سلام لك يا سبتمبر وعلى قائدك الحكيم..بقلم/ عبدالإله الشامي
ونحن نحتفي بذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤ فلا بدّ أن نتذكر الوضع قبلها بقصد التذكير لا التفصيل؛ لأَنَّ (الذكرى تنفع المؤمنين).
نتذكر قطع الطرقات بين المحافظات فلا يكاد المسافر يصل إلى وجهته بأمان، ولا يكاد يجرؤ على السفر ليلاً خوفاً على نفسه وماله.
نتذكر أن اليمن كان تحت الوَصاية الخارجية من قبل ما تسمى بالدول العشر والذي كان يرأس سفراءَها السفيرُ الأمريكي الذي كان يضع الخططَ ويرسُمُ التوجّـهات في الجانب السياسي والعسكري والتربوي والإعلامي بل والديني والإرشادي، ولم يكن على النظام سوى التنفيذ، ـونتذكر تجواله في الوزارات والمحافظات، ليشرف على أعماله التدميرية للبلد.
ونتذكر استهداف مئات الكوادر الأكاديمية والعسكرية، وأوصل القاعدة إلى وزارة الدفاع في مبنى العرضي وإلى كلية الشرطة، وأوصل المفخخات والتفجيرات إلى ميدان السبعين وإلى الأسواق والمساجد، وقتل المئات من أبناء الشعب اليمني دون أن يعرف الناسُ السببَ والقاتل الحقيقي، ونتذكر كيف وصل الحال بأمريكا إلى أن ترسل امرأة لتفجر وتدمّـر الدفاعات الجوية للبلد، ونتذكر تساقط عشرات الطائرات دون معرفة الأسباب حتى فوق أمانة العاصمة، ونستذكر كيف كان دور السفارة الأمريكية في نشر الفساد الأخلاقي والرذيلة، ونتذكر أزمة المشتقات النفطية والغاز، حَيثُ وصل سعر الدبة البترول إلى عشرين ألفاً ولم نكن في عدوان ولا حصار على البلد ونتذكر مشروع الأقلمة الأمريكي الذي كان قد أوصل اليمن إلى شفا حفرة من نار الاقتتال الداخلي والعداوة والفرقة، ونتذكر تصفير الميزانية وطلب هادى وباسندوة المساعدات من الخارج لصرف المرتبات،… إلخ.
ومن رحم هذه المظالم وعلى يد المستضعفين وثقافة القرآن الكريم وبعون وتمكين من رب العالمين جاءت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر معلنة أهدافها وغاياتها: رفع الوصاية الخارجية والحرية والاستقلال للبلد، ومد يد الأخوة والعفو والتسامح والصفح والسلم والشراكة الوطنية في أدَاة الحكم مع كُـلّ أبناء الشعب اليمني ومكوناته السياسية ووقع على أثر ذلك (اتّفاق السلم والشراكة الوطنية) فحافظت على البلد من الانهيار والانفلات، وحافظت على مؤسّسات الدولة من الفوضى والنهب والسلب، وقضت على القطاعات والاغتيالات والتفجيرات، وانهارت أمامها الذراع الاستخباراتية لأمريكا المسماة (القاعدة)، وأصبح الإنسان اليمني يسافر من محافظة إلى أُخرى دون أن يعترضه شيء آمناً بأمان الله، وحافظت على مؤسّسات الدولة خَاصَّة بعد استقالة هادي وبحاح وبتوجيه أسيادهم لكي يُدخلوا البلد في نفق مظلم وفوضى لا نهائية، وحافظت على الوحدة من الأقلمة المدمّـرة، وحرّرت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر القرار السيادي للبلد بعد أن كان مرهوناً بيد الخارج لسنوات، وقطعت يد الوصاية، وطهرت اليمن من الإرهاب، وبَنَت الجيش اليمني بعد أن هيكلته المبادرة الخليجية، وقد شاهدنا العروض العسكرية التي رفعت رأس كُـلّ يمني لجيش بُني على أسس إيمَـانية قرآنية، وتثقف بثقافة القرآن، وتشرب روح الحرية الإيمَـانية، بل وشاهدنا الصناعات العسكرية اليمنية الخالصة، ونشاهد حركة هذه الثورة في الجانب الزراعي نحو الاكتفاء الذاتي.
ولهذا فقد أدرك العدوّ خطورة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر؛ لأَنَّ أسسها وقيمها وأخلاقها قرآنية، فلم تنفذ تصفيات ولا اغتيالات ولا استهداف للخصوم، بل مدت يدها إليهم في اتّفاق السلم والشراكة لبناء اليمن، ولذلك جاء العدوان ليمنع هذه الثورة أن تفعل شيئاً لليمنيين، ولذا ليس من العدل في هذه المرحلة أن نُقيّم هذه الثورة ونحن نعرف أن العدوّ لم يسمح لها أن تلتقط أنفاسها حتى باغتها بعدوانه، ورغم ذلك انتصرت في كثير من المجالات بنصر الله وقوته، والشعب اليمني ماضٍ في تحقيق كامل أهدافها.