استعداداتٌ غيرُ مسبوقة للاحتفال بالمولد.. اليمانيون يجدّدون الولاءَ للرسول الأعظم
المسيرة- محمد الكامل
يستعدُّ اليمنيون ومنذ وقتٍ مبكرٍ بترحابٍ وشغف كبيرين لاستقبال مناسبة غالية وعظيمة على قلوبهم وقلب كُـلّ مسلم، ألا وهي ذكرى المولد النبوي الشريف -عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأزكى التسليم- التي تفصلنا أَيَّـام عنها.
وما نلاحظه اليوم من استعدادات وترتيبات مكثّـفة ومبكرة في صنعاء والمحافظات هو استشعار بعظمة هذه المناسبة لاستقبال المولد النبوي الشريف بأحلى حلة وبأجمل مناظر وتبدو المنازل والشوارع في أبهى حللها وقد اكتست بالألوان الخضراء واللوحات الضوئية المعبرة عن هذه المناسبة بالإضافة إلى الولاء للنبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله- وستقام في هذه المناسبة العديد من الفعاليات والاحتفالات في المحافظات اليمنية والقرى والمدن والتي تعبر عن عظمتها.
وكان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قد أعلن تدشين الاحتفالات بذكرى مناسبة المولد النبوي الشريف خلال كلمة له ألقاها بهذه المناسبة المباركة، ليتم بعد ذلك الاحتفالات رسميًّا بالمولد النبوي الشريف وبدأت الفعاليات والأنشطة المجتمعية في عدد من المحافظات والمديريات والأحياء المتفرقة بالإضافة إلى إقامة الفعاليات في الوزارات والمؤسّسات والمصالح والمرافق الحكومية احتفاءً بالمولد النبوي الشريف..
استعداداتٌ ضخمة
ويؤكّـد مستشارُ المجلس السياسي الأعلى، محمد مفتاح، “أن استعدادات اليمنيين للاحتفال بالمولد في هذا العام فاقت كُـلّ ما رأيناه في الأعوام السابقة فهي استعدادات ضخمة وكبيرة مشرفة وعظيمة وغير مسبوقة من خلال ملاحظتي ومتابعتي ومشاركتي في عدد من الفعاليات”.
ويضيف مفتاح في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة “: “وهنالك فعلاً حماس ورغبة وشوق لإحياء هذه الفعالية بأعلى وأرقى مستوى بإذن الله سبحانه وتعالى، مؤملاً على أن نقدم لهذه المناسبة صورة لائقة بشعب الإيمَـان والحكمة ومحبته لخاتم الأنبياء -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، لكي يقتدي بها المسلمون في شتى بقاع الأرض، وهو الأمر المرجو من الشعب اليمني العظيم”.
ويؤكّـد أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة له دلالة كبيرة وعميقة تتمثل في عظمة الارتباط بدين الله وبخاتم أنبيائه -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وإظهار المحبة والولاء والتمسك بمنهجه ودينه، وبالتالي هذه أبرز الدلالات الظاهرة في حالة الشعب اليمني العظيم، مُشيراً إلى أن الثمرة بالتأكيد ترجع على الناس بزيادة الاطمئنان النفسي وازدياد في الإيمَـان وازدياد في الوعي وازدياد في الارتباط بالله وبرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
مناسبة جامعة
بدوره يقول رئيس مؤسّسة بنيان الثقافية حسن الصعدي: “إنه من توفيق الله سبحانه وتعالى الكبير لهذه القيادة المسئولة والصادقة بتركيزها على الاهتمام بالمولد النبوي؛ باعتبَاره أمراً جامعاً ومناسبةً جامعة لأمَّة الإسلام جمعاء لا تفريق فيها بمعنى ليست خَاصَّة لا بمذهب ولا جماعة ولا فئة ولا طائفة ولا غير ذلك إذَ هي مناسبة جامعة للجميع هذا أولاً”.
ويضيف الصعدي في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”، أننا بحاجة أولاً إلى إحياء هذه الروح لتهيئ الناس للعودة الصادقة إلى دين الله سبحانه وتعالى ويجتمعون حول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وحول المنهج الذي جاء به والنور الذي أتى به وهو القرآن الكريم، وبالتالي كان لا بدَّ من كُـلّ هذا الزخم الكبير والاهتمام الكبير ليتحقّق هذا الهدف الذي هو إعادة الناس إلى دينهم الأصيل النقي الخالِي من الضلالات والخرافات والجهالات والتضليل الذي تعمد بنو أمية وأمثالهم أن يضعوه في الإسلام.
ويشير إلى أن هذا العمل وفق الله به أهل اليمن؛ باعتبَاره أهم خطوة لإعادة الناس إلى المسار الصحيح، مؤكّـداً أن اهتمام اليمنيين بالاحتفال بذكرى المولد النبوي ليس غريباً كونهم لهم تاريخ في دعم الإسلام في أوائله، وسيكون لهم إن شاء الله هذا الأمر وهذا الدعم وهذا الدور في النهاية وبإعادة الناس إلى الدين الحقيقي في هذه المرحلة.
مظاهر احتفالية نتشاركها
وفي السياق يقول نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي: تجسيداً لتوجيهات السيد القائد العلم -حفظه الله- السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة، والذي دشّـن احتفالات المولد النبوي الشريف في غرة ربيعه الأول، لتاريخ ميلاد رسول البشرية الذي أُرسل رحمةً للعالمين في قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
ويؤكّـد مقبولي في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أننا حين نرى الآن هذه المظاهر والاحتفالات والابتهاجات تتجسد في الواقع ونشارك شعبنا هذه الاحتفالات العظيمة، كرنفالات دينية تدشّـنها الوزارات والمؤسّسات الحكومية بالإضافة إلى التجمعات والاحتفالات الشعبيّة وكذلك المظاهر تملأ الأحياء والحارات.
ويضيف ونحن نشارك شعبنا هذه الاحتفالات العظيمة المباركة بميلاد سيد البشرية والتي من خلالها سيكون من أنشطتها عبر التراحم والتكافل الاجتماعي بالنزول وتلمس هموم الموطن والسعي لخدمة الناس.
تجسيد أخلاق الرسول الأعظم
من جهته يقول وزير الشؤون القانونية الدكتور إسماعيل المحاقري: إن الشعب اليمني على الدوام من أكثر من ألف سنة وهو يعيش هذه اللحظات “ذكرى مولد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كُـلّ عام.
ويضيف في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: الرسول وقيم الرسول وأخلاقيات الرسول لن تجدها أكثر تجسيداً إلا في اليمن، مُشيراً إلى أن احتفالنا وتدشيننا لاحتفالات ذكرى مولد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم” هو إعلان فرحتنا، وإعلان تمسكنا بقيم الدين الإسلامي.
ويزيد بالقول فنحن حين نتكلم عن سيرة الرسول وعن قيم الرسول، نتكلم عن الرحمة والتعاون والكرامة، نتكلم عن قيم الجهاد عن قيم الرفض لكل قوى الظلم وعدم تبعيتنا لأحد واستغلال قرارنا وكذلك تمسكنا بهُــوِيَّتنا الإسلامية.
ويؤكّـد أننا من خلال هذه المناسبة والاحتفال نقول للجميع نحن متمسكون بهُــوِيَّتنا الإيمَـانية، الهُــوِيَّة التي تميزنا عن الآخرين، الهُــوِيَّة التي تمثل القيم العزة والكرامة والحرية أمام القيم الأُخرى في الجهة المقابلة، وهي قيم الطغيان والكفر والظلم، وبالتالي من خلال هذه المناسبة نحن نقدم هنا من بلاد اليمن قيم العزة والكرامة قيم الرحمة والتعاون وكلّ القيم التي أَسَاساً جاء الإسلام ورسوله لكي يرسلها ويرسخها في العالمين.