“الأعياد اليهودية”.. مناسبة لتنغيص حياة الفلسطينيين في القدس و الضفة الغربية
المسيرة | وكالات
تشكل الأعياد اليهودية مع بداية الاستعداد لها كابوساً ينغص حياة المقدسيين، وخصوصاً أنها تتزامن مع انتهاكات كبيرة تمارسها قوات الاحتلال في المدينة المقدسة، تصاحبها إجراءات تعسفية تحت ذريعة تأمين احتفالات المستوطنين.
وتحد الإجراءات الأمنية التي تفرضها قوات الاحتلال من حركة الفلسطينيين في المدينة المقدسة، وتشمل حركة التجار وطلبة المدارس، كما يُؤثر الطوق الأمني على آلاف العمال من الضفة الغربية والقدس المحتلة، الذين يمنعون من الوصول إلى أماكن عملهم.
كما تجلب الأعياد اليهودية معها ويلات للمقدسيين، من خلال شتى أنواع القمع والتنكيل من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين.
المختص في شؤون القدس، فخري أبو ذياب أشار إلى أن الأعياد اليهودية يرافقها عقاب المقدسيين شهر كامل، سواءً من إغلاق المدارس والمتاجر والأسواق، بحجة تأمين احتفالات المستوطنين في المدينة.
ولفت أبو دياب في حديثٍ له إلى أن “الأعياد اليهودية كما هي الانتخابات، تشكل فرصة للاحتلال لمعاقبة الفلسطينيين، والسبب هو قربهم من المسجد الأقصى و رباطهم فيه”.
وأوضح أن الخطر على المسجد الأقصى ليس في “عيد رأس السنة العبرية”، رغم أنه سيكون هناك اقتحامات تتزامن مع احتفالات “يوم الغفران”، بل إن الخطر سيكون أكبر في “عيد المظلة”، حيث أن تلك الفترة ستكون عصيبة وسيتخللها اقتحامات للمستوطنين، وإدخال للقرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، كما يجري في كل عام، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي اقتحم أكثر من 90 ألف مستوطن إلى المسجد الأقصى، ضمن مخططات بناء “الهيكل المزعوم”.
وأضاف: “الخطورة يوم غدٍ ستكون كبيرة في المسجد الأقصى، حيث سيتم اقتحام المستوطنين بأعدادٍ كبيرة من سلوان وباب المغاربة، ومن كافة الاتجاهات، وستعاني القدس مع بدء نفخ البوق الذي يعني الانتقال من زمن إلى زمن، أي الانتقال من هيمنة وسيادة إسلامية على المسجد الأقصى إلى سيطرة يهودية”.
وأشار إلى أن الظروف السياسية مناسبة للاحتلال في هذه المرحلة لتنفيذ مخطط بناء الهيكل المزعوم، في ظل حالة الصمت العربي والإسلامي، واتفاقيات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية.
وتابع قائلاً: “يجب أن يكون هناك تدخل عاجل من الدول العربية، وأن يتوقف التطبيع والصمت العربي.. الإدانات لا تكفي لما يجري، بل إن المطلوب موقف عربي إسلامي جدي لإيقاف هذه المشاريع التهويدية”.
ولفت إلى أن “جماعات الهيكل” تستغل البعد الديني لتحقيق مكاسب سياسية، في حين أن الموقف الرسمي لا يتجاوز ردة الفعل، لا سيَّما الفردية والعائلية منها، دون مخططات ومرجعيات استراتيجية”.
كما دعا أبو ذياب لتشكيل مخططات ذات بعد ديني وسياسي تعتمد على كل أوراق الضغط في إدارة هذه المعركة.
ورفع الاحتلال الصهيوني، منذ صباح الأحد الفائت، حالة التأهب العليا بموازاة التعزيزات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، فيما أعلنت الشرطة عن نشر الآلاف من عناصرها داخل مدينة القدس المحتلة، وفي البلدات والمدن المختلفة، عشية عيد رأس السنة العبرية الذي صادف يوم الاثنين 26 سبتمبر 2022م.
ويأتي ذلك بموازاة فرض إغلاق محكم، بدءاً من الرابعة من عصر اليوم، على الضفة الغربية المحتلة والمعابر البرية لقطاع غزة، في ظل استمرار “الإنذارات” الاستخباراتية في إسرائيل من احتمالات تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، سواءً في الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات القائمة فيها، أو في الداخل المحتل.