نحو 15 ألف خرق وَ300 غارة تقتل وتصيب 400 مدني بينهم أطفال ونساء هُــدنةٌ مشتعلةٌ بالجرائم والخروق
المركز اليمني لحقوق الإنسان ووكالة سبأ ينظّمان مؤتمراً صحفياً حول الهُــدنة المزعومة:
المسيرة: صنعاء
عُقد بصنعاء، أمس الاثنين، مؤتمر صحفي، لإصدار تقرير “الهُــدنة المزعومة.. الهُــدنة الإنسانية في اليمن وخروقاتها خلال 160 يوماً”.
وفي المؤتمر الصحفي الذي نظمه المركز اليمني لحقوق الإنسان بالتعاون مع وكالة الأنباء اليمنية سبأ، أشار رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ -رئيس التحرير، نصر الدين عامر، إلى أن المؤتمر يتزامن مع الاحتفال بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر والمولد النبوي الشريف 1444هـ، مؤكّـداً أن دول العدوان لم تلتزم ببنود الهُــدنة الأممية المعلنة منذ إطلاقها في الثاني من أبريل الماضي، لافتاً إلى أن الهُــدنة جاءت بعد عدوان طويل قارب ثماني سنوات وتحت وقع ضربات الجيش واللجان الشعبيّة على دول العدوان؛ باعتبَار ذلك حقاً مشروعاً للشعب اليمني.
كما أكّـد عامر أن الهُــدنة، جاءت أَيْـضاً لإثبات حُسن نوايا المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، في رفع المعاناة عن اليمنيين.
وعبّر عن الأمل في تسليط كافة وسائل الإعلام الضوء على التقرير وإبراز أي عمل يُظهر خروقات العدوان في ظل الهُــدنة، مؤكّـداً حرص وكالة الأنباء اليمنية سبأ على رصد الخروقات والارتباط بمصادر حقيقية في هذا الجانب ونشرها لكافة الوسائل الإعلامية.
ودعا وسائل الإعلام إلى الاضطلاع بدورها في الاهتمام والمساهمة برصد الخروقات.. لافتاً إلى أهميّة إشهار التقرير في هذا التوقيت لاطلاع الرأي العام العالمي على من ينتهك الهُــدنة ويخالف بنودها.
من جانبه، نوّه رئيس المركز اليمني لحقوق الإنسان إسماعيل المتوكل، إلى أن الهُــدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة إنسانية مخالفة للقانون الدولي الإنساني، حدّدت للشعب اليمني دخول 18 سفينة في الشهرين ورأتها الأمم المتحدة كثيرة على اليمن لتدخل منها سفينتان باسم “حليمة”، مستغلة حلم الشعب اليمني.
وقال المتوكل: “هُــدنة روجوا فيها الكذبة الكبرى بحصار تعز، مطالبين بفك الطرق إليها من الشمال رغم أن طرقها مفتوحة إلى الجنوب والغرب ومنها إلى العالم بعكس المحافظات التي أطبق العدوان، الحصار عليها من كُـلّ جانب وليس لها منفذ واحد مفتوح إلى العالم”.
وَأَضَـافَ “هُــدنة مزعومة قرّرنا في المركز اليمني لحقوق الإنسان أن نكشف للشعب وللعالم زيفها وبشاعة استخدام الأمم المتحدة ودول تحالف العدوان لها”، مبينًا أن الهُــدنة أعلنتها الأمم المتحدة رغم أنها أقرت استمرار جريمة العدوان من خلال استمرار الحصار والاحتلال.
وأشَارَ المتوكل إلى أن الشعب اليمني حُرم من السلم والسلام منذ ما يقارب ثماني سنوات، ويدّعي مجلس الأمن أنه المعني بالسلام وحمايته في العالم، لكنه والأمم المتحدة تنصلوا عن ذلك في اليمن.
وقال: “إنه السلم والسلام الذي ينادي به الشعب اليمني وقيادته وحكومته ويقبلون بحسن نية كُـلّ مبادرة سلام وطلب هُــدنة وإن كانت بشروط جائرة قطعاً للحجّـة وأي عذر، السلام الذي تُصِرُّ دول العدوان ومعها مجلس الأمن على إضاعة فرصته الأخيرة؛ بسَببِ تنصلهم عن الشروط التي أعلنوّها في هُــدنتهم الانتهازية وليست الإنسانية وإزهاق أرواح أكثر من 70 إنساناً بريئاً بصواريخهم وقنابلهم بينهم نساء وأطفال”.
وأكّـد رئيس المركز اليمني لحقوق الإنسان، أن إطلاق التقرير يأتي استشعاراً للمسؤولية في توضيح وإيصال الحقائق للرأي العام المحلي والدولي عن القضية اليمنية التي لم تعد الحرب المنسية كما كانت وإنما أصبحت من القضايا المهمة لمختلف دول العالم.
فيما ذكر المدير التنفيذي للمركز إسماعيل الخاشب، أن الهُــدنة شابها الكثير من الخروقات وعدم التزام أطراف العدوان ببنودها، لتكون هُــدنة مزعومة أمام العالم أجمع، شاهدة على عجز الأمم المتحدة في تنفيذ ما ترعاه من التزامات.
وأوضح أن إجمالي الخروقات العسكرية للهُــدنة وصل إلى 14 ألفاً و421 خرقاً تسببت في سقوط 70 قتيلاً من المدنيين بينهم ثمانية من جنسيات أفريقية، وسبعة أطفال وامرأتين، بالإضافة إلى 95 جريحاً بينهم 34 طفلاً وَ18 امرأة.
وأفَاد الخاشب بأن سقوط الضحايا ناتج عن الغارات الجوية التي بلغت 278 غارة، والقصف المدفعي الذي بلغ أكثر من ألف قذيفة وآلاف الأعيرة النارية، و498 تحليق استطلاعي تجسسي.
وبيّن مدير المركز أن دول العدوان سمحت بدخول 37 سفينة من أصل 54، خلال الفترة الأولى للهُــدنة، كما لم تسمح سوى بدخول ست سفن خلال فترة التمديد الثانية للهُــدنة بعد تأخير لأكثر من 30 يوماً، مما خلق أزمة وقود أثرت على جميع القطاعات.
ولفت إلى أن عدد الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بلغ 42 رحلة من أصل 48 رحلة مقرّرة خلال الفترة مع تأخير كثير من الرحلات وإلغاء الرحلات من وإلى مطار القاهرة.
واعتبر الخاشب، ملف فتح الطرقات من أصعب الملفات الذي لم يُنفذ منه أي شيء طوال فترة الهُــدنة بمراحلها، مرجعاً السبب إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على إلزام دول تحالف العدوان ومرتزِقتها بتنفيذه والالتزام به، مُشيراً إلى مبادرة أحادية قدمتها حكومة الإنقاذ في يونيو الماضي، بفتح طريق الستين في محافظة تعز.
وأوضح أن الأمم المتحدة لم تتخذ أية خطوات إيجابية للتخفيف من الكارثة الإنسانية في اليمن وإنهائها، كما لم تُلزم أطراف العدوان بالإيفاء بما تعهدت به خَاصَّة في التمديد الثاني لاتّفاق الهُــدنة الموسعة الذي أعلنه الممثل الأممي وأكّـد فيه العمل على آلية صرف المرتبات المتوقفة.