نحن حشود اليمانيين يا طه..بقلم/ صالح مقبل فارع
من وسطِ ميدان السبعين في العاصمة المقدسة صنعاء، مهد الإيمَـان والحكمة، مهد العروبة، مهد الأنصار، عاصمة اليمن العتية والأبية.
ومن كُـلّ الساحات في بقية محافظات الجمهورية اليمنية. في: صعدة وعمران والحديدة وحجّـة وذمار والجوف والبيضاء والمحويت وإب ومأرب وتعز وريمة وغيرها..
أحيا الملايين من اليمنيين في وسط حَرِّ الشمس ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام، في حضور مهيب وموقف عظيم، يعكس مدى العمق الإيمَـاني لديهم والارتباط الوجداني برسول الله، والحب والتعظيم والتوقير والتعزير لصاحب المناسبة -صلى الله عليه وآله وسلم- وتلبية لنداء قائدهم، قائد الثورة، ليلتحم الشعب بالرسول تارة وبالقائد تارة أُخرى.
لقد كان يوماً من أَيَّـام الله، يوم أثبت اليمنيون أنَّهم المتفردون بحُبِّ الرسول محمد دون غيرهم من الشعوب، وأنهم أهل الإيمَـان والحكمة.
لقد كان يوماً تجلى فيه ارتباطُ اليمنيين برسولهم -صلى الله عليه وآله وسلم-.
يوم بايع اليمنيون فيه الرسولَ -صلى الله عليه وآله وسلم-، على مواجهة الطغيان ليثبتوا أنهم أهلُ عزة وكرامة.
حضرنا نحن اليمنيين واحتفلنا بميلاد الرسول حُبًّا فيه، وتعظيمًا له.
يوم صرخنا فيه وخاطبنا رسولُ الله قائلين:
لبيك يا رسول الله.
لبيك يا رسول الله أفواجاً وفرادى.
لبيك يا رسول الله ذكوراً وإناثاً.
لبيك يا رسول الله صغارًا وكباراً.
لبيك يا رسول الله إلى كُـلّ الساحات.
لبيك يا رسولَ الله من اليمن، من القرى، من المدن، من البيوت، من الخيام، من الجبال، من السهول، من الصحاري، من الوديان، من البر، من البحر، من الجو، من كُـلّ شبر في اليمن نادى: لبيك يا رسول الله.
يومَ خاطبنا فيه وجدان رسول الله قائلين:
نحن يا رسولَ الله أنصارُك وأبناءُ أنصارك جئنا ملبين دعوة ونداء ابن ابنتك لنعظِّمَك، لنُصلِّيَ عليك، لنذكرَك، ليبقى ذكرُك مخلَّداً، لئلا ينساك أبناؤنا وأحفادُنا وأسباطُنا، لنجدِّدَ البيعةَ التي بايعها أجدادُنا الأنصار في العقبة الثانية، لنقتبس من نورك، لنرفع ذكرك، كما رفعك الله (ورفعنا لك ذكرك)، لننهل من رحمتك، بل أنت الرحمة بكلها، لننهل منك، لنبقى على المبادئ التي رسّختها فينا أجيالاً بعد أجيال. لنتعلمَ منك العِلمَ والحكمة؛ لأَنَّك أعظمُ مخلوق على هذه الأرض؛ لأَنَّك يا رسولَ الله رمزُنا الأعلى وقائدنا العظيم، وأُستاذُنا الناجح، ومربينا.
حضرنا واحتفلنا بك يا سيدي يا رسولَ الله لتعرفَ أننا على العهد باقون، وعلى درب أجدادنا الأنصار ماضون، وفي طريقِهم سالكون.
نحن اليمانين يا “طه” تطيرُ بنا
إلى روابي العُلا أرواحُ أنصارِ
إذا تذكّرْتَ “عَمَّارًا” ومبدأَه
فافخر بنا: إنّنا أحفادُ “عمّارِ”
صلواتُ الله وسلامُه عليك وعلى آلك الطيبين الطاهرين.