واقعُ الأُمَّــة في المولد النبوي الشريف..بقلم/ د. شعفل علي عمير

 

في الخطابِ الذي ألقاهُ قائدُ المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين -يحفظه الله- إشارةٌ واضحةٌ إلى ما وصل إليه المسلمون في واقعهم؛ نتيجةَ ابتعادهم عن رسولهم ومدى التأثير السلبي الذي أحدثته مؤامرةُ أعداء الله على أنبياء الله ورسله.

ولا شك أن واقعَ الأُمَّــة اليوم يعكسُ بكل وضوح مدى ارتباط الأُمَّــة بنبيها ودينها؛ لأَنَّ قُربَ أَو ابتعاد الأُمَّــة عن نبيها هو في الواقع معبِّرٌ عن مدى ارتباطها بمنهج الرسالة الإلهية التي بعث بها نبيها محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، الأمر الذي يظهر جليًّا في مدى رقيِّها ومساهمتِها الإيجابية ليس في واقعها فحسب وإنما في واقع البشرية عُمُـومًا، وهنا تأتي أهميّة الاتّباع والاقتدَاء برسول البشرية للإنسان في السلوك الذي يجعلُ من القرآن الكريم منهجَ حياة ودستوراً للأُمَّـة.

عمدت قوى الطاغوت أن تُبعِدَ الأُمَّــة عن رسولها ورسالته المقدسة، إذ بدأت باستهداف الرسول -صلوات الله عليه وآله وسلم-، اتبعت في تحقيق أهدافها كُـلّ الوسائل الخبيثة مستعينةً بمن غرستهم في أوساط الأُمَّــة الإسلامية من عملاء تابعين وليس علماءَ دين فدخلت باسم الدين لتشويه مبادئ الدين الحقيقية وحرصت على خلق فجوةٍ بين الأُمَّــة ونبيها -صلوات الله عليه وآله وسلم- إلى الحد الذي يُسَبُّ فيه أطهرُ خلق الله سيد وإمام المرسلين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- دون أن نسمعَ ممن يسمون أنفسَهم حُرَّاسَ العقيدة أيَّ اعتراض.

وهذا يعد دليلاً قطعياً بأن المسلمينَ أصبحوا مخترقين في دينهم ومعتقدهم ممن يدّعون انتماءَهم للإسلام، فأصبحت الأُمَّــة مدجَّنةً ومهيأةً لمرحلة أخطر هي التماهي والاستعدادُ لتقبُّلِ ثقافات منحرفة فنشرت قوى الطاغوت ثقافةَ الانحلال الأخلاقي والقيمي في أوساط الأمَّة بعد ما هيَّأت الأرضيةَ والحاضنةَ المجتمعية لها فكانت النتيجة التي نراها في الواقع من انحلال وانحطاط في القيم إلى الحد الذي وصل فيه بعضُ المسلمين إلى التسابق للتطبيع مع من يسيئون لرسولِ الله والاقتدَاء بسلوكهم وأقوالهم، فكانت هذه النتيجة العملية لفصلِ المسلمين عن نبيهم ودينهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com