الرئيسُ المشَّاط في خطابه بالذكرى الـ59 لثورة الـ14 من أُكتوبر: تاريخُنا لا يحفظُ سوابقَ انفصالية ولا يحفظُ محتلًّا أو غازياً وثورتنا التحرّرية مُستمرّة حتى النصر

ثورة أُكتوبر ودروسُها ستظل خالدةً في ذاكرة شعبنا وستدفعُنا أكثرَ لتجديدها في مواجهة المحتلّ الجديد القديم

من يحلم بتقسيم وتفتيت اليمن سيصحو على كوابيس اليمن الواحد القوي كامل السيادة والمدافع عن المقدرات

 

المسيرة: خاص

أكّـد الرئيسُ المشاط أن يوم 14 من أُكتوبر يمثل واحداً من أهم الأيّام الوطنية الخالدة في تاريخ شعبنا اليمني العزيز، وكل من يعرف ماذا تعني الحرية والاستقلال.

وفي خطابه، أمس الأول، بذكرى المناسبة أكّـد الرئيس المشاط أن “ذكرى أُكتوبر تعيد إلى الأذهان أياماً متشابهة وتاريخاً يتكرَّرُ على مشهد المواجهة والصراع بين الأوفياء لشعوبهم وأوطانهم وبين الأعداء وخونة الأوطان”.

ودعا “الجميعَ إلى مواصلة التمسك بمشروع اليمن المستقل الذي تقوده اليوم صنعاء وتنفرد به كُـلّ قواها الوطنية من دون منافس أَو منازع”، فيما دعا إلى الاعتزاز الدائم بديننا، والانحياز المطلق لشعبنا وبلدنا الموحد، والاستمرار في رفض التبعية والارتهان.

ووجّه الرئيسُ المشاط لكل خصومِنا المحليين إلى استكشاف تناقُضِهم الصارخ مع ثورة 14 من أُكتوبر واستشعار غُربتهم الموحشة عنها وعن أهدافها وكل مقتضياتها القيمية والعملية، مجدّدًا النصح أنصح بالعودة إلى جادة الصواب ومغادرة مواقع الانطواء تحت قيادة الخارج المعتدي، والى التعاطي مع هذه الذكرى كفرصة للمراجعة وتصحيح المواقف فالوطن يتسع للجيمع، في إشارة إلى أن العفو العام ما يزال متاحاً أمام كُـلِّ مَن يتخلّى عن بيع اليمن وأبنائه للخارج الغاصب.

وفي وجهِ محاولات التفتيت والتمزيق، جدّد الرئيس المشاط النصحَ “لكل الحالمين بتقسيم اليمن وتفتيته بالتخلي عن هذه الأحلام البغيضة؛ لأَنَّ اليمن لن يستقر إلَّا واحدا موحداً، وكذلك مصالح المنطقة تقتضي الحفاظ عليه موحداً”.

ونوّه إلى أن “كُلَّ مَن يوهم أصحابَ المشاريع الصغيرة بتقطيع اليمن إلى أوصال هو في الواقع يمارس شكلاً من أشكال الغش والخداع بحق هؤلاء، وهو مجرم بحق بلده”.

وخاطب الرئيسُ المشاط بمرتزِقةِ الاحتلال والانفصال بأن “التاريخَ لا يحتفظ بسوابق انفصالية قادرة على الصمود طويلاً وكل تلك السوابق كانت تتلاشى طوعيا أمام واحدية الوجدان اليمني”.

وتطرق المشاط إلى جملة من القضايا ذات الصلة تستعرضها صحيفة “المسيرة” في نص الخطاب تالياً:

 

نَصُّ الخطاب:

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خَيْرِ الأنامِ محمدٍ وعلى آلِه الأطهَار، وأرض اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين، أما بعدُ:

باسمي ونيابةً عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى، وبمناسبة احتفالات شعبِنا بالذكرى التاسعة والخمسين لقِيامِ ثورة الرابع عشر من أُكتوبر المجيدةِ ضد الغازي الأجنبي، أهنِّئ في البداية سيدي العزيزِ قائد الثورة، السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- كما وأهنئ كُـلَّ الشرفاء من أعيان ووجهاء ومشايخ اليمن وجميع قادات ومكونات الموقف الوطني والعمل الجِهادي على المستويين الرسمي والشعبي، وهي موصولة كذلك لكل الأحرار والمناضلين في الداخل والخارج.

 

أيها الإخوةُ والأخوات

إنَّ يومَ الرابع عشر من أُكتوبر يمثّل واحداً من أهم الأيّام الوطنية الخالدة في تاريخ شعبنا اليمني العزيز، وهو لا شك يومٌ يتشرفُ به كُـلُّ يمني ويمنية وكُلُّ مَن يعرفُ ماذا تعني الحرية، وماذا يعني الاستقلال، ولعل من دواعي السرور أنكم اليوم تمثلون الوارث الشرعي والامتداد الطبيعي لهذا اليوم المجيد بكل ما ارتبط به من نضال وتضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة واستقلال اليمن ودحر الغازي والمحتلّ الأجنبي عن ثراها الطاهر.

وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، وما أشبهَ اليومَ بالأمس، ولذلك تأتي هذه الذكرى لتعيدَ إلى الأذهان أياماً متشابهةً وتاريخاً يتكرّر ويعيدُ نفسَه على مسرحِ الأحداثِ ومشهد المواجهة والصراع بين الأوفياء لشعوبهم وأوطانهم وبين أعداء الشعوب وخونة الأوطان، وهو مشهدٌ يعيد إنتاج نفسه عبر مختلف العصور وفي مختلف البلدان في كُـلّ زمان ومكان، على أن التاريخ حينما يعيدُ نفسَه إنما يمنحُنا الدروسَ والعِبر، ويعيد التأكيد على السنن الإلهية الثابتة التي تحكم المتغيرات وتتحكم في العواقب والمآلات، وتدير صراعات البشر على أَسَاس من حكمة الله في ترتيب معادلات ومقتضيات (الحق الدامغ، والباطل الزاهق)، وهي لا شك معادلات ثابتة لا ينكسر في إطارها حق، ولا ينتصر معها باطل، وهذه سنن عمدتها الشواهد الناصعة، والتجارب الراسخة، والنماذج المعتبرة، عبر كُـلّ أشكال ومستويات الصراع – بين أنصار الخير وأرباب الشر – منذ الأزل وحتى اليوم وإلى أن تقوم الساعة (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا).

 

أيها الإخوة والأخوات

إن من أهمِّ الواجبات اليومَ أن ننظُرُ إلى هذه الذكرى – العزيزة على قلوبنا جميعاً – كمحطةٍ على درجة عالية من الأهميّة في إثراءِ التجارِب وتجليات الحقائق، ومراجعة وتقييم الأشخاص والمواقف على أَسَاس من الانسجام التام مع نضالات وتضحيات شعبنا في سبيل حريته واستقلاله منذ ما قبل وبعد الرابع عشر من أُكتوبر وُصُـولاً إلى الحادي والعشرين من سبتمبر، وفي هذا السياق أجددُ التهانيَ لشعبنا بهذا اليوم الخالد، وأعبِّرُ عن عميق اعتزازي بكل مكونات الموقف الوطني المناهض للعدوان والحصار والرافض للاحتلال وكل أشكال التدخل الخارجي في شؤون بلادنا، كما أبارك انسجامَها مع مقتضيات وتوجّـهات هذا اليوم الوطني، وأدعو كُـلّ يمني ويمنية إلى مواصلة التمسك بمشروع اليمن المستقل الذي تقوده اليوم صنعاء وتنفرد به كُـلّ قواها الوطنية من دون منافس أَو منازع.

كما أدعو الجميعَ إلى الاعتزاز الدائم بديننا، والانحياز المطلق لشعبنا وبلدنا الواحد والموحد، والاستمرار في رفض التبعية والارتهان، والعمل على تحويل كُـلٍّ منها إلى ثقافة عامة وقيم سلوكية ومواقف عملية، ووعي فردي ومجتمعي، وأؤكّـد لشعبنا بأن الثبات على هذا النهج هو الطريق الوحيد لبلوغ كُـلّ الخير، وتحقيق كُـلّ ما يصبو إليه من آمال وتطلعات.

وفي هذا السياق، أَيْـضاً أدعو كُـلّ خصومنا المحليين إلى استكشاف تناقضهم الصارخ مع ثورة الرابع عشر من أُكتوبر واستشعار غربتهم الموحشة عنها وعن أهدافها وكل مقتضياتها القيمية والعملية.

إنني أنصحُ بالعودة إلى جادة الصواب ومغادرة مواقع الانطواء تحت قيادة الخارج المعتدي، وأدعو إلى التعاطي مع هذه الذكرى كفُرصة للمراجعة وتصحيح المواقف فالوطن لاشك يتسع لكل من يؤمن بسيادته واستقلاله، ومن آمن بذلك وتخلى عن الانحياز للخارج ضد الداخل كان له ما لنا وعليه ما علينا ومن يأبى إلا الاستقواء بالخارج ضد الأهل والوطن فعليه أن ينتظر يوماً يشبه يوم من سبقه من أدوات وعملاء المستعمر البريطاني.

لقد كانت ثورة الرابع عشر من أُكتوبر ثورةَ كُـلِّ اليمنيين من صعدة إلى عدن ومن الحديدة إلى المهرة ومن يقف على إرهاصاتها في أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم سيدرك هذه الحقيقة، في دلالة على واحدية الوجدان اليمني، ولذلك أنصح كُـلّ الحالمين بتقسيم اليمن وتفتيته – إلى كنتونات وإقطاعيات – بالتخلّي عن هذه الأحلامِ البغيضة؛ لأَنَّ اليمنَ لن يستقرًّ إلا واحداً موحَّداً، وكذلك مصالح اليمن والمنطقة تقتضي الحفاظ عليه موحدا وبدون ذلك سيكون الجميع في خطر.

إنَّ كُـلَّ مَن يوهم أصحابَ المشاريع الصغيرة بتقطيع اليمن إلى أوصال هو في الواقع يمارس شكلاً من أشكال الغش والخداع بحق هؤلاء، وهو في نفس الوقت مجرم بحق بلده والمنطقة قبل أن يكون مجرما بحق اليمن؛ لأَنَّ بلدَه سيبقى يعاني منها، فيما سينجو اليمنُ منها كما في كُـلّ مرة، فالتاريخُ لا يحتفظُ بسوابق انفصالية قادرة على الصمود طويلاً وكل تلك السوابق كانت تتلاشى طوعيا أمام واحدية الوجدان اليمني.

ختامًا أدعو دولَ العدوان إلى الاستجابة العاجلة لمطالب صنعاء المحقة والعادلة، والتي سيكون لها – إن شاء الله – أثرٌ إيجابي كبير في المساعدة على العبور نحو السلام وإنهاء الحرب العدوانية ومعالجة كُـلّ ملفاتها المتعددة.

تحيا الجمهوريةُ اليمنية – المجدُ والخلود للشهداء – الشفاءُ للجرحى – الحريةُ للأسرى

النصرُ والتمكينُ لشعبنا اليمني العزيز

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com