رسائلُ سلام .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
قدّم الشعبُ اليمنيُّ خلال الفترة الماضية رسائلَ سلام عديدةً، حَيثُ كانت البدايةُ في القبول بالهُــدنة الأممية المتجدِّدة برغم عدمِ الالتزامِ الكاملِ بالشروط التي قدّمتها حكومة الإنقاذ، ورغم الخروقات الكبيرة التي حاول المرتزِقةُ اختراقَ الهُــدنة من خلالها، ولكن رغبةَ صنعاء بالسلام كانت أكبرَ من تلك المحاولات فحرصت على استمرارِها إلى أن توقّف تمديدُها؛ بسَببِ تعنُّت قوى العدوان.
وأَمَّا الرسالةُ الثانية فكانت من خلال حرصِ القيادة على رفع الجاهزية في مختلف الجوانب، وكانت العروضُ العسكرية شاهدًا على ذلك الاستعداد، فالشعبُ اليمني يعرفُ من خلال التجارب الماضية التي مر بها عبرَ التاريخ أن الضامِنَ الرئيسيَّ للسلام واستمرارِه هو أن تكونَ مستعدًّا وقويًّا بما فيه الكفاية لأَنْ تجعلَ العدوَّ يفكِّرُ عدةَ مرات قبل أن يعملَ على خَرق الهُــدنة أَو التراجع عن الطريق التي تودي إلى السلام.
ولذلك فَـإنَّ الشعبَ اليمني يعتبر أن القوةَ التي تم حشدُها والسلاحَ الذي تم تجهيزُه والمسيَّراتِ التي تم ابتكارُها والصواريخَ بمختلف أنواعها التي تم تصنيعُها إنما هي رسائلُ سلام وضمانةٌ لاستمراره، وتلك التجهيزاتُ هي التي سوف تحُدُّ من أطماعِ الأعداء في الأرض والثروة.
ولولا القوةُ ما حرص العالَمُ على استمرارِ الهُــدنة الأممية وما احتشد الوسطاءُ في عُمان وما اضطروا إلى محاورة الشعب اليمني والاصغاء إلى مطالبه في محاولة منهم للحصول على تنازل ولو كان بسيط لحفظ ماء الوجه، فالشروط التي قدمتها حكومة الإنقاذ لتمديد الهُــدنة واستمرارها تعتبر محقة والعدوّ لا يرغب بتنفيذها، ولكن الحكومة تعرف أن العالم اليوم لا يتعامل إلَّا مع القوي ولا ينصت إلَّا للقوي ولذلك سوف يتم تنفيذها.
وأَمَّا رسالةُ السلام الرئيسيةُ التي قدَّمَها الشعبُ اليمني خلالَ الفترة الماضية فكانت خروجَه بتلك الأعدادِ المأهولةِ للاحتفال بمولدِ الرسولِ الأكرم -على صاحبِه وآله أفضلُ الصلاة والسلام- بمختلف ساحاتِ المحافظات المحرّرة.
خروجٌ مهيبٌ لفت أنظارَ العالم وقدَّم رسالةً واضحةً بأن الشعبَ اليمني حريصٌ على السلام لكن في ظل ثوابته الدينية والوطنية التي تمنعُه عن الخضوع للظالمين والأعداء مهما كانت قوتهم، كما أكّـد من خلال ذلك على وقوفِه الكامِلِ إلى جانبِ قيادتِه في الذهاب إلى السلام العادل.
فالقيادةُ الحكيمة والقوةُ الملتزمةُ والشعبُ الواعي والوفي ضمانةٌ للسلام الدائم والمشرِّف.