الدورُ الأمريكي البريطاني سببُ معاناة اليمنيين..بقلم/ د. شعفل علي عمير
عندما يريدُ العدوُّ أن يقلِبَ الحقائقَ فهو يستطيعُ أن يجعلَ من المنطق غير منطقي فقد جعلوا من المطالبِ المنطقية والعادلة للشعب اليمني في دفع الرواتب وفك الحصار أمراً غيرَ منطقي ومطالبَ متطرفة، بمعنى أن استمرارَ الحصار ومنعَهم صرفَ رواتب الموظفين أمرٌ منطقي وغير متطرف، فلا نعلم متى تغيّرت المفاهيمُ حتى أصبحت بريطانيا وأمريكا هي من يقرّر أي المطالب متطرفة وأيها محقة، فمطالبُنا إنسانية ولن نقبل أن تكون إحدى أدوات الضغط أَو الابتزاز السياسي.
الإحاطةُ السيئة التي تقدّمت بها أمريكا وبريطانيا إلى مجلس الأمن ورفضها أهمَّ متطلبات الشعب اليمني والاستفادة من موارده الطبيعية كغيره من شعوب العالم التي لها الحقُّ في التصرف بمواردها تأتي هذه الإحاطة كدليلٍ قاطعٍ بأن من يقف وراء العدوان والحصار هي دول الاستكبار التي تدّعي حرصَها على حرية الشعوب.
إذن هي من يمنع على الموظفين دفع الرواتب وفتح المطارات والموانئ، وقد اتضح بأن هاتين الدولتين هما من يقف ضد أية مبادرة من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني سعياً منها للدفع باتّجاه التصعيد، ولعلها تسعى بطرقٍ خبيثة لتصفية حساباتها الخَاصَّة من المملكة السعوديّة، خَاصَّةً بعد المشاكل العالقة بشأن تخفيضِ كمية الإنتاج من النفط.
وهنا لا بُـدَّ أن نعيَ بأن العدوَّ الحقيقيَّ للشعب اليمني هي الكتلة الغربية في مقدمتها أمريكا وبريطانيا، وعليه فَـإنَّ المطالبَ المحقة لليمنيين تعد مطالبَ عادلة والجهات التي تقفُ ضد هذه المطالب هي الجهاتُ المتطرفة فكراً وسلوكاً، فعندما نطالبُ بصرف مرتبات اليمنيين من الخزانة الأمريكية أَو البريطانية فمطلبُنا متطرِّفٌ فعلاً أما أن نطالب بدفع الرواتب من موارد الشعب وفتح المطارات والموانئ كحَقٍّ تكفلُه قوانينُ الأرض والسماء فهذه مطالبُ وحقوقٌ يجبُ أن ينالَها شعبنا اليمني سواءً بالمفاوضات أَو بغيرها.
ليذهبوا إلى الجحيم وليتركوا الشعبَ اليمني بعيدًا عن تصفية حساباتهم فليس لهم الحقُّ في رفض الهُــدنة وليس لهم الحق في تجويع وحصار اليمنيين لو كانوا فعلاً لا يمثلون طرفاً أَسَاسياً في العدوان والحصار على اليمنيين.
أصبح اليمنيون يعرفون تماماً عدوهم الحقيقي وأصبح لزاماً علينا الصمودُ والدفاعُ عن حقوقنا وانتزاع ثرواتنا من براثن العدوان ومرتزِقتهم.