حكومةُ الإنقاذ تواصلُ التحقيقات بشأن وفاة أطفال اللوكيميا وتحيلُ قياداتِ هيئة الأدوية للنائب العام
المتوكل: وفّرنا ما نستطيعُ من الأدوية وهناك أصنافٌ ضروريةٌ لم تقم الأمم المتحدة بواجبها تجاهها
المسيرة: صنعاء:
تواصلُ حكومةُ الإنقاذ الوطني عبرَ لجان التحقيق المشتركة للبت والاستقصاء على حقيقة ما جرى في مركز لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت في العاصمة صنعاء، وذلك برئاسة الدكتور طه المتوكل -وزير الصحة العامة والسكان-، وعضوية كُلٍّ من المجلس الطبي الأعلى والهيئة العليا للأدوية والمركز الوطني للأورام.
وفي تصريح خاص لـ “المسيرة”، أعلن الوزير المتوكلُ عن إيقافِ رئيس الهيئة العليا للأدوية ونائبه وإحالتهم إلى النائب العام، على خلفية تبيُّن قصور وأخذ أقوالهم، مبينًا أن القضية الآن باتت بعهدة القضاء.
وأوضح وزير الصحة أن 19 طفلاً حقنوا بجرعة من دَواء “الميثروكسيت” توفي منهم 10 أطفال و8 حالات تحسّنت وحالة لا