صنعاءُ.. قبلةُ المسلمين المحاصرة .. بقلم/ مها موسى
على مدى عقود من الزمن فقد المسلمون ارتباطهم بالنبي العظيم والقرآن الكريم، وعقداً تلو عقد أصبح القرآن مُجَـرّد آيات تتلى في الصلاة وشهر رمضان، والنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مُجَـرّد شخصٍ جاء بالرسالة في وقتٍ ما وانتهى “وحاشاه من هكذا وصف”، فأصبح واقع المسلمين خاوياً وَفارغاً من دعائمه فما قيمة الإسلام دون النبي محمد -صلوات الله عليه وآله- ودون القرآن الكريم!
إن لليمنيين دائماً القدرة على استعادة جوهر الدين وإعادة بريقة وحدة سيفه، ففي كُـلّ عام يتفرد اليمنيون بطريقة احتفائهم بالمولد النبوي الشريف بطرق تجسد حضور النبي في أوساطهم، فمشاهد ساحات الاحتفال في صنعاء وباقي المحافظات تداولت في أوساط العالم العربي والإسلامي بشكلٍ زاخر وكبير وعلق عليها مشاهير العالم الإسلامي بفخر واعتزاز وكأن تلك المشاهد أسلحة وقنابل نووية استعرضوها وتحدثوا عنها في بلدانهم وإعلامهم ومواقعهم ليدافعوا بها أمام كُـلّ من حاول أن يشوه الدين الإسلامي وعموده الفقري النبي العظيم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتمنوا جميعهم أن يكونوا في صنعاء في أيامها الربيعية المحمدية ليحتفلوا بفرحتهم الأولى وبمصدر هديهم وبقائدهم العظيم في مولده الشريف، وكأن صنعاء بهذه المناسبة أصبحت قبلة المسلمين ووجهتهم إلَّا أنها محاصرة، ويحول بينهم وبين الوصول إليها العدوان وحصاره الجائر، فقد عبّر كثيرون عن فرحتهم بالاحتفال في اليمن بفيديوهات مصوّرة أظهرت مزيجَ مشاعرهم الفخورة، مباركين لليمنيين بتمكّنهم من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وفي قلوبهم غصة أنهم محرمون من هكذا فرحة وأجواء روحانية واحتفال عظيم ومهيب يتشرف بحضوره أي مسلم محب للرسول الكريم العظيم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكأن لسان حالهم يقول ليتنا معكم.