١٤ أُكتوبر.. ذكرى ثورة ومحطة تذكُّر..بقلم/ دينا الرميمة
لثمانية أعوام تأتي ذكرى ثورة “الرابع عشر” من أُكتوبر المجيد والجنوب اليمني يرزح تحت وطأة محتلّ جديد هو أكثر طمعاً باليمن وموقعه الجغرافي ويحمل الحقد الأكبر على اليمن ووحدته وشعبه وتاريخ وحضارة دولة عريقة عمرها آلاف السنين مقابل دويلاتهم التي هي بلا تأريخ يذكر وفاقدة للحضارة، وبوضع مخزٍ وخلال الأعوام الثمانية يحيي الجنوبيون ذكرى ثورة أُكتوبر وإعلام المحتلّ تعتلي المباني والمنشآت الحكومية والشوارع في الجنوب يتقدمهم السفير السعوديّ الحاكم الفعلي للجنوب عوضاً عن حكومة مغيبة يتسكع قاداتها في مختلف الدول وبعضهم حبيسي فنادق الرياض وحرمت عليهم عدن التي توجوها بعاصمة لهم فغابت عنها كُـلّ مظاهر الأمن وسادها الخوف وَالجريمة ورائحة الدم والبارود ومليشيات تتقاتل فيما بينها ليتسيدهم الإماراتي والسعوديّ اللذان فيما بينهما يتبادلون الأدوار وتقاسم النفوذ!!
وبقية الجغرافيا اليمنية يقاتلون تحت لوائه ليفتحوا له حدود بلدهم في حين هو يسرح ويمرح في عدن وَسقطرى والمهرة وأبين وشبوة ناهباً خيراتها مستعبداً أهلها تحت مسمى استعادة شرعية وما أوهنه من عذر برّر للمحتلّ جرائمه وسفكه للدماء وإسرافه في نهب خيرات وطن وما أرخصَ دماءَهم التي أزهقت في سبيل تمكين المحتلّ من وطن وأرض ولّادة للأحرار ويتسابق العاشقون لتربته لنُصرته؛ حفاظاً على كرامةِ شعبِهم التي وجدوها على هوى متارسهم وأرخصوا دماءَهم في سبيلها ودفاعاً عن أرضهم وعرضهم وسطروا انتصارات عظيمة تطال السماء بمعنى أن اليمن عصي على من يفكر باحتلاله وَكُـلّ من يحاول أن يطأ رماله بقدميه غازياً لتوقع له على حدودها تأشيرة العبور إلى جهنم!
وهل هناك أسمى من أن يموت الإنسان عزيزاً كريماً مدافعاً عن وطنه وعرضه؟
اليوم وفي هذه الذكرى العظيمة نأمل أن تكون محطة تذكرهم بقادة أُكتوبر من سطروا للجنوب حريته واستقلاله!!
ربما تذكرهم بـ راجح لبوزة وعبود الشرعبي وسالمين وعبدالفتاح إسماعيل وغيرهم من الأحرار فتحيي ذكراهم فيهم الروح الأبية ليثوروا ضد المحتلّين الجدد ويطردونهم كما طُرد أسيادُهم البريطانيون مسبقًا، لعل هذه الذكرى تشعل فيكم وفي الجنوب وقود ثورة لا تنطفئ إلا بعد أن تتحرّر وتشرق شمس الحرية مجدّدًا في سماء ردفان وعيبان وسقطرى وحضرموت لتكون ذكرى ثورة تضاف إلى قائمة ثورات الحرية الرادعة لكل من تسول له نفسه يوماً أن يحتل اليمن.