بينَ الاحتفال والابتداع..بقلم/ أكرم طامي
إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف -والحمد لله- صار عادة سنوية وموضوع الجدل فيه مفرغ منه تماماً.. فكلمة “بدعة” صارت صغيرة جِـدًّا أمام هذا التفاعل الكبير وما نبالي ما نبالي.
ما هي مشكلتهم مع رسول الله أُولئك الذين يطلقون على الاحتفال بمولد النبي “بدعة” في أن الخلفاء الراشدين لم يحتفلوا بمولده..
انظروا إلى أين يذهب هؤلاء المبتدعين المحافظين على قافلة قريش من سيارات الشارع العام..!
نقول لهم هل كان في عهد أبوبكر سيارات?
هل كان في عهد عمر شموع وألعاب نارية?
والسؤال الأهم: هل كان في عهد النبي أمريكا?
هل كان في عهده كاميرات وأفلام سينمائية مسيئة?
وهل كان في عهد النبي تطبيع “وابردوا” لكم من حزب الله..!!
وهل كانت أمتنا ضعيفة محتقرة متهالكة مشتتة!!
وهل كان في عهد النبي قنوات مثل أم بي سي والعربية ومن هؤلاء..!
وهل وهل..!
هل تعرفون من هو النبي محمد.. إن النبي محمد -صلوات الله عليه وآله- هو أعظم وأنجح قائد عرفه التأريخ بدليل أنه نشر ديننا الحنيف في سنواتٍ وجيزة وصل الإسلام لكل قرية.. ولكم أن تتخيلوا كم سيبني من ماليين وثقافيين وخطباء وقضاة وعمال زكوات وصرف مرتبات.. على ظهور الخيول أَو مشياً دونما سيارات أَو طائرات علماً بأن المسافة فقط من مكة إلى المدينة تحتاج لسفر شهر كامل، وقِس على ذلك بقية المناطق.
إننا حقاً بحاجة إلى النبي -صلوات الله عليه وآله- أكثر من حاجته إلينا.. وهو ليس بحاجة إلينا أصلاً.. انظروا إلى المتغيرات والهيمنة الأمريكية وصغر نسبة الإسلام والمسلمين في هذا الكون الفسيح.. انظروا أشياء أكبر من الاختلاف حول النبي وذكرى ميلاده ويوم وفاته.. انظروا إلى أن الكرة الأرضية كبيرة وفيها أكثر من ألف ديانة..
انظروا هل نحن بحاجة إلى محمد لمواجهة الأعداء هل نحن بحاجة إلى أن ينتشر الإسلام ويعم السلام على البشرية جمعاء.!
أليس البشر جميعهم إلى الله.. أَو الجنة لكم وحدكم?
وفي نفس الوقت تريدون تثبيطنا؛ لأَنَّنا نحتفل ونحب محمداً النبي الخاتم.. تحاربوننا ولا ندري هل مشكلتكم معنا أم مع محمد?
ما الذي يضعفكم كُـلّ هذا الضعف، هذا الوهن، هذا العمى، هذا العناد والتعجرف.. أيها الجاهلون المغفلون..!
اذهبوا إلى الجحيم.. نحن نحب نبينا ونعظمه ونقدسه وهو خير قُدوة لنا.. لنخرج من هذه الدنيا لنمثل أنفسنا يوم نلقاه أننا فعلاً أُمَّـة محمد!