سلوكُ المجتمع الدولي عائقٌ أمام السلام والتعايش
من أصداء خطاب المشاط في العيد الثامن للثورة:
اليمن حاضر وبقوة في معرض السلام والانفتاح على العلاقات الودية والمصالح المشروعة لدول المنطقة والعالم رغم الغطرسة والكذب
المسيرة: خاص
من جديد تؤكّـد صنعاء أنها أهل لحماية المصالح المشروعة لدول المنطقة والإقليم، وليس كما تدّعي قوى الاستكبار بوجود خطر يمني يهدّد السلم الدولي، وهي الكذبةُ التي جاءت لتبرير التحَرّكات العدائية الوحشية ضد اليمن وبات المجتمع الدولي يصدقها رغم علمه بمدى زيفها، في الوقت ذاته دعت صنعاء وعلى لسان الرئيس المشير مهدي المشاط، إلى التخلي عنها والولوج في مسار جديد يحفظ كُـلّ المصالح المشتركة لليمن ودول العالم.
الرئيس المشاط وفي خطابه بمناسبة العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الفتية أعلنها صراحةً للجميع وأكّـد أن نظرة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لملف العدوان والحصار على اليمن تشكل عائقاً كَبيراً أمام عجلة السلام العادل والمشرف، كما أنها تجعل الوضع مكهرباً على مستوى العلاقات الدولية تجاه اليمن.
وأشَارَ الرئيس المشاط ضمنياً في خطابه إلى وجود خطاب دولي تجاه اليمن، غير أن ما ألمح إليه المشاط هو أن ذلك الخطاب الدولي ما يزال مهزوزاً نظراً لتمسك المجتمع الدولي بالكذبة التي أوجدوها ومن ثم صدقوها.
وقال الرئيس المشاط: “لقد حان وقت السلام وفي معرض السلام لا ينبغي للخارج أن يكذب الكذبة ويصدقها إلى ما لا نهاية”، في تأكيد على حضور اليمن الدائم في مسار السلام والانفتاح على العلاقات الدولية أمام العراقيل والمزاعم الفتنوية التي تتبناها دول العدوان ورعاتها في المنطقة والإقليم.
وجدد الرئيس المشاط التأكيد على استعداد الجمهورية اليمنية التام لتبادل معالجة المخاوف وضمان المصالح المشروعة مع محيطنا العربي والإسلامي ومع كُـلّ دول العالم، ليرمي الكرة بذلك في مرمى المجتمع الدولي ويعلنها صراحة أمام الجميع بدلاً من الخطابات الخفية التي لا تبحث عن أكثر من كسب الوقت ومحاولة التعتيم على بعض الجوانب المتعلقة بمجريات العدوان والحصار على اليمن وما يرتبط به من ملفات إقليمية ودولية.
وخاطب الرئيس المشاط الأطراف الإقليمية والدولية بقوله: “أدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن وَالأمم المتحدة إلى دعم خيارات السلام الجاد والحقيقي”، مُضيفاً “على المجتمع الدولي البدء الفوري في تعديل السلوك الذي دأبوا عليه؛ باعتبَاره سلوكاً معيقاً ومحبطاً ومنحازاً”، في حين مثل هذا النوع من التصريحات إحراجاً آخراً للمجتمع الدولي إلى جانب ما سبقها من إحراجات.
كما بيّن الرئيس المشاط أن “السلوك الأممي لا يساعد أبداً على بناء الثقة وتحقيق السلام بقدر ما يدخل ضمن العوامل المباشرة التي تقف وراء إطالة أمد الحرب”، في إشارة إلى أن الموقف الدولي والأممي ما يزال يقف عائقاً أمام أي تغير في مسار الحرب والحصار على اليمن وبدء ترميم العلاقات وكلّ الملفات التي أفسدتها سنوات العدوان والحصار.
وجدد التأكيد على حضور صنعاء الدائم في معرض السلام، مؤكّـداً الحرص على السلام والانفتاح على كُـلّ الجهود والمساعي الخيرة.
وقال: “نشُدُّ على أيدي الجميع في مواصلة الجهود المباركة في كافة مجالات ومسارات العمل ومضاعفة العمل الدؤوب؛ مِن أجلِ ترسيخ قيم الإخاء والمحبة والتعايش”.
وَأَضَـافَ “أدعو قيادة الحرب في الجانب الآخر إلى الانتقال المشترك من استراتيجيات الحرب والسياسات العدائية إلى استراتيجيات السلام”، داعياً للابتعاد التام عن كُـلّ ما يندرج ضمن أسباب الفرقة والكراهية سواء على مستوى الخطاب أَو الممارسة، في إشارة إلى الممارسات العدائية التأجيجية التي تنتهجها قوى العدوان ورعاتها لمحاولة التعتيم على الصورة الحقيقية المعبرة عن واقع الحال بالنسبة للموقف الوطني اليمني الساعي دوماً إلى إزاحة الاحتقان في المنطقة عبر الدعوات المتكرّرة نحو مغادرة مربع الغطرسة.
ومن خلال الحديث السابق يؤكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن اليمن حاضر وبقوة في معرض السلام والتطلع للعلاقات الودية والأخوية مع مختلف دول المنطقة والعالم باستثناء العدوين الأمريكي والصهيوني، في حين أن استمرار السلوك الدولي الراهن قد يجبر اليمن على ترك مترسه المدافع عن المصالح الدولية في المياه اليمنية ويدفعه نحو اللجوء إلى خياراته الاستراتيجية لردع التصعيد والمؤامرات والأعمال العدائية الرامية إلى سلب حقوق اليمن واليمنيين المشروعة والمحقة.