صنعاءُ تشهدُ عدداً من الفعاليات المحمدية وتجدِّدُ الوَلاءَ في مولد النور
المسيرة: تقرير
تشهدُ المحافظاتُ والمديريات اليمنية في مثل هذه الأيّام من كُـلّ عام العديد من الفعاليات والأمسيات والأنشطة الاحتفائية بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف، وتحتل هذه المناسبة العظيمة منزلة خَاصَّة وعظيمة في قلوب اليمنيين، حَيثُ لا تمثل الفعاليات والأمسيات سوى جانب من الجوانب التي يعبرون فيها عن فرحتهم وبهجتهم بحلول هذه المناسبة، كجانب أعمال ومظاهر الزينة واللافتات واللوحات الضوئية، المنتشرة على أسطح المنازل، والطرقات والشوارع، وغيرها من الجوانب.
وشهدت محافظة صنعاء، أمس الثلاثاء، خمس فعاليات خطابية وثقافية، الأولى لصندوق مكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام، والثانية للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، والثالثة لفرع مؤسّسة المسالخ بالأمانة، والرابعة لإدارتي أمن المنطقة الأولى، وإمن بني حشيش، والخامسة لديوان المحافظة ومكتبي الزكاة والأشغال.
وفي الفعالية التي نظمها صندوق مكافحة السرطان بالتعاون مع المركز الوطني لعلاج الأورام، أكّـد رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور عبدالسلام المداني، في كلمته التي ألقاها في الفعالية، أهميّة الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف للرد على من يحاول طمس هُــوِيَّة هذه المناسبة الدينية التي تحمل معاني البهجة وأعمال البر والإحسان والتكافل الاجتماعي، مشدّدًا على ضرورة استلهام الدروس والعبر من هذه المناسبة في ظل ما يعيشه الشعب اليمني اليوم من تشويه لسيرة الرسول.
واعتبر المداني أن النصر والتمكين الذي وصل إليه الشعب اليمني ثمرة من ثمار تمسكه بسيرة الرسول الأعظم، وتحليه بقيم ومبادئ وأخلاق الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-، لافتاً إلى الآثار السلبية الناتجة عن الابتعاد عن نهج النبوة وإبعاد الناس عن تعاليم الدين.
من جانبه أكّـد نائب مدير المركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور علي المنصور، على أهميّة المناسبة في تعزيز الصمود في ظل ما يعانيه الشعب اليمني؛ بسَببِ العدوان والحصار ومنع دخول الدواء والغذاء.
وأوضح بأن المركز الوطني بالشراكة مع صندوق مكافحة السرطان يقدم خدماته الطبيعية والعلاجية، حَيثُ تم توسعة السعة السريرية للمركز لتصل إلى 73 سريراً وفتح العديد من وحدات الأورام بعدد من المحافظات وتدريب كوادره للتخفيف من معاناة المرضى.
وبيّن أن المركز افتتح قسم الطوارئ بسعة 20 سريراً وزيادة السعة السريرية لقسم الإعطاء الخارجي إلى 50 سريراً وتشغيل وتفعيل جهاز الماموجرام لتقديم خدمة التشخيص والفحص المبكر لسرطان الثدي ويجري التجهيز لقسم الأشعة المقطعية.
ودعا المنصور إلى المشاركة الواسعة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي والحضور المشرف في الفعالية المركزية.
فيما أشار نائب مدير المركز التنفيذي لشؤون التوعية والضحايا العميد محمد العبدلي، إلى الأهميّة الكبيرة التي تحتلها المناسبة في واقع الأُمَّــة بشكلٍ عام والشعب اليمن بشكلٍ خاص، ودورها في لم شمل وتوحيد الصف وجمع الكلمة، مُضيفاً أن الأُمَّــة بحاجة اليوم إلى التحَرّك في شؤونها وقضاياها ومواقفها بالعودة إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- حتى تكون أُمَّـة قوية ومهابة من الأعداء.
وأكّـد العبدلي أن الحديث عن رسول الله هو حديث عن رسالته وقيادته وأخلاقه وجهاده، وعن عظمته.. داعياً إلى المشاركة المشرفة في الفعالية المركزية التي ستقام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يوم الـ 12 من ربيع الأول.
من جانبه لفت مدير الوحدة النوعية للتعامل مع الألغام الدكتور عبدالباسط السلمي، إلى ما تحمله المناسبة من دلالات على التمسك بالنهج المحمدي الأصيل وتجديد الولاء والارتباط بالله والرسول وأعلام الهدى، مُشيراً إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بما تمثله من ارتباط وجداني بالرسول الأعظم، هو ما دفع أعداء الأُمَّــة إلى استهدافها والتشكيك فيها بكل الوسائل.
من جهتهم قال العلماء في كلمة لهم ألقاها علي حسين مفتاح: “يجب علينا أن نتمثل قيم الصدق والوفاء والأمانة والإخلاص التي اتصف بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مؤسّساتنا وكلّ تعاملاتنا وتجسيد معاني الرحمة في كُـلّ مكان فقد كان صلوات الله عليه رحمةً مهداة”.
وفي الفعالية التي نظمها فرع المؤسّسة العامة للمسالخ وأسواق اللحوم بحضور وكيل أمانة العاصمة المهندس عائض الشميري، أشار وكيل الأمانة محمد سريع، إلى أهميّة المناسبة في تجديد الولاء والارتباط بالله والرسول، وأعلام الهدى، حاثًّا الجميع على أهميّة التفاعل والمشاركة الواسعة في إحياء الفعالية المركزية والتي ستقام في الثاني عشر من شهر ربيع أول.
من جهته، استعرض مدير مؤسّسة المسالخ بالأمانة أحمد إدريس، فضل ومكانة خاتم الأنبياء والمرسلين واقتران اسمه بالله سبحانه وتعالى في كُـلّ آذان؛ إجلالاً للخالق وتكريماً لسيد الخلق.
وأكّـد أن أحفاد الأنصار وأبناء الأوس والخزرج من نصروا رسول الله وآووه، وفرحوا بقدومه إليهم مهاجراً وقالوا فيه “طلع البدرُ علينا”، هم من يحتفلون اليوم بذكرى مولده؛ باعتبَاره عيداً للهداية والتوحيد، بخروجهم المشرف على مستوى العالم.
وفي فعاليةٍ مماثلة نظمها ديوان عام محافظة صنعاء ومكتبي الهيئة العامة للزكاة والأشغال بالمحافظة ذاتها، أكّـد وكيل أول المحافظة حميد عاصم، أن الاحتفال بهذه المناسبة يتوج صمود الشعب اليمني وقضيته العادلة في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
ونوّه بما تشهده محافظة صنعاء من زخم شعبي ورسمي لإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة في رسالة تؤكّـد الارتباط العميق بالرسول ونهجه القويم.
واعتبر الوكيل عاصم، الاحتفالات الجماهيرية التي تعم أرجاء اليمن لتعظيم ذكرى يوم مولده -صلى الله عليه وآله وسلم- صورة صادحة بالعشق المحمدي الذي تعبر عنه كافة أطياف المجتمع اليمني لاستقبال هذه المناسبة الجليلة وترسيخ معانيها في نفوس الأجيال.
ودعا أبناء المحافظة إلى الاحتشاد الفاعل والمشاركة الواسعة في إحياء الفعالية المركزية التي ستقام، السبت المقبل، في العاصمة صنعاء يوم الثاني عشر من ربيع الأول لإيصال رسالة للعالم أجمع بمحبة اليمنيين لسيد المرسلين وأنهم أهل المدد والنصرة وخير من ناصره وآزَره.
من جانبه أكّـد عضو رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، أن ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة للنهل من السيرة النبوية العطرة، وتعزيز ارتباط المسلمين بسنّته واتباع منهجه والعمل على ترسيخ الهُــوِيَّة الإيمَـانية التي تعزز من الارتباط بالنبي الخاتم.
من جهته تطرق مدير عام مكتب هيئة الزكاة عبدالوهَّـاب الطهيف، أن الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لاستلهام الدروس والعِبر من حياته -صلى الله عليه وآله وسلم- في تعظيم القيم الإنسانية التي أسستها الرسالة المحمدية، والاقتدَاء بها قولاً وعملاً.
وأوضح، أن مكتب الهيئة العامة للزكاة ساهم بمبلغ 200 مليون ريال مساعدات لأسر الشهداء والجرحى وفقراء ومساكين في إطار تجسيد المعاني الإنسانية الذي تحلى بها نبي الأُمَّــة وغرس قيم التكافل في ذكرى يوم مولد الرسول الأعظم.
وَأَضَـافَ تم صرف مبلغ 100 مليون ريال منذ بدء تدشين فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة فيما يجري حَـاليًّا صرف مبلغ 100 مليون ريال لجميع الفئات المستهدفة.. مؤكّـداً أن هذه المساهمة تجسد التوجّـهات لمشاريع الهيئة العامة للزكاة في المجال الخيري الاجتماعي.
بدوره لفت مدير مكتب الأشغال العامة والطرق محيي الدين شمسان، إلى دلالات الاحتفاء بالمناسبة لتأكيد التمسك بخاتم الأنبياء، وتجديد موقف الصمود والثبات في مواجهة العدوان.. مبينًا أن إحياء مولد الرسول الأعظم يعكس تلاحم واصطفاف الشعب اليمني.