اقتحامات متناوبة للأقصى والمواجهات مستمرة وتنذر بانفجارٍ وشيك
المشهد الفلسطيني في الـ 24 الساعة الماضية..
المسيرة | متابعة خاصة
في عدوانٍ آثم ومتصاعد، تشهد ساحات المسجد الأقصى المبارك تدنيسًا من الجماعات الاستيطانية ومنظمات “الهيكل”، تزامنًا مع بدء الاحتفال بما يسمى “الأعياد اليهودية”, وتشكل هذه الأعياد كابوسًا ينغص حياة المقدسيين، وخصوصًا أنها تتزامن مع انتهاكات كبيرة تمارسها قوات الاحتلال في المدينة المقدسة، تصاحبها إجراءات تعسفية تحت ذريعة تأمين احتفالات المستوطنين.
في السياق, اتخذ الاحتلال قرارًا بعد نفخ الأبواق للانتقال لمرحلة زمنية جديدة ولو معنويًا، في محاولة لإزالة قبة الصخرة من الوجود، واستبدالها بما يطلقون عليه “قدس الأقداس”، وفي الوقت الذي تعيش فيه قوات العدو تأهبًا غير مسبوق أمام تصاعد أعمال وتهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية، يحامي المرابطون عن مقدساتهم بلحمهم الحي.
وفي التفاصيل، اقتحمت، صباح أمس الاثنين, الجماعات اليهودية المتطرفة باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات يرتدي بعضهم لباس الكهنة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، والتي اقتحمت المسجد المبارك بأعداد كبيرة، واعتدت على المرابطين لإخراجهم من الباحات.
وقبل ذلك منعت شرطة العدو، والتي كثفت من تواجدها على مداخل المسجد الأقصى والشوارع المؤدية إليه، دخول المصلين ممن هم دون 40 عامًا من أداء صلاة الفجر، وقمعت بعض التجمعات للشبان الذين حاولوا الوصول للأقصى، وانتشرت قواتها منذ ساعات الفجر الأولى تمهيدًا لتأمين اقتحامات المستوطنين.
كما أغلقت قوات الاحتلال الصهيوني الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة المحتلة بحجة الأعياد اليهودية, وأوضح مدير الحرم الإبراهيمي، غسان الرجبي، أن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي أمام المسلمين ابتداء من الساعة العاشرة من مساء أمسٍ الأول الأحد، ولمدة 24 ساعة.
المرابطون يتصدون لاقتحام المستوطنين
واحتشد أعداد من المرابطين والمرابطات داخل الأقصى، حيث صدحوا بالتكبيرات، فيما تحصن بعض الشبان داخل المصلى القبلي وألقوا “المفرقعات”، وأصدروا أصواتًا مختلفة، لإرباك المستوطنين وشرطة الاحتلال، في حين اعتدت شرطة الاحتلال عدة مرات على المرابطين والمرابطات، فيما اعتقلت شابًا بعد الاعتداء عليه من داخل ساحات المسجد.
واعتلت عناصر من شرطة الاحتلال مصليات المسجد، وخاصة المطلة منها على المصلى القبلي الذي يتواجد بداخله الشبان المرابطون.
اعتداءات الاحتلال على المواطنين
وكانت قوات الاحتلال قد اعتدت بالضرب على النساء المرابطات في ساحات الأقصى، وعلى المصلين الذي يؤدون صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي، واعتدت أيضًا على الصحفيين المتواجدين بالقرب من باب السلسلة، في المسجد الأقصى المبارك.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المغلف بالمطاط على المصلين المحاصرين داخل المصلى القبلي، أثناء تأمين اقتحام مجموعة من المستوطنين لساحات الأقصى، كما منعت طلبة المدارس من الدخول إلى مدارسهم عند باب المجلس، فيما أطلقت شرطة الاحتلال طائرة مسيَّرة في سماء المسجد الأقصى.
وبينما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 6 شبان فلسطينيين واعتدت على العشرات، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابتين عند باب الأسباط في القدس، إحداها نتيجة رش غاز الفلفل، والثانية نتيجة الضرب المباشر, وفي وقتٍ متأخرٍ مساء أمس أعلن الهلال الأحمر عن 5 إصابات جراء اعتداء قوات الاحتلال على الأهالي عند باب الأسباط بقنابل الغاز والضرب.
قطعان الاقتحامات والتدنيس
واستبق طوفان الاقتحامات الاثنين، اقتحام كبير الأحد، لنحو 300 مستوطن أدّوا “طقوسًا توراتية”، وحَشد آخرون في ساحة البراق، فيما عرضت سلطات العدو من جهة باب الخليل صورًا على سور القدس لشعارات تلمودية، وسط تكثيف الاعتداءات على الأهالي في الأحياء المقدسية التي شهدت مواجهات تخلّلها اعتقالات واسعة، في حين قرّرت إغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وذكرت مصادر محلية وفي أحدث إحصائية أن “405 مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى في “عيد رأس السنة العبرية” أمس الاثنين.
وبدأ مئات المستوطنين صباح الأحد، استباحة المسجد الأقصى المبارك على نطاقٍ واسع، بحماية قوات الاحتلال، وانتشر جنود الاحتلال بكثافة في ساحات الأقصى وتحديدًا في المنطقة الشرقية وحول باب الرحمة، كما أخلى جنود الاحتلال المصلين من محيط باب الرحمة، وفرضت تشديدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد المبارك، وأدى المستوطنون رقصات وطقوس الانبطاح داخل الأقصى وعلى أبوابه، إلى جانب ترديد عبارات مسيئة للعرب والمسلمين.
تصاعد عمليات المقاومة
وتشهد عمليات المقاومة تصاعداً ضد قوات الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ممّا يربك حسابات الاحتلال ويفشل منظومته الأمنية، التي تلقي باللوم إمّا على “ضعف” السلطة الفلسطينية وأجهزتها، أو على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بـ”إشعال الوضع”.
وفي السياق، حذر رئيس “الشاباك”، رونين بار، قائد “حماس” في غزة، يحيى السنوار، بالقول: “أنصح السنوار في التفكير في خطواته، لا يمكن أن يبقى الهدوء بغزة في وقتٍ تشعل فيه حماس الأوضاع في الضفة الغربية من خلال تجنيد خلايا ومحاولة تنفيذ هجمات مسلحة”.
وردّ الناطق باسم “حماس”، فوزي برهوم، على تهديدات “الشاباك”، بالقول: إنها “تعكس المأزق السياسي والأمني والعسكري الذي يعاني منه قادة الاحتلال بفعل المعادلات التي فرضتها عليه المقاومة في غزة، والصمود البطولي والأسطوري لشعبنا ومقاومته المباركة الباسلة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس”، مشيراً إلى أن هذه تهديدات “ليست جديدة ولا تخيف شعبنا الفلسطيني ولا قيادة المقاومة”.
كما تحدث إعلام الاحتلال عن قلق في صفوف قادة المنظومة الأمنية “الإسرائيلية” من صمت قادة المنظمات في غزة على الأوضاع التي تجري الآن على الأرض ويعتقدون أن حماس على وجه الخصوص ستباغت بضربة غير مسبوقة تجاه تل أبيب.
وفي سياق تصدي الفلسطينيين لإجراءات الاحتلال الاستفزازية، استهدف الشبان الثائر آليات الاحتلال في بلدة بيت إجزاء شمال غرب القدس المحتلة بالزجاجات الحارقة، وذلك خلال المواجهات المستمرة في البلدة، واندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في شارع الجدار في بلدة بيت إجزا شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
كذلك، لا تزال المواجهات مستمرة في بلدة سلوان بالقدس، حيث يتم استهداف قوات الاحتلال بالمفرقعات النارية.
وأفادت مصادر محلية باندلاع حريق كبير في بلدة الطور بفعل القنابل التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، كما اقتحمت قوات الاحتلال مجموعة من المحال التجارية في بلدة جبل المكبر بالقدس.
وفي سياقٍ متصل، أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت في قرية النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله، وأغلقوا البوابة المنصوبة على مدخل القرية، وذلك خلال مواجهات اندلعت بينها وبين الشبان الفلسطينيين.
ودعت القوات “الإسرائيلية” المستوطنين وخاصة في القدس إلى “حمل السلاح خلال رأس السنة العبرية”.
وفي هذا السياق، جدّد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، دعوته لشد الرحال والرباط في المسجد.
وقال: إن “الاقتحام الذي دعا إليه المستوطنون ويبدأ الاثنين يمثل سابقة خطيرة، لافتاً إلى أن ما يدعون إليه من إدخال البوق للنفخ فيه داخل الأقصى، مرفوض لدى الكل الفلسطيني”.