شعبُ الأنصار.. في يوم مولد النبي المختار..بقلم/ عبدالملك المساوى
لقد تنافست الأكوانُ في إحياءِ هذه المناسبة العظيمة، واستقرت على أن اليمنَ أنسبُ موطِنٍ لإقامة احتفالات مولد النور والرحمة، وهَـا هو الشعب اليمني يتحفز لأن يكون على مستوى صاحبِ المقام.. الكُل شغوفٌ بالاحتفاء والفرح والسرور بمولدِ النّور، ضياء القلوب والعيون، مَنْ اختاره الله لنا سيّداً وحبيباً وقائداً ومربياً.
يومُ مولد النور جسّد فيه اليمنيون صورةً ناصعةً لأجدادهم الأنصار الذين حازوا شرف السبق والفضيلة، يعلون من المقام الرفيع، والقُدوة الحسنة، فخصهم رسول الله بما لم يخص به أي شعب منذ فجر الإسلام، وقال فيهم “الإيمَـان يمان والحكمة يمانية”، وهم يبادلونه الوفاء ويستلهمون في ذكرى مولده الشريف الدروس من سيرته العطرة والتحلي بالمبادئ والأخلاق والقيم النبوية الكريمة.
إن المجتمعَ اليمني جديرٌ بجعل ذكرى يوم مولد نبي الهدى والرحمة، يوم عيد ونهضة ويوماً عالمياً للرشد والعودة الصادقة لمنهج “الأسوة الحسنة”؛ لأَنَّ مولد النور هو قمر نير لمن تبصر واقتفى آثره الطاهر في جميع مواقفه.
كما إن الاحتفال بالمولد النبوي بشكل جماهيري حاشد، بعشرات ومئات الآلاف رسالة إلى كُـلّ العالم أننا من نمثل رسول الله ونحن من نمثل دين الإسلام الذي عنوانه ومهمة رسوله الهدى والتبليغ والرحمة والإنسانية.
ولنتذكر بأنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لاقى ما نلاقيه اليوم من تعنت وحروب، وحصار، وعدوان، وتحالف، بل ليس هناك مرحلة مرّ بها رسول الله، إلا واليمنيون يمرون بظروف ومراحل مشابهة جِـدًّا، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
فلنحتفِل بكل فخر وإعزاز بمن احتفت السماوات والأرض بقدومه ومولده، ليس فقط يوماً لميلاد رسولٍ عظيمٍ، أنقذ الله به الإنسانية وصحَّح به التَّاريخ، وإنَّما هو ذكرى ميلاد أُمَّـة صنعها هذا النَّبِيُّ الكريم، وربَّاها على كرائم الأخلاق وأصول الفضائل، والدَّعوة إلى الخير والحقِّ، ومقاومة الشر والباطِلِ.