حتميةُ قيام الثورة من واقع الضرورة..بقلم/ أحمد المتوكل
الحديثُ عن ثورة 21 سبتمبر وعن أهميتها وضرورتها يطول، ولكن سأتناول جانب ضرورة الثورة من منطلق حث الرئيس مهدي المشاط للأقلام الشريفة مهمة استكمال الحديث عن الثورة المباركة لكي يدرك الشعب أهميتها.
أرادت أمريكا أن تصلَ باليمن إلى الانهيار العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي والإيمَـاني والأخلاقي من خلال ما تُسمى بالمبادرة الخليجية ومخطّط الأقلمة، وذلك تمهيداً لدخولها المباشر لاحتلاله ونهب ثرواته، وبدأ التنفيذ على يد الفارّ عبدربه منصور هادي خلال فترة رئاسته التوافقية، تم تنفيذ عمليات الاغتيالات للضباط والأكاديميين الأحرار، وهيكلة الجيش؛ بُغية تفكيفه وخلخلته وتفكيك منظومات الدفاع الجوي، وأصبحت الفوضى الأمنية تجتاح البلد طُولاً وعرضاً، مع ترافق ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانعدام للمشتقات النفطية وشُح المواد الغذائية وإنطفاء متواصل للكهرباء، تلاه استقالة عبدربه من منصبه مع عدد من الوزراء؛ بهَدفِ إدخَال البلد في فراغٍ دستوري خطير، لكي تأتي أمريكا فيما بعد لاحتلال اليمن بشكل مباشر تحت شماعة إنقاذه من الفوضى،.
لكن ذلك المخطّط انصدم بجدار وعي الشعب اليمني وتحطم وباء بالفشل عندما قامت ثورة 21 سبتمبر 2014م كضرورة قصوى لإنقاذ اليمن مما أصبحت عليه آنذاك من انهيار، عندها سقط القناع عن أمريكا، وانكشف وجهها الشيطاني الذي يتستر بالشعارات الإنسانية وبالديمقراطية والحرية، وأعلنت عن عدوانها من واشنطن وباللغة الإنجليزية بواسطة سفير خارجية خادمتها وبقرتها الحلوب “السعوديّة”، وأصبح الذين كانوا يدَّعون الوطنية بالأمس وأنهم حريصون على البلد مُرتمين في أحضان العمالة والارتزاق والخيانة، وأصبحوا هُم الشرعية وفق معايير أمريكا والمجتمع الدولي، أما الذين أنقذوا البلد من الانهيار المخطّط له وحاربوا الإرهاب – الذي تدَّعي أمريكا محاربته – يُنظر لهم بأنهم انقلابيون ومُتمردين!
أي ثورة تكون ليست وفق المعايير الأمريكية تُسمى انقلاباً، والشرعية فقط هي لمن يسير تحت الهيمنة الأمريكية سواء كانت ثورةً أم نظاماً حاكماً.
ومن أهم عوامل نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر في اليمن والإنجازات التي تحقّقت بعدها أنها جاءت عكس ما تشتهيه أمريكا.
وَإذَا أرادت الشعوب الإسلامية أن تمتلكَ حقَّ السيادة لبلدانها، وتمتلك جيوشاً عسكرية وطنية تدافع عن بلدها وتُقاتِلَ بالسلاح الذي تصنعه، فعليها أن تحذوَ حذوَ اليمن، والأمر كُله لله الذي جعل سُنته في النصر والتأييد والتمكين لمَن يلتف حول القيادة المؤمنة من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.