المرأةُ اليمنية إلى جانب أخيها الرجل.. النموذجُ المشرقُ لثورة 21 سبتمبر
وضعت بصمتَها في نجاح الثورة ولا تزال تواصل النضال الثوري لتحقيق السمو والرفعة لليمن
المسيرة – عفاف الشريف
تطلُّ علينا الذكرى الثامنة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، الثورة التي ولدت من رحم المعاناة والتي صنعها الأحرار، الذين رفضوا الظلم والتبعية، وَهي ثورة تفجرت عنفواناً يمانياً، وعلا صوتُ الثوار الأحرار في وجه الطغاة قائلين بصوت جهوري لا، ولم تكن المرأة اليمنية في منأى عن كُـلّ ذلك، فقد كانت شقيقة الرجال، تشارك معهم خطوة خطوة، حتى حقّقت هذه الثورة أعظم الإنجازات، بعد أن كسرت كُـلّ الأسوار لتتخطى الحدود، وعبرت طريق الحرية معهم.
وترى الكاتبة والإعلامية والناشطة السياسية وفاء الكبسي، أن المرأة اليمنية شريكة الرجل في مسيرة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة، فدورها النضالي لا يقل عن دور شقيقها الرجل، بل هو يوازي الدور الثوري للرجل، حَيثُ كسرت كُـلّ الحواجز وتخطت العادات المنغلقة، وأبدت رأيها بكل حرية، وتقدمت سياسيًّا، وفي كُـلّ المجالات، وشاركت أخاها الرجل في صنع القرار؛ لأَنَّها حملت من الوعي ما أهلها لأن تكون شريكة الرجل في الثورة التي أعادت للشعب سيادته واستقلاله ورفعت الهيمنة والوصايا الخارجية، واقتلعت معظم منابع الإرهاب وكشفت زيفهم، مشيرة إلى أن دورها العظيم كان ملموساً في الواقع والشارع اليمني والساحات، فقد تمثل في استشعارها للمسؤولية ودفعها بأهلها وذويها بقوة للخروج لساحات الحرية، لدرجة أنها كانت حاضرة حتى عند غيابها عن الساحة، وذلك عن طريق إعداد الطعام للمرابطين في مختلف الساحات.
وتقول الكبسي: إن المرأة اليمنية شاركت في المسيرات، وضمدت جراح الجرحى في المستشفيات، وأن دورها الإيجابي امتد ليكمل دور الرجل إلى حاضرنا اليوم في مواجهة هذا العدوان الغاشم والحصار الخانق على الشعب اليمني فكان دورها أُسطورياً سيكتبه التاريخ للأجيال القادمة، ويشهد لها بعطائها المنقطع النظير الداعم لأخيها الرجل في مسيرة نضالية لتحرير أرضهم من كيد الغزاة المعتدين المجرمين، حتى أصبحت بالفعل القُدوة والمسيرة لكل نساء العالم.
من جانبها تقول رئيس اتّحاد كاتبات اليمن الإعلامية والناشطة صفاء فايع: إن ثورة الـ 21 من سبتمبر شكلت حضورًا قويًا وفاعلًا للمرأة اليمنية في جميع الجوانب أولها كان حضورًا للوقفات والمظاهرات في جميع ساحات الجمهورية وآخرها كان دعمًا بالمال أَو الكلمة أَو السلاح، لافتة إلى أن المرأة اليمنية تحَرّكت لتوعية المجتمع بأهميّة وضرورة ما يجري بإقامة مهرجانات، وأمسيات وبقلمها وموقفها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حَيثُ جمعت المال والعلاج، وكل متطلبات الثوار ودفعت الآخرين لعمل ذلك حتى أنها عملت كطبيبة لعلاج الثوار، وكإعلامية وثقافية وحتى أمنية، وَدفعت برجال أسرتها إلى الساحات دون تردّد أَو شك في جدوائية الثورة وانتصارها، موضحة أنه عندما كان التصعيد كانت هي المرتكز والظهر الذي استند عليه الثوار؛ مِن أجلِ مواجهة التصعيد بالتصعيد، وكانت تقف عند أفران الخبز والكعك حتى الصباح؛ مِن أجلِ أن تُشبع بطون الثوار، ونالها النصيب الأوفر من الأذى من السلطة القمعية، فلم يكن الرجال في الساحات هم فقط من تطالهم يد السوء.
وتؤكّـد فايع أن ما قامت به المرأة اليمنية خلال الثورة وأيام العدوان سيظل وسام فخر وشرف لها، ولولا الثبات والصمود من قبلها لما صمد الثوار، ولما صمد الشعب ضد العدوان، وما هو مُسلم به أن لا تغيير ولا تطور ولا نهضة لأي وطن دون تكاتف جميع أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا ورجالًا ونساءً.
من جانب متصل تؤكّـد مدير إدارة المرأة والطفل في المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية الناشطة والإعلامية أُمَّـة الملك الخاشب، أن المرأة اليمنية الشامخة هي المحرك الأَسَاس لاستمرار الزخم الثوري، فكانت الوقود الذي يحرك عجلة الثورة من قبل انطلاقتها، وكانت السر في استمرار شباب الصمود عامين في ساحة التغيير رافضين ما يسمى بالمبادرة الخليجية وانقلاب الأحزاب على الثورة بعد تسلمهم للسلطة بالمحاصصة.
وتضيف الخاشب في حديثها لصحيفة المسيرة أن المرأة اليمنية هي التي دعمت وقدمت وساندت وبذلت وشجعت الشباب بالاستمرار في الصمود حتى يأتي فرج الله، وأنها استمرت في ذلك حتى انطلقت ثورة ٢١ سبتمبر المباركة التي لم يمر شهر إلَّا وقد حقّقت المعجزات وتهاوت معاقل الظالمين وفروا أذلاء بملابس النساء، مؤكّـدة أن الثورة كانت يوماً من أَيَّـام الله كما وصفها قائدها الحكيم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله.
وتتذكر الخاشب مشاركة النساء في المسيرات الثورية التي كانت تدعو لها رئاسة اللجان الثورية، مؤكّـدة أنه كان هناك تفاعل كبير وآمال أكبر، حَيثُ تيقنت أن هذه الثورة هي المنجى الوحيد والطريق لتصحيح مسار كُـلّ الثورات السابقة التي انحرفت عن مساراتها الأصلية، كما شاركت المرأة حتى في تنفيذ التعليمات الثورية التي كانت تصدر من قائد الثورة ومنها ترديد الشعار من أعلى سطوح المنازل في وقت معين من مساء أحد الليالي الثورية.
وتواصل حديثها: كنت أسمع النساء يردّدن الشعار، وأشعر بارتياح لهذا المستوى من الوعي الذي كان موجوداً رغم كُـلّ التحديات التي فرضتها الأنظمة السابقة في تضليل الجماهير وتزييف وعي المجتمع، منوّهة إلى أن المرأة اليمنية كانت تشارك في صناعة الطعام والخبز لشباب الثورة في داخل صنعاء وحول محافظة صنعاء، وأنها قدمت الشهداء في مواجهة العدوان الذي ما قام إلَّا ليطفئ جذوة هذه الثورة المشتعلة في كُـلّ النفوس لتضيء الدروب والأمنيات حرية واستقلال.
وتشير إلى دور المرأة اليمنية العظيمة في الزخم الثوري ومواجهة العدوان، حَيثُ كان دوراً سيخلده التاريخ ولن تنساه الأجيال، فمن ثمار الثورة أن هذه المرأة زادت وعياً وثقافة وإيمَـاناً، وتحدت الظروف وتحملت المسؤولية، وصنعت المنتجات المحلية من ملبوسات، وأطعمة وعصائر طبيعية وعطورات وبخور، وكل ما من شأنه أن ينهض بها وبأسرتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها هذا العدوان الظالم.
صفعة لأمريكا وإسرائيل
وتتفق مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة أحلام عبد الكافي مع ما طرح أعلاه، وتؤكّـد أن ثورة 21 سبتمبر المجيدة جاءت بما لا تشتهي سفن أمريكا وإسرائيل وآل سعود والإصلاح التي كانت تموج في بحور اليمن، وهي ثورةٌ كان ذروة سنامها السلمية والتخلص من المفسدين وعملاء الارتهان للخارج الذي لم يزد بهم الوطن إلا تراجعاً وانهياراً.
وتقول: إن الثورة كسرت معاول الشيطان وبراثن الإخوان لتكون إيذاناً بميلاد يمنٍ جديد يمتلك حق تقرير المصير وحق النهوض، مبينة أن الثورة مثلت منعطفاً كَبيراً للشعب اليمني نحو رفض الوصاية ونحو الاستقلال بكسر الأيادي الداخلية التي كانت مرتهنة لعقود طويلة للخارج من خلال أولاد الأحمر، وكشفت مخطّطات العدوّ وانتصرت على (داعش والقاعدة) في أغلب محافظات الجمهورية، وشكلت عائقاً كَبيراً أمام المؤامرات التي يتم تدبيرها من قبل قوى الاستكبار والهيمنة في المنطقة.
وتدعو عبد الكافي إلى أهميّة أن نستشعر دورنا في إحياء ذكرى هذه الثورة المجيدة التي ستظل نقطة تحول للشعب اليمني نحو الأفضل، والتي أغاضت أعداء الأُمَّــة؛ لأَنَّها ثورة تحرّرية تنشد إعادة التموضع الصحيح، ونيل السيادة والاستقلال السياسي والاقتصادي والعسكري.
بدورها تقول الناشطة الثقافية، أبها مقحط مديرة مدرسة الشهيدة إشراق المعافى: إن المرأة اليمنية تميزت عن غيرها من نساء العالم على مر العصور بمساندة أخيها الرجل لتحقيق أعلى الغايات للدولة المنشودة، كما تميزت بوعيها الكبير لما يدور حولها ونظرتها الثاقبة للأسباب والمسببات التي تعمل على إعاقة بناء الدولة وبطموحها العالي لتأسيس وبناء دولة مدنية قوية مع أخيها الرجل.
وتضيف قائلة: وها هي اليوم تضع بصمتها القوية في نجاح ثورة 21 سبتمبر المجيدة وتواصل نضالها المُستمرّ لتحقيق الأهداف التي قامت بها ثورة المستضعفين من أحرار هذا البلد العزيز، حَيثُ شاركت أخاها الرجل في الحوار الوطني لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على العدالة والمساواة والحرية والاستقلال، منوّهة إلى أن المرأة اليمنية كانت إلى جانب أخيها الرجل في التصدي لهذا العدوان الغاشم على بلادها اليمن وتحفيزهم للخروج إلى جبهات العزة والكرامة لدحر هذا العدوّ المتصهين مقدمةً أغلى التضحيات من أبنائها والتبرع بمالها وحُليها وإعداد وتيسير القوافل المتنوعة من ملابس عيدية وملابس وشتوية وقوافل غذائية تقوم بتحضيرها بنفسها وإرسال بعض العبارات فيها لإخوانها المرابطين في الجبهات ترفع معنوياتهم وتؤيد ثباتهم والدعاء لهم، كما رأيناها تذرف من عيونها دماً حزناً وكمداً لتهدم منزلها بقصف طيران العدوّ وفقدان أبنائها وأحفادها وأسرتها صابرةً محتسبةً صامدةً بعزةٍ وشموخ.
وتواصل: ورأينا موقفها المؤمن بعد استشهاد أربعة من فلذات أكبادها ولا تزال مقصرة في حق الله بكل صبر وثبات.
إنجازات عظيمة
لقد حقّقت المرأة اليمنية إنجازات عظيمة رغم الحصار والتكالب العالمي ورغم شحة الإمْكَانيات، فكانت عزيمتها وحقيقة إيمَـانها وصبرها جعلتها تتحدى الظروف وتكون سنداً وثيقاً للرجل.
وتؤكّـد الكاتبة والناشطة السياسية أمل عبد الملك عامر، أن المرأة اليمنية قد أعانت الرجل بجهادها ودعمته مالياً ونفسياً ومعنوياً حتى حقّقت الانتصار الكبير، فكانت نعم الشقيقة لشقيقها الرجل.
وتشير إلى أن المرأة اليمنية كان لها دور كبير على مر التاريخ، فهي المعلم الأول للأجيال واليد الممدودة في وقت المحن وهي الأم والزوجة والأخت والبنت لها تاريخها منذ القدم ولها أصالتها وكيانها المعروف على مر العصور، مبينة أن المرأة اليمنية كانت الداعم الأَسَاسي للثوار في ذلك الوقت بمالها ونفسها وأبنائها وتحفيزها الدائم، فقد كان لها الدور الكبير والبارز في تلك الثورة ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ عملت أن تكون الجندي المجهول المؤمن بالقضية، والمؤيد للحق والمناهض للعدوان بجميع الوسائل، فقد كانت وقتها وما زالت أَيْـضاً الثقافية والصحية والإعلامية والتربوية والسياسية وغيرها، وبذلك سجلت المرأة اليمنية المركز الأول في بطولاتها وشجاعتها ودعمها المتواصل فاستحقت وبكل جدارة أن تكون زينبية عصرها.
وعلى هذا المنوال ترى الكاتبة مرام صالح مرشد، أن المرأة اليمنية لم تكُن ذات قوة وذات حزام رادع يردع كُـلّ متغطرس في العدوان الحاصل اليوم فحسب، بل شاركت في مواجهة كُـلّ الصعوبات والتحديات، وكانت المُلازمة للرجُل في كُـلّ أزمة، وكانت هي العون والسند مُنذ عهد رسول الله، فهي الدرع الحصين بجانب أخيها الرجُل وشاركت في صمود الشعب اليمني وكفاحه ونضاله أمام المتغطرسين على مَر العصور، وفي هذه الثورة كان لها دورها البارز الذي لا يقل أهميّة عن دور الرجُل، في تحقيق الانتصار والثبات، وتقديم التضحيات، والدفع برجالها إلى مختلف الساحات؛ لأَنَّها متحزمة بالوعي والبصيرة، والثقة العالية بأن نصر الله قريب لا مُحالة.
وتضيف مرشد أن المرأة اليمنية مثلت نموذجاً راقياً في التحدي والإصرار، والثبات مع الله، فنحن نراها اليوم تستقبل شهيدها بكل قوة وثبات، تستمدها من ثقافتها القرآنية، ومن وعيها بعظمة ومكانة الشهيد عند الله تعالى، وكان أحد الأسباب لهذه الثورة المباركة هو التخلص من الفساد والتحرّر من التفرقة والارتهان، وقد جاءت للتصحيح والانعتاق من الهيمنة والوصاية الخارجية، كما أحبطت مشاريع التفرقة، وحافظت على سيادة الوطن، وكفلت العيش لهذا الشعب بكل عزة وكرامة أمام كُـلّ الطغاة.
بدورها تؤكّـد مدير إدارة تنمية المرأة بمديرية ذمار الناشطة الثقافية بلقيس محمد السوسوة، أن المرأة اليمنية التي يقف لها التاريخُ إجلالاً وإعظاماً هي من سطّرت أروعَ الصور التي تعتبر ضرباً من الخيال والتي ستظل عالقةً في أذهان كُـلّ عشّاق الحرية وصنّاع الصمود فكانت هي الثائرة وهي الصابرة وهي المجاهدة وهي السياسية وهي الطبيبة المضمدة لجراح الجرحى وهي الاجتماعية المواسية لأنَّات الثكالى وصراخ الأطفال اليتامى، كما كانت المرأة اليمنية العظيمة هي من أبت إلا أن تكونَ بصمةً قويةً في بناء المجد اليمني.
وتواصل: ليكون لها حضورٌ كبيرٌ في انتصار ثورة 21 سبتمبر في دعمها المنقطع النظير للثورة من خلال دورها الذي كان يوازي الدور الثوري للرجل، فقدمت دوراً عظيماً وبارزاً أذهل الجميع، وانطلقت في شتى الميادين وقدمت كُـلّ ما يمكنها تقديمه، لقد كان دورها الثوري يوازي دور الرجل في السعي نحو الأفضل في بناء الدولة، بل لقد صححت الكثير من الرؤى القاصرة حيال المرأة ودورها المحوري في صناعة الثورة والدفع بها نحو التحرّر.
وتتحدث السوسوة عن إنجازات ثورة 21 سبتمبر بالتأكيد على أن الانتصارات العظيمة التي حقّقها الشعب اليمني والتي من أهمها كسر الأيادي الداخلية المرتهنة للخارج، وَسقوط الأيادي التي لطالما اعتمد الخارج عليها لإفساد واقع اليمن كانت سبباً رئيسيا للعدوان على اليمن أرضاً وإنساناً انتقاماً منهم بذلك القصف والقتل والتدمير الذي يطال اليمن منذ ما يقارب ثمان سنوات من الحصار والعدوان، معتقدين أن ذلك سيوهن من عزيمة هذا الشعب لكنه ازداد صبراً وقوة وصموداً.
وتزيد السوسوة بالقول: وفي إطار الدور الكبير الذي لعبته المرأة في مواجهة هذه التحديات من رفد الجبهات بالمال والحلي وتقديم موائد الطعام وقوافل العطاء التي قلّ نظيرها على المستوي العام والخاص، حتى جادت بفلذة كبدها بكل إيمَـان وعطاء، لتكون بذلك مثالاً يحتذى به في الصبر والتضحية ممثلة بذلك مدرسة متكاملة في الصبر والصمود والعطاء وكانت معلمة بارعة في تقديم دروسها في صناعة الرجال وتربية الأجيال الذين ثبتوا في ميدان مواجهة الطغاة ودحر المستكبرين بكل إيمَـان وصلابة، بل وحملت بكل استحقاق وجدارة لقب أم الشهيد وزوجة الشهيد وأخت وابنة أُولئك الشباب الذين خرجوا بصدورهم العارية يتطلعون لحياة أفضل ومستقبل أجمل، فداست دبابات النظام السابق أحلامهم المبعثرة، وأحرقت تطلعاتهم نحو بناء يمن جديد خالٍ من الطغاة والجبابرة.
أشواق مهدي دومان وهي ناشطة وكاتبة وإعلامية تتحدث عن ثورة الحادي والعشرين، وتشعر بالفخر والاعتزاز لما حقّقه الشعب اليمني من انتصار عظيم ضد العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم.
وتقول دومان: نحن اليوم نرى بأمّ أعيننا سلاحاً يمنياً فتّاكا يستعد أن يقصم ظهور المعتدين، ونرى شامخات الصواريخ وَهامات المسيّرات في أنفة وَكبرياء تتوعّد من يريد أن يذلّنا.. اليوم نرى هيلوكبتراتنا تحلّق في سمائنا وَنسمع صوتها فلا نضم صغارنا خشية قصف، بل ندعو هؤلاء الصغار لأن يصعدوا لأسطح المنازل ليشاهدوا الحرية في أجمل معانيها، ليشعروا بافتخار انتمائهم ليمن حماها رجال اللّه مَن ردعوا عدواناً كونياً عليها، وَصنعوا من اللا شيء الشيء الأعظم وَهو هذا النصر وَهذا السلاح الدفاعي وَالهجومي أَيْـضاً.
وتواصل: اليوم تتراءى لنا نظرات القائد العَلَم وَهو يتابع هذا العرض المهيب فنشكره وَرجاله على هذا الإنجاز وَنشعر بفرحته وَنبض فؤاده القرآني في قلوبنا، حَيثُ وَهو يسكنها ولن يبرحها، واليوم نرتّل دعواتنا وَنرفعها لرب العالمين بأن يحفظه وَيعينه وَينصره.
و تقول كذلك: اليوم تراءت لنا صور شهدائنا من الشهيد القائد إلى آخر شهيد روّت دماؤه هذه الأرض، اليوم رأينا عظماءنا من جرحانا الأبطال الذين فقدوا من أجسادهم الطاهرة وَلم يمنّوا، رأينا أوجاعهم وَأناتهم الصامتة، رأينا صبرهم وَكبرياءهم، رأينا بذلهم العظيم لنحيا، اليوم زارت قلوبنا أسرانا وَاختلط فرحنا بالوجع حين ما زال العدوّ يكبّلهم، وَهم بصبر وَثبات الجبال يرونه حقيراً عفناً، زارتهم أرواحنا وَأخبرتهم أنهم ليسوا منسيين وَلن يكونوا مهما طال ليل المجرمين.