ثورةُ ٢١ سبتمبر ومكاسبها المجيدة
المسيرة| محمد علي أحمد المُوَلَّد*
لا شك أن ثورةَ 21 سبتمبر المجيدة هي ثورةُ كُـلّ اليمنيين؛ لأَنَّ اليمنيين الأحرار خرجوا إلى الساحات والمسيرات بكل مكوناتهم، وأطيافهم، ومذاهبهم، وقبائلهم، وصنعوا بتجمعهم الحر الأبي ملحمةً وطنية استقلالية، عكست للعالم بأسره أصالة الإنسان اليمني، وحريته التي رضعها منذ صباه، وكرامته التي ترعرع عليها مذ نعومة أظافره، فأبت للإنسان اليمني أصالتَه وحريته وكرامته أن يقبلَ بالضيم والظلم، فانطلق لتصحيح مسار الثورة الذي عمل العملاء والمرتزِقة على حرف مسارها تبعاً للتدخلات والإملاءات الأجنبية، التي هدفت إلى استعباد الإنسان اليمني، وطمس هُــوِيَّته، ونهب ثرواته.
شنت دولُ العدوان السعوديّ الأمريكي حرباً عدوانية ظالمة على شعبنا اليمني مستخدمة شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا، وبغطاء دولي، معلنةً تلك الحرب الظالمة الضروس من واشنطن، كُـلّ ذلك مِن أجلِ كسر إرادَة الشعب اليمني، وكسر إرادَة ثورة 21 سبتمبر الخالدة، ومن أجل إعادة البلد إلى مربع الوصاية، ولكنهم – ولله الحمد والمنة – قد عجزوا وفشلوا فشلاً ذريعا وأخزاهم الله، وما ذلك إلا بفضل الله، وحكمة القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وبفضل تضحيات الشهداء، وثبات الجيش واللجان الشعبيّة، وتماسك أبناء الشعب اليمني الحر، ووعيهم، وتوحدهم، والتفافهم حول القيادة السياسية، وحكومة الإنقاذ الوطني.
لثورة 21 من سبتمبر المجيدة أهميّةٌ استراتيجية كبرى وعظيمة؛ لأَنَّها وجهت بُوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي للشعب اليمني، وألغت الوصاية على البلد، وقضت على الأطماع الأمريكية في البلد.
ولعل من مكاسبها: أنها وحّدت الشعبَ اليمني العظيم، وحَّدَتْهُ في المنهج، والرؤية، والهدف، والسياسة، والوِجْهَة.
ومن تلك المكاسب: القضاءُ على الطائفية، والمذهبية، وعلى جميع الخلافات التي كان العدوان – ولا يزال – يغذِّيها.
القبيلةُ اليمنية ليست بمنأًى عن شعبها وعن قضاياه العادلة؛ لأَنَّ القبيلةَ من أهم مكونات الشعب اليمني، بل الغالبية العظمى في مكوناته، ولذلك شاركت القبيلة بتفاعل منقطع النظير في الثورة، وذلك من خلال تفاعل أبنائها في الحراك الثوري، وخروجهم إلى الساحات، ومشاركتهم في المسيرات.
والقبيلةُ بأصالتها، وتمسكها بعاداتها وتقاليدها الحميدة، وبالهُــوِيَّة الإيمَـانية اليمانية، هي صمام أمان لثورة 21 سبتمبر المجيدة؛ كونها محوراً أَسَاساً للثورة. وبمعنى أقرب، القبيلةُ هي الشعب، والشعب هو القبيلة، وما كان الشعب ليفرط بقبيلته، وما كانت القبيلة لتفرط بشعبها، وما كان الشعب بقبيلته ومبادئها وقيمها ليفرط بقيادته وثورته، وهذه معادلة متلازمة، ولذلك التف الشعب حول قيادته الثورية والسياسية، وتفاعل مع قرارات القيادة، وأيد واستجاب لكل ما توصلت إليه في محادثاتها ومن ذلك تفاعله مع الهُــدنة؛ لأَنَّ الشعبَ واثِقٌ كُـلَّ الثقة بقيادته وبما تملِكُه من حكمة وحنكة في التعامل مع الأحداث والتطورات.
* أمين عام جامعة البيضاء