ثورةُ الحرية والاستقلال في عيدها الثامن..بقلم/ صدام عمير
تنشد الشعوب الحية على هذه البسيطة على مر العصور وَالازمان العيش بحرية بعيدًا عن التسلط والطغيان والتبعية وتسعى إلى تحقيقها فتراها تثور على من سلبها حريتها وأفقدها استقلالها في قرارها وهيمن على مقدراتها ونهب خيراتها.
الشعب اليمني من تلك الشعوب الحية في هذا الكون، شعباً يعشق الحرية والاستقلال ويرفض التسلط والطغيان للآخرين حتى وإن كان المتسلط والطاغي من أحد أبنائه، فكانت للشعب اليمني وخلال العقود الستة الماضية العديد من الثورات ضد الظلم والتسلط المحلي وَالاحتلال الأجنبي بدءاً بثورتي 26سبتمبر وَ 14أُكتوبر الخالدتين تلك الثورتان ذاتا الأهداف السامية من تم حرفهما عن تحقيقها لتصبح تلك الأهداف عبارة عن شماعة يتغنى بها الطغاة لبقاء أطول فترة ممكنة لكن شعب الإيمَـان والحكمة لم يهدأ أَو يلين فاستمرت حركاته وثوراته ضد الطغاة والمستبدين فكانت الحركة التصحيحية بقيادة الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي، أواسط سبعينيات القرن الماضي لكنها اغتليت باستشهاد قائدها بعد ثلاث سنوات من قيامها لتدخل شمال اليمن حينها فصلاً جديدًا من التبعية للسعوديّة في حين كان الرفاق في جنوب الوطن يتصارعون فيما بينهم وتمضي الأعوام ويتوحد اليمن من جديد وتكبر أحلام اليمانيين بوحدتهم لكن من رهنوا أنفسهم للشيطان وقرنه قتلوا تلك الأحلام في مهدها فتسطلوا عليهم ونهبوا خيرات وطنهم وفرطوا في ترابه لينتفض عليهم شباب اليمن رافضاً الظلم والطغيان والعمالة في 11فبراير 2011م لكن اغتيلت ثورتهم في بدايتها بالرغم من ذلك استطاعت عمل شرخ في جدار العمالة للسعوديّة الجاثم على صدور اليمنيين.
وما هي إلَّا ثلاث سنوات ونيف من ثورة الشباب ومن رحم المعاناة من مأسي ست حروب متتالية هيأ الله لليمنيين ثواراً سبتمبريين جدداً اتخذوا من مظلومية حسين كربلاء وحسين مران نبراساً لهم يستضيء به ثوار يقودهم قائد شجاع وقوي كسب ثقة ومحبة واحترام الجماهير الثائرة لتتكل جهودهم بثورة شعبيّة في 21 سبتمبر 2014م ثورة قضت على الارتهان للخارج والعمالة له ثورة لم تقص أحداً، حَيثُ وقع أبناؤها السبتمبريون الجدد مع جميع القوى اليمنية اتّفاقية السلم والشراكة لإدارة شؤون البلاد بعد يوم من انتصارهم، اتّفاقية أشاد بها منذهلاً العالم أجمع، لكن قوى الاستكبار العالمي يتقدمهم الشيطان الأمريكي وسادنه الصهيوني كان لهم رأي آخر من الثورة الفتية وأبنائها ومشروعهم المهدّد لهم ولأهدافهم الشيطانية القائمة على التسلط والهيمنة على مقدرات الشعوب فحسموا أمرهم ومكروا مكرهم وقرّر الأشرار الأصلاء الظهور بعد فشل الوكلاء المحليين فشنوا عدواناً على اليمن بغية القضاء على ثورة أبنائه في مهدها، عدوان خطط له وإدارة الشيطان الأمريكي الصهيوني ونفذه قرنه النجدي ومن لف لفهم من العربان والمرتزِقة.
اليوم وبعد ثمانية أعوام من عمر ثورتنا الفتية ثورة الحرية والاستقلال، ثماني سنوات من فشل عدوان عالمي همجي عليها وعلى أبنائها، عدوان قاده الشيطان الأمريكي الصهيوني وقرنه النجدي.
أحيا اليمنيون الأحرار العيد الثامن لثورتهم الفتية، حَيثُ أقيم بهذه المناسبة عرضاً مهيباً للجيش والأمن عرض خلاله فخر الصناعة اليمنية من مختلف أصناف الأسلحة الرادعة البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية.
اليوم وبعد ثمانية أعوام من عمرها ظهرت لنا ثورتنا الفتية وهي في أبهى صورها تغمرها مشاعر السعادة والفخر بأبنائها من صنعوا المستحيل وجعلوه ممكناً وتمكّنوا بقوة الله من كسر جبروت وطغيان قوى المال والسلاح خلال ثمان سنوات من عدوانهم والقادم أعظم.