ثورةُ أُكتوبر في ذكراها التاسعة والخمسين والاتِّشاحُ بالسواد..بقلم/ صدام حسين عمير*
اعتاد البعضُ من الناس عند التعبير عن أفراحهم أَو أحزانهم باتّشاحهم أَو ارتدائهم لملابسَ ذاتِ ألوانٍ معيَّنة، فمثلاً جرت العادة عند البعض الاتشاح بالملابس ذات اللون الأسود للتعبير عن الحُزن الذي وقع عليهم.
في اليمن السعيد تطلُّ علينا هذه الأيّام ثورةُ أُكتوبر المجيدة في عيدها التاسع والخمسين كئيبةً متشحةً بالسواد؛ تعبيراً عن سخطها وعدم رضاها بما يفعلُه أحفادُها اليوم من الارتماء في أحضان المحتل القديم الجديد الأمريكي البريطاني، من هم عبارة عن عبيدٍ للمحتلّ السابق من ثار آباءُ الأحفاد ضده وقهروه وأخرجوه ذليلاً يجر أذيالَ الخيبة، وهو من كان يطلق عليه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
تريدُ ثورة أُكتوبر من ظهورها متشحةً بالسواد في عيدها التاسع وَالخمسين أن ترسلَ ثلاثَ رسائل نارية، الأولى منها موجهة لأحفادها المنزلقين في مستنقع العمالة، ومفادُها إن لم ترجعوا إلى صوابكم وَتخرجوا من مستنقع العمالة للمحتلّين الجدد وتصطفوا مع بقية إخوانكم من أبناء اليمن الواحد لمواجهة المحتلّين الجدد (السعوديّة، الإمارات) وطردهم صاغرين من جميع الأراضي اليمنية المحتلّة، كما طُرد أسيادُهم البريطانيون في ستينيات القرن الماضي، ما لم فأنتم عملٌ غير صالح ولا تمثلوا إلا أنفسكم، وسيلحق بكم الخزي والعار وإلى مزبلة التاريخ مصيركم.
والرسالة الثانية موجَّهة إلى بقية الأحفاد مَن لم يسقطوا في مستنقع العمالة، ومفادها: عارٌ عليكم أن يحتل أرضكم مَن هم عبيدٌ للمحتلّ السابق، انهضوا وقوموا بواجبكم الديني وَالوطني، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار، امضوا على ما كان عليه آباؤكم من الحرية وعدم الخضوع للمحتلّ، ولا تدعوا من سقط من إخوانكم في مستنقع العمالة أن يتحكّمَ في أموركم ويُسْلِمَ رقابَكم رخيصة للمحتلّ، قاوموه وأذنابه بشتى الوسائل، زلزلوا الأرضَ من تحت أقدامه اجعلوا من كُـلّ حارة وقرية وجبل ووادٍ في جنوبنا الغالي براكينَ ملتهبةً تحرقُ المحتلّ وأذنابه، ولتكن دماءُ آبائكم الزكية نبراساً لكم، التي سقطت لتروي تراب الوطن وتخلصه من براثن أعتى مستعمر، واعلموا أن إخوانكم في المحافظات المحرّرة رهن إشارتكم.
والرسالة الثالثة والأخيرة موجَّهةٌ إلى المحتلّين الجدد، ومفادها: يا مَن انسلختم عن أمتكم ودينكم، واستخدمتم أموالَ وإمْكَانياتِ الأُمَّــة لتخريبِها من الداخل ونشرتم البؤسَ والمعاناةَ بين شعوبها؛ ظناً منكم أن تلك الأفعالَ والتصرفاتِ تقرِّبُكم زلُفى من آلهتكم من دون الله من اليهود والنصارى، فلتعلموا إن كنتم لم تقرأوا التاريخَ أن أبنائي -وبأبسط الإمْكَانيات- قهروا وطردوا المحتلَّ البريطاني مَن غرسكم مع الكيان الصهيوني في خاصرة الأُمَّــة، فخرج مهزوماً خانعاً وَرحل آخر جندي له من تراب جنوب اليمن في الثلاثين من نوفمبر 1967م، أما أنتم أيها العبيد فسيطردُكم أحفادي وَسيكونُ يومُ خروجكم من تراب جنوب اليمن الطاهر، أنكى وأمرَّ من خروج سَيِّدِكم البريطاني.. والعاقبةُ للمتقين.
* عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني