السعودية.. خطواتٌ تسرّع من السقوط إلى الهاوية
تقرير/ محمد علي الديلمي
يبدو أن الثروة النفطية المفترض أن يعم خيرها الوطن العربي، غدت سبباً رئيساً لزوال الحكم السعودي، من خارطة الجزيرة العربية، إثر مسلسلات الفشل المصاحب لخطواتها، ساعةَ أن قرر التدخل في سوريا والبحرين و اليمن. وبدأ الفشل لصاحب القرار السعودي، صاحب أكبر احتياطي في العالم من النفط، منذ أن تدخل في الشأن السوري قبل خمسة أعوام بدعم لما يسمى “المعارضة” ممثلةً في بقايا “إخوان” سوريا.
وتشير معظم التقارير الصادرة عن “البنتاغون” الأمريكي “على أن الرياض فشلت في الهيمنة على سوريا، والبحرين بعمليات عسكرية وتصورت أنه يمكنها الهيمنة كذلك في اليمن، لكنها ارتكبت خطأ في الحسابات”. وأكدت التقاريرُ بأن النظامَ السعودي يرتكب أخطاء إستراتيجية، ليمحو الانطباع السيئ الذي تسبب به لنفسه في المنطقة، عبر سياسة الصعود إلى الهاوية، بارتكاب المزيد من الأخطاء الاستراتيجية، ولإزالة الانطباع الموجود لدى دول المنطقة من أنها تدعم الإرهاب. ويرى المراقبون أن دعمها لما انبثق عن”الإخوان” من تنظيمات تكفيرية كجبهة النصرة وجيش الفتح حتى ظهر ما يسمى بداعش كقوة زرعت في الأساس في دهاليز المخابرات بمختلف دولها، من بينها السعودية ذاتها، أوقعها في شراك أخطاء قاتله. ولكن دعم خمس سنوات من أجل إسقاط النظام السوري، والمقدرة بعشرات المليارات من الدولارات ومقتل الآلاف ممن استعان بهم نظام آل سعود من أجل إسقاط النظام ذهبت أدراج الرياح. وكان لاتفاق اللاعبين الأساسيين في تقرير مصير العالم ممثلا في القطبين أمريكا وروسيا بضرورة حل المسألة السورية والاتفاق على تسوية يكون مصير كل من دعمتهم السعودية التخلي عنهم بمثابة الصدمة لدى صاحب القرار السعودي. وعلى إثرها قررت الرياض التدخل بنفسها في معركة بكل المقاييس خاسرة بإعلانها عن استعدادها المشاركة في حرب برية مع تركيا ضد سوريا لكبح جماح “داعش” وهى تهدف في الأساس إلى خلق بيئة لحرب أهلية هناك. كما أن إعلانها التدخل بحرب برية في سوريا يظهر مخاوف نظام آل سعود من أن يرتد عليها ذلك الغول المصنوع بأيادي مخابراتها “داعش” ويستهدفها في عقر دارها إثر تصريحات لــ أبي بكر البغدادي يشدد فيها على أن الخلافة الإسلامية مقرها الأساس الجزيرة العربية. ويبدو أن الحراك السياسي النشط فيما يخص الأزمة السورية، والتوقعات بقرب الوصول إلى حل سياسي ينهي المعاناة السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، ألقى بظلاله أيضًا على العدوان السعودي في اليمن. وحاول آل سعود بعد أن جاءوا بعبد ربه منصور هادي الذي يمثل المشروع الأميركي في المنطقة لوأد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، رغم توافق الأطراف السياسية على تنفيذ اتفاق “السلم والشراكة” بإشراف الأمم المتحدة لإخراج البلاد من المعضلة السياسية. إلا إن أنصار الله والقوى الوطنية الشريفة استطاعت أن تعرى نوايا هادي الشريرة ومحاولته إدخال اليمن في مشروع طائفي بدعوى تقسيمه إلى ستة أقاليم بطابع ظاهره الرحمة، وباطنه العذاب على كافة شرائح المجتمع اليمني. وجميع هذه الأسباب ولدت حالة من الانهيار الكبير لدى دول المشروع الطائفي للسعودية، فسارعت الأخيرة إلى تشكيل تحالف من عدة دول للقيام بعدوان على اليمن منذ مارس الماضي ، تؤكد جميع الشواهد أن معالم فشله ظاهرة للعيان. ومن الواضح أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لن تقف عند الحدود الجغرافية لليمن، بل سيصل مدها الى شعب الجزيرة العربية في نجد، والحجاز الذي هو الآخر يتحين الفرص للانقضاض على أسرة فاسدة يمتد حكهما إلى قرن من الزمان. وبما أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن هو خارج عن كل المواثيق الدولية، ومواثيق ما يسمى بجامعة الدول العربية فإن الاعتداء السافر على الشعب اليمني سوف تكون له ارتدادات عكسية عسكرية تصل إلى داخل الجزيرة العربية. وما يعجل في سقوط آل سعود هو ما نراه اليوم في أعداد الأسرى السعوديين الذين في قبضة الجيش اليمني واللجان، وقبل ذلك في فشلهم في تحقيق أهداف عدوانهم، في المقابل تقدم على أكثر من جبهة لصالح الشعب اليمني، وانتصارات أقل ما يقال عنها أنها تأييد الهي إذا قسنا بالإمكانيات العسكرية لليمن مع ما يمتلكه العدوان.