21 سبتمبر ثورةٌ جسّدت معنى الحرية والاستقلال..بقلم/ أيوب أحمد هادي
نزولاً عند رغبات النظام السعوديّ والحكومات والمؤسّسات الغربية في إبقاء اليمن خلفية للنظام السعوديّ وبلداً يعتمد على استيراد مستلزمات حياته من الغرب والشرق، وعلى ما تقدمه المنظمات الإنسانية من مساعدات لوجستية وغذائية على مدى 5 عقود من الزمن واجه فيها الشعب اليمني كُـلّ أشكال الإهمال نتيجة الاستهداف الممنهج من قبل أمريكا وحليفتها السعوديّة وعلى يد الحكومات والأنظمة اليمنية السابقة.
فقد انتهجت تلك الحكومات سياسة البنك الدولي في القروض غير التنموية واستنزاف قيمة تلك القروض في مشاريع خدمية كالطرقات، وقليل نادر من المشاريع التنموية التي لم يكتب لها النجاح، وجاء اعتماد اليمن على استيراد المنتجات الخارجية في مقابل إجهاض أي توجّـه للتوسع في المشاريع الاستراتيجية التي توفر مخزوناً قومياً.
فمع قيام ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م، تلاشت تلك السياسات التي تستهدف الأمن القومي في اليمن وتبددت آمال السعوديّة وحليفاتها أمريكا والدول الصناعية الكبرى، فقد كان عنوان الثورة هو رفض كُـلّ أشكال الوصايا السياسية والاقتصادية التي كانت تمارسها قوى الهيمنة على اليمن، مما دفع تلك القوى إلى شن عدوانها الغاشم على الشعب اليمني، وفرض الحصار البري والبحري والجوي عليه لمحاولة إجهاض الثورة.
فلم يعد تحقيق السيادة اليمنية مهمة مستحيلة في ظل إرادَة سياسية مستقلة لا تخضع لإملاءات قوى الهيمنة والاستكبار العالمي والمؤسّسات الدولية التابعة لها.
أما بالنسبة للشعب الذي عاش الويلات؛ بسَببِ التهميش الجائر الذي لاقاه من تلك الحكومات الظالمة بالرغم من قوته التي ظلت محبوسة ولم تجد من يحرّرها فقد كانت ثورة 21 سبتمبر بمثابة بوابة أمل فتحت لهم ليعبروا من خلالها نحو يمن جديد يتسع للجميع ونبذ كُـلّ أشكال التبعية والارتهان.
خرج الشعب ثائراً لدحر نظام العمالة عن بلده متصدياً لكل الهجمات التي حاولت إعاقة ثورتهم من قبل النظام العميل الذي وجه إليهم كُـلّ أنواع الأعيرة النارية والقنابل الغازية لكن إرادَة الشعب كانت قوية فطغت على تلك القوى الضارية وأسقطت كُـلّ أذيالها وأذنابها بسقوط ذلك النظام العميل ومن يقفون خلفه من اليهود والنصارى والعرب الطامعين في مقدرات هذا الشعب.
فكانت تلك الثورة هي من حرّرت تلك القوى الأسيرة في أحشاء الشعب اليمني وأسقطت كُـلّ المؤامرات والدسائس وَجسد فيها اليمنيون عبق الأصالة والنضال والتحرّر ونبذ أشكال التفرقة والارتهان، فوجدوا أن الروح المتطلّعة إلى الحرية والكرامة رسمت بدمائها خطوطاً واضحة المعالم، ومبادئ ثابتة ترسّخت على أَسَاسٍ قوي لا تقبل بأيّ شكلٍ من أشكال الوصاية والارتهان للخارج، وكان مسيرها على خطى آل البيت العظماء، الّذين يستلهم منهم اليمنيون الدروس والعبر للمضي نحو مستقبل واعد بالنصر والاستقلال فبدأ العالم يتكالب على هذا الشعب ويجمع كُـلّ قواته لمواجه تلك الثورة التي قدم فيها الشعب الكثير من التضحيات الجسام وبذل الغالي والنفيس ليتحرّر من تلك الوصايا لكن تلك القوى لم تستطع إضعاف ذلك الشعب الذي يطمح إلى استعادة سيادته القومية ليتحرّر من التبعية والانقياد للأجندة الخارجية رافعاً شعار المجد والحرية ومنتهجاً نهج آل البيت الأتقياء في التضحية والفداء غيوراً على دينه وعرضه وأرضه وكرامته المسلوبة.
فالخلود للشهداء والشفاء للجرحى والعزة والكرامة للشعب الأبي ولا نامت أعين الجبناء.