السيدُ نصرُالله: نحن أمام أَيَّـام حاسمة في مِلَفِّ ترسيم الحدود البحرية

أكد أن الأصلَ في قراءة التاريخ أخذ العبرة والاستفادة منه للمستقبل

 

المسيرة | متابعات

أكّـد الأمينُ العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصرالله، أن “أهم عنصر في محور المقاومة اليوم هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، معتبراً: “إيران اليوم أَسَاس في محور المقاومة وهي في موقع استهداف منذ الأيّام الأولى لانتصار الثورة”، مضيفًا: أن “التحريض الدائم على إيران وأن شعبها عدو هو عمل شيطاني لتمزيق الأُمَّــة”، معتبرًا أن “هذه الجمهورية الإسلامية وهذا الشعب وهذا النظام لا تريد من شعوب المنطقة شيئاً على الإطلاق ولا تريد شيئاً من الشعب العراقي”.

وَأَضَـافَ نصرالله خلال الحفل التأبيني للعلامة الراحل السيد محمد علي الأمين في بلدة شقراء الجنوبية بالقول “هناك محاولات لإحياء داعش في سوريا والعراق، والذي صنع داعش ولا زال يحميها ويؤمن انتقالاتها هي أمريكا”، “إيران قوية وعزيزة ومقتدرة والإدارات الأمريكية المتعاقبة تعلم أنها لا تستطيع شن حرب على إيران؛ لأَنَّها قوية”، وَأَضَـافَ، “العقوبات على إيران كان هدفها تحريض الناس على النظام الإسلامي كما في لبنان لتحريض الناس على المقاومة”.

ورأى السيد نصرالله: أن “الإعلام العالمي قدّم الذين خرجوا إلى الشوارع في الأحداث الأخيرة على أنهم الشعب الإيراني لكن عندما خرجت الملايين المؤيدة للنظام الإسلامي سكت العالم”، وتابع، “يكفي لهؤلاء الأغبياء والحمقى أن يشاهدوا إحياء الشعب الإيراني للمناسبات المختلفة والتشييع التاريخي للشهيد الحاج قاسم سليماني ليروا إرادَة الشعب الإيراني، الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة أقوى وأشجع من أي زمن مضى”.

وقال السيد نصر الله: إنه “قبل مدة تحدث سيناتور أمريكي جمهوري بصراحة عن كُـلّ ما جرى في سوريا والعراق وما خطط له وتحدث عن سرقة النفط والغاز والقمح ليموت الناس بردًا وجوعًا وعن تدمير ذاتي وهذا ما تحدثنا عنه منذ البداية”.

وأشَارَ السيد نصرالله: “مر على الجمهورية الإسلامية أحداث أقسى من هذه الأحداث بكثير، لكن الجمهورية التي تتوكل على الله وبوجود القائد الاستثنائي والتاريخي السيد علي الخامنئي والشعب المحب، لا يمكن للأعداء أن ينالوا من إيران”، مؤكّـداً على أن “الإعلام الغربي والخليجي يعمل على تحريض الشعوب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وبيّن السيد نصر الله أن المهم ليس أن تتضح الصورة لديك الآن بل أن تكون الصورة واضحة لديك من البداية عندما كان الأمر يتطلب الموقف الصعب والجاد والذي فيه مسؤولية كبيرة أمام الله سبحانه وتعالى في الآخرة لذلك اتِّخاذ موقف من هذا النوع يحتاج إلى بصيرة عالية وبيّنة ووضوح.

وعن موضوع الحدود البحرية وحقول النفط والغاز اعتبر السيد أنه بعد أشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والإعلامي شاهدنا اليوم من خلال الإعلام تسلّم الرؤساء الثلاثة بشكل رسمي النص المكتوب المقترح لمعالجة الموضوع وهذه خطوة مهمة جِـدًّا.

ورأى أن مسؤولي الدولة هم الذين يتخذون القرار لمصلحة لبنان ونحن أمام أَيَّـام حاسمة في هذا الملف وسيتضح خلال الأيّام المقبلة ما هو الموقف الذي سيتخذه المسؤولون في الدولة حول هذا الملف ونأمل أن تكون الخواتيم طيبة.

