إن هي إلا الثورة أو الموت البطيء بأقسى سكراته..بقلم/ هنادي محمد
- لمن يجهل أَو يتجاهل ما تعنيه ثورة الـ 21 من سبتمبر، فقد رسم ميدانُ السبعين لوحةً تاريخيّةً مجيدة وعظيمة عكست نموذجًا راقيًا قدّم من خلالها مفهومًا عميقا وعمليًّا للثورةِ الشعبيّة السبتمبرية التي حقّقت الهدفَ الأسمى من قيامها وهو التحرّر والاستقلال.
في الذكرى الثامنة لثورة الـ 21 من سبتمبر تجلّت نتائجُ الصبر والصمود والتضحيات الكبيرة والجسيمة التي قدمها الشعب اليمني بمختلف أطيافه في سبيل الحفاظ على أمنه وأمانه واستقراره، وفي سبيل التخلُّص من الوَصاية الخارجية والتبعية العمياء والمقيتة للأنظمة الحاكمة الظالمة.
في المناسبة المتميّزةِ والأهمّ في تقويم مناسبات الشعب اليمني قدّم العلم القائد -يحفظه الله ويرعاه- في خطابه بالذكرى تصريحاتٍ واضحةً حملت العديدَ من الرسائل لقوى العدوان ومن يتعاون معها كان ملخصها أن إمْكَاناتنا وقدراتنا أكبر مما تتوقعون حينما تتعلق المسألة بالدفاع عن شعبنا وبلدنا، وإن لم تسارعوا في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال والاستفادة مما تبقى من عمر الهُــدنة المؤقتة فَـإنَّنا لن نكون وحدَنا المتضررين، سيمتد الضرر إلى حَيثُ لا تتوقعون.
أيضاً رئيس المجلس السياسي الأعلى، فخامة الرئيس/ مهدي المشاط يجدد التأكيد على ما أشار إليه القائد ولب خطابه يقول: نحن سلمٌ لمن سالمنا، وحربٌ لمن حاربنا، والبادئ أظلم.
والشعب اليمني الذي فوّض قيادتَه وسلّم لها تسليمًا مطلقًا، وبعد أن قطف ثمارًا طيبةً من تحَرُّكه وتسليمه وإخلاصه، خرج اليوم وملأ ساحات العزّة بخروجه المشرّف والكبير محتفياً بذكرى ثورته، مجدّدًا العهدَ لمبادئها والوفاء في الاستمرارية في سبيل تحقيق جميع أهدافها الكُبرى.
يا ترى هل ما زال بيدِ قوى الشر من شيء يمكن أن يعوّلوا عليه لتحقيقِ رغباتهم الشيطانية وتمريرِ سياستهم التدميرية وتثبيتِ أي قرار أَو إرادَة خارج إرادَة الشعب اليمني بعد أن أوقد شُعلةَ ثورته بكل شموخ واعتزاز للعام الثامن على التوالي وأحرق بها كُـلَّ أوراق العدوّ المستخدَمة وغير المستخدمة.. فما حيلتُهُ الآن؟!
نهاية القول: إن هي إلا الثورةُ أَو الموتُ البطيءُ بأقسى سكراته، واللهُ خيرُ الحاكمين، والعاقبة للمتقين.