الجيشُ اليمني قبل ثورةِ 21 سبتمبر وبعد..بقلم/ أحمد العماد
تلك هي اليمن، وأُولئك هم رجالها، وذاك هو سبتمبر، وهذا هو ميدان السبعين..
فذلك لم يكن يوماً عقيماً، وأُولئك لم يلن بأسهم يوماً أَو تخور قواهم، وذاك لم تبخل أيامه أن تهدي لليمن ثورتين، وهذا لم يمانع يوماً أن يطأه جيش ستدوس أقدامهم على أنوف المعتدين.
ولكن.. تلك كانت -أي اليمن- آسية استحلها فرعون، وأُولئك كانوا أولي بأس شديد ولكن على شعبهم، وذاك أهدى ثورتين شتان بين أولاهما وأخراهما، وهذا كان ميداناً تستعرض فيه جيوش ولاؤها للمستكبرين، ومهامها قمع الشعب وإخضاعه للظالمين.
فقبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كانت تستعرض في ميدان السبعين جيوشٌ مفرغة من التربية الإيمَـانية، لا تحمل عقيدة قتالية دينية، انتماءاتها لأشخاص، تحمل العقد الطائفية والمذهبية والحزبية..
وبعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، أصبحت تستعرض في ميدان السبعين جيوشٌ تتربى تربية إيمَـانية، وتتثقف بثقافة القرآن الكريم، تتولى الله ورسوله والذين آمنوا، وهي لخدمة وحماية الشعب والوطن.
قبل ثورة 21 سبتمبر، كانت تستعرض في السبعين جيوشاً مدربة بأيْدٍ أمريكية، جيوش ترى أمريكا صديقاً حميماً لها.. أما اليوم وبعد ثورة 21 سبتمبر فقد أصبح يستعرض في السبعين، جيشاً ذاتي البناء، وطني الهُــوِيَّة والانتماء، مدرب بأيْدٍ يمنية، يرى أمريكا عدواً لدوداً له ولأمته.
قبل ثورة الحادي والعشرين كان يستعرض جيشاً ترفرف فوق رأسه الرايات الأمريكية.. وبعد ثورة الحادي والعشرين أصبح جيشاً يدوسُ تحت أقدامه الرايةَ الأمريكية والإسرائيلية.
قبل الحادي والعشرين كان يستعرض جيشاً سلاحه من الطلقة إلى الصاروخ مستورد من الخارج، ولا يستطيع أن يقتني من الأسلحة إلا ما تسمح له به أمريكا، وما لا تسمح له به فَـإنَّ عليه أن يقوم بتجميعه وتدميره، نزولاً عند رغبتها، كما شاهدنا تدمير أسلحة الدفاع الجوي في (وثائقي الحرب على السلاح).
وبعد ثورة الحادي والعشرين أصبح الجيش يصنع سلاحه بنفسه، من الطلقة إلى الصاروخ صناعة يمنية من الألف إلى الياء وقد وصل في ذلك إلى الاكتفاء الذاتي!
لذلك نقول: إن الفرق بين ثورتي سبتمبر هو أن القيادة الأولى لم تكن قيادة تربي الأُمَّــة تربية إيمَـانية، أما قيادة ثورة الواحد والعشرين فَـإنَّها حرصت على الاهتمام بتربية الجيش والشعب تربية إيمَـانية، ومن التربية الإيمَـانية الاهتمام بإعداد القوة اللازمة لمواجهة أي خطر من قبل أعداء الأُمَّــة.
إذاً (لا يمكن أن تتربى الأُمَّــة تربية إيمَـانية إلا على أيدي أهل البيت عليهم السلام).