خروجٌ يؤكّـد مشروعيةَ المناسبة..بقلم/ هنادي محمد
لكُلِّ مَن يرى في مناسبة المولد النبوي الشريف بدعة، إرْمِ ببصرك إلى تلك الجموع الحاشدة والغفيرة التي خرجت وملأت مختلف الساحات في العديد من المحافظات اليمنية المحرّرة حبًّا وتعظيمًا وتعزيرًا لرسول الله محمدٍ -صلوات الله عليه وآله- وأصوات صلواتهم وتسليمهم يتردّد ملْءَ الأسماع، أفلا يكونُ هذا مظهراً من مظاهر الفرح الذي أمر الله به، أوَلم يعطِ هذا الخروج العظيم والمشرّف مشروعيةً للمناسبة ويسقِطْ كُـلَّ نقاط الابتداع التي يعرضها المخالفون لتقديم صورة مشوهة عن كُـلّ محتفٍ بذكرى المولد النبوي، وهل يعقل أن تلك الروحانية والمشاعر الإيمانية التي تسيطر على القلوب في هذه المناسبة مُجَـرّد صدفة أم أن لها علاقة بما تعنيه هذه المحطة المهمة وما تتركه من أثرٍ في النفوس؟!
الحقيقةُ أن من يقفْ معترضًا ورافضًا لمناسبة المولد النبوي الشريف هو يظهرُ مدى ابتعاده عن رسول اللّه -صلوات الله عليه وآله- ويحرج نفسه أمام متبعيه ومحبيه الحب الإيماني الحقيقي النابع من الاهتداء والاقتدَاء والتأسي به، ويضيع وقته في الجدل بما لا ينفع، بل بما ينقص من إيمانه.
الجماهيرُ الكبيرةُ التي خرجت في الثاني عشر من الربيع المحمدي وضعت بصمةً لن تُنسى، ورسمت لوحةً لن تُمحى من ذاكرة الشعب اليمني وبقية شعوب العالم التي شهدت هذا الحدثَ التاريخي، ورأت شاهداً حيًّا لقولِ رسول اللّه -صلوات الله عليه وآله-: ”الإيمان يمان، والحكمة يمانية“.
فهنيئاً لكم أيها اليمانيون المؤمنون الكرامُ حُسْنَ ظَنّ نبيكم بكم، وعظيمَ محبتِكم لرسول الله، وما أشدَّ خيبةَ كُـلِّ مبتدع قاعد جامد لا يعرفُ من النبي إلا اسمَه وكنيتَه، والعاقبــةُ للمتَّقيـن.