كما اعتبر السيد نصر الله أنه إذَا وصل ملف ترسيم الحدود البحرية إلى النتيجة الطيبة فسيكون نتاج الوحدة والتضامن الوطني، وَإذَا وفّق الله لنتيجة جيدة وطيبة فذلك سيفتح أفاقا كبيرة وواعدة للشعب اللبناني، فنحن لدينا كنز ولا يمكن انتظار مساعدات من الخارج في ظل معاناة كثير من الدول من أوضاع صعبة ومنها الدول الأُورُوبية.

وفي الشأن الداخلي لفت السيد نصر الله أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الماضية أكّـدت أنه لا يوجد فريق واحد يمتلك الأغلبية في البرلمان، وأثبتت أن من يريد انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يبتعد عن منطق التحدي لصالح التشاور، كما أكّـدت أن على القوى السياسية أن تتشاور وتفعّل اتصالاتها في المرحلة المقبلة، عسى الاتّفاق على خيار يحظى بأكثرية في المجلس النيابي.

وحول تشكيل الحكومة اعتبر أن الوقت بدأ يضيق وما زلت أحمل الأمل ونأمل أن يتم الوصول إلى تشكيل حكومة في الأيّام القليلة المقبلة.

وفي سياق آخر قال إنه يجب أن تُكشَفَ حقيقة ما جرى في حوادث قوارب الموت؛ لأَنَّ ما يحدث هو جريمة ترتكب بحق هذه العائلات والأطفال الرضع وندعو إلى التحقيق القضائي والأجهزة الأمنية إلى الجدية، ومن واجبي وأن كان بعض المسؤولين اللبنانيين لم يقوموا بهذا الواجب بأن أتوجّـه بالشكر إلى السلطات السورية والحكومة السورية والى الأهل الشرفاء في جزيرة ارواد ونقدر ما قاموا به.

وعن العملية العسكرية في أوكرانيا بيّن السيد نصرالله أن الحدث الروسي الأوكراني لم يعد حدثًا إقليميًا بل تطور دولي يمكن أن يغير وجه العالم، ونحن أمام تطور دولي كبير وهائل سيترك انعكاساته على كُـلّ دول العالم من بينها لبنان.

كما بيّن السيد نصرالله، أن مشروع “داعش” لم ينتهِ واستخدامه ما زال قائمًا، ما سقط هو حكومة “داعش”، مُضيفاً أن هناك محاولةً لإحياء “داعش” في سوريا والعراق وفي أفغانستان ارتكب تنظيم “داعش” جرائم كُـلّ أسبوع.

كما أشار إلى أنه يتم استغلال أي حادث في إيران؛ مِن أجلِ التحريض على نظام الجمهورية الإسلامية ومن بينها ما حصل بخصوص السيدة أميني التي توفيت في حادثة غامضة، مضيفًا: أنه “أكثر من 50 شهيدًا أبرياء سقطوا في افغانستان وصغار وعدد كبير من الجرحى لم يرف جفن لأحد بينما تم استغلال حادثة وفاة السيدة أميني بشكل كبير”.

وفي السياق لفت إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أدركت أن إيران قوية وعزيزة ومقتدرة لذلك لم تشن حربًا عليها وراهنت على الداخل.

وَأَضَـافَ السيد نصرالله أن إيران ليس لديها أطماع في نفط العراق، بينما دول أُخرى ومن بينها أمريكا تتحدث علنًا عن أطماعها أن الجمهورية الإسلامية تبذل كُـلّ ما بوسعها ومن دماء قادتها وشهدائها للوقوف إلى جانب العراق وكل إيران كانت حاضرة للدفاع عن الشعب العراقي في وجه “داعش”.

وختم السيد نصر الله بالقول: “يجب أن نتسمك بنعمة المقاومة ولا يجب أن نتأثر بكل هذه الأصوات التي لا تقدم بديلا بل تتحدث بالأوهام والإنشائيات، المقاومة قدمت نتائج ملموسة”، وأكّـد، أن “فلسطين كانت حاضرة في وجدان السيد الراحل”، وتابع “المقاومة ترتقي في كُـلّ المناطق الفلسطينية بعد كُـلّ اليأس من أوسلو والمفاوضات ولا خيار أمام الفلسطينيين سوى المقاومة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com