر أبطالها أنصع صور البطولة وأسمى معاني التضحية.
الثورةُ التي قطعت أذرعَ الخارج
وفي الفعالية، أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب، أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن جزءاً من استقطاب إقليمي أَو استجابة لإملاءات خارجية، بل كانت ثورة يمنية خالصة هدفت للشراكة الوطنية، لافتاً إلى أن اتّفاق السلم والشراكة شاهدٌ على نُبل الثورة وسموِّ قيمها.
وأوضح أبو طالب أن ثورة 21 سبتمبر حاضرة بصف العدالة والإنصاف للقضية الجنوبية في ظل وحدة أراضي الجمهورية اليمنية.
وأشَارَ أبو طالب إلى أن ثورة 21 سبتمبر حقّقت الاستقلال السياسي لليمن بقطعها جذور التبعية والوصاية والارتهان للخارج، وعسكريًّا ببنائها جيشاً وطنياً هو صمام الأمان إلى جانب محافظتها على ثبات البُوصلة وثبات موقفها الراسخ المؤمن بقضية الأُمَّــة العربية والإسلامية الأولى تجاه فلسطين.
من جانبه، قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، غازي الأحول: إن اجتماع الأحزاب السياسية هو تعبير عن الوحدة الوطنية وتأكيد على متانة الجبهة السياسية.
وَأَضَـافَ “قيادتا أنصار الله والمؤتمر الشعبي يقفان في وجه كُـلّ مؤامرات العدوان لشق الصف الداخلي، حَيثُ أن الشراكة الوطنية اليوم أكثر رسوخاً”.
وأكّـد الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه والرفض القاطع لكل أشكال التطبيع، مشيداً بمواقف أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في مواجهة الاحتلال.
ثورةٌ تلبي تطلعات الشعب
من جهته، أكّـد الحراك الجنوبي السلمي، أن ثورة 21 سبتمبر هي الصدى الحقيقي للشعب اليمني وهي الثورة النقية الصادقة في مختلف جوانبها.
ثمن الحراك الجنوبي السلمي القرار الشجاع من القيادة والجيش في مواجهة العدوان والاحتلال وتحرير الأرض.
وأشَارَ إلى أن ما يحدث من فوضى وانهيار ونهب لثروات اليمن في المحافظات الجنوبية والشرقية يؤكّـد أن العدوان هو سبب معاناة الشعب اليمني.
بدوره، شدّد حزب التصحيح في كلمته أهميّة تعزيز جبهة الصمود وإطلاق حوار بناء انطلاقاً من سمو أهداف ثورة 21 سبتمبر.
ونوّه إلى ضورة حشد الطاقات والجهود لمواجهة التحديات الراهنة.
في السياق، أكّـدت كلمة الأحزاب المناهضة للعدوان، أن ثورة 21 سبتمبر أعادت صياغة المشهد السياسي وفضحت القوى السياسية المنافقة، وأنها بذلك تجسد انتصاراً لكل أبناء الشعب اليمني ونقطة مفصلية في إسقاط الوصاية وتغيير شكل المنطقة.
البيان الختامي لمؤتمر الأحزاب والمكونات السياسية الذي انعقد بالعاصمة صنعاء، أمس الاثنين، احتفالاً بالذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر، أكّـد على أن الثورة انطلقت في وقت عبثت أنظمة الاستكبار العالمي بأمن ومقدرات اليمن، مشيرة إلى أن التحالف حاول يائساً فصل الشعب اليمني عن قضايا الأُمَّــة، مجدّدًا التمسك “بقضايا أمتننا وموقفنا المبدئي والأصيل منها وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأننا جزء لا يتجزأ من محور الجهاد والمقاومة”.
الثورة مُستمرّة بوجه المعتدين والطامعين والمطبِّعين
وجدد البيان الرفض “المبدئي المطلق للمواقف المذلة لبعض الأنظمة العربية المنخرطة في مسار الذلة والمهرولة في ما يسمى التطبيع مع الكيان المؤقت الغاصب لأرض فلسطين الحبيبة والعزيزة على قلوبنا”.
وفيما شدّد البيان على أن “الثورة مُستمرّة حتى تتحقّق كُـلّ أهدافها السامية والنبيلة، وأن المسار الثوري بحاجة إلى تعزيز الوعي بجملة المخاطر المحدقة بأمتنا وبلدنا”، مجدداً “التأكيد على التمسك بثورة الشعب السبتمبرية ومبادئها وأهدافها التي تتلخص في محاربة الفساد والاستغلال والاستئثار ورفض التبعية ومواجهة الوصاية الخارجية”.
وقال البيان: إن تحرير كُـلّ شبر من أرضنا في جميع المحافظات المحتلّة والمحافظة على استقلال بلدنا هو عهد قطعناه على أنفسنا ووعد نعاهد به شعبنا ولن يهدأ لنا بال حتى يتحقّق ذلك لكل أرجاء يمننا الحبيب براً وبحراً وجواً.
كما عبّرت الأحزاب والمكونات الأَسَاسية “عن رفضها القاطع وإدانتها الشديدة للمناورات التي تقوم بها دول تحالف العدوان بقيادة أمريكا في البحر الأحمر، معتبرة ذلك تعدياً على سيادة شعبنا على أراضيه ومياهه”.
وأشادت بالمواقف “المشرفة التي تسطرها المقاومة من أبناء محافظة المهرة، داعية باقي أبناء المحافظات المحتلّة إلى اتِّخاذ قرار المقاومة والتحَرّك الجاد في مواجهة المحتلّ الذي لن يصمد طويلاً في مواجهة أبناء الشعب اليمني لو اتحدوا في اتِّخاذ وتنفيذ هذا القرار”.
وحثت “المنخرطين في صف العدوان للعودة إلى جادة الصواب والانضمام إلى الصف الوطني وعدم معادَاة أبناء شعبهم خدمة لأعداء بلدهم وأمتهم”.
كما دعت “دول العدوان إلى استغلال فرصة الهُــدنة التي قد لا تتكرّر، وأن تقوم دول العدوان برفع حصارها الجائر الظالم على الموانئ والمطارات اليمنية، وسحب جميع قواتها من كامل أراضي الجمهورية اليمنية مع الالتزام بالتعويض وإعادة الإعمار”.
ونصحت “دويلةَ الإمارات والنظام السعوديّ أن لا يستمروا في رضوخهم للإرادَة الأمريكية والبريطانية فذلك سيكون وبالاً عليهم وخطراً على أنظمتهم، مؤكّـدة أن اليمن لم ولن يكون خطراً إلا على مَن يعتدي عليه، وأن عليهم أن يراعوا حسن الجوار واحترام سيادة شعبنا على بلده وأرضه وقراراته”.
وجددت الأحزابُ والمكونات السياسية المشاركة في المؤتمر معاهدة “قيادتنا وشهدائنا وجرحانا وأسرانا وعوائلهم الكريمة وكل أبناء شعبنا أننا لن نفرط في تضحياتهم وأنها لن تذهب سدى، وأننا سنواصل المسيرة الجهادية، مستمدين العون من الله سبحانه حتى تحقيق أهداف الثورة المباركة وحتى ينصرنا الله سبحانه بالنصر الناجز المبين”.
وحثت “مؤسّساتِ الدولة على تنفيذ توجيهات قائد الثورة في إصلاح الوضع الإداري والارتقاء بمستوى العمل في أجهزة الدولة بما يحقّق خدمة المواطنين ويحقّق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات”.
وفي الختام، دعا البيان “أبناء شعبنا العظيم إلى الجهوزية الكاملة في حال ارتكب العدوان أية حماقة ينكث بها الهُــدنة المؤقتة وأن يكونوا حاضرين لرفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر المبين الناجز والذي أصبحنا قاب قوسين أَو أدنى من تحقيقه”.