من طيبة الأنصار إلى صنعاء الأحفاد: لبيك يا رسول الله .. بقلم/ صدام حسين عمير
الحبُ والوَلاءُ صفتان ترتبطان باليمن وأجيالِها مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وآل بيته الأطهار منذ بزوغ فجر الرسالة المحمدية حتى عصرنا الحالي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فما أشبه الأيّام والاستعدادات وإن اختلف الزمان لكن المحبة هي نفسها ممتدة ومُستمرّة عبر القرون فقبل ألف وأربعمِئة سنة كان الأجداد الأنصار يستعدون وبلهفة وشوق لاستقبال أشرف خلق الله الرحمة المهداة مهاجراً إليهم بعد أن لاقى الصد والتكذيب من قريش وبقية العربان المحيطة بمكة واستقبلوه وهم يردّدون طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.
وفي عصرنا الحالي وبعد أكثر من ألف وأربعمِئة سنة يستعد الأحفاد وبنفس اللهفة والشوق لاستقبال ذكرى مولد النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم- فترى المدن والقرى اليمنية قد اصطبغت باللون الأخضر وفي مقدمتها صنعاء الصمود عاصمة الأحفاد فرحاً بمولد الهادي الأمين.
ففي الثاني عشر من ربيع الأول 1444ه توافدت الحشود الميلونية من أحفاد الأنصار إلى الميادين والساحات المجهزة لاستقبال ضيوف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لإحياء ذكرى مولد النبي الأعظم محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وهم يردّدون يا رسول الله شرفت اليمن وانجلت عنا بذكراك المحن.
لم يكن حضورُ الملايين من اليمنيين رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً لمُجَـرّد الحضور والاحتشاد إنما جاءوا ليقولوا وبأعلى أصواتهم “لبيك يا رسول الله” نحن على نهجك لا نميل ولا نحيد فكما أعلن أجدادنا الأنصار البيعة لك في بيعتي العقبة وناصروك ووقفوك معك ضد الجاهلية الأولى فنحن أحفادهم اليوم ومن يمن الإيمَــان نعاهدك ونبايعك بالمضي على نهجك وناصروك ضد الجاهلية الأُخرى.
يا رسول الله فكما حاصرتك وأهل بيتك الجاهلية الأولى بشعب، وَفي عصرنا الحالي ومن أجل حبك يا رسول الله والسير على نهجك هَـا هي الجاهلية الأُخرى وللعام الثامن على التوالي تحاصر شعب الإيمَــان والحكمة بأكمله.
اليوم ونتيجة لاتباع اليمنيين النهج المحمدي الأصيل الرافض للهيمنة والداعي للحرية والتسامح والتعايش شن على اليمن وأهلها عدوان غاشم همجي وللعام الثامن على التوالي، حَيثُ استغل الشيطان الأمريكي وسادنه الصهيوني انحراف آل سعود وشيوخ النفط عن النهج المحمدي الأصيل لتنفيذ مخطّطاته بالعدوان على اليمن وأهلها بغية ثنيهم عن الالتفاف حول رسول الله وآل بيته من جديد وأن لا يكونوا نبراساً يستضاء به لبقية المسلمين في اباع النهج المحمدي الأصيل كما فعل أجدادهم الأنصار قبل أكثر من ألف وأربعمِئة سنة.
وعليه فليكن ماثلاً أمام الجميع وفي مقدمتهم طواغيت الشر والاستكبار في هذا الكون أنه وكما انتصر النور في الأولى بصدق وإيمَــان الأنصار، سينتصر بقوة الله في الأُخرى بصبر وثبات وإيمَــان أحفاد الأنصار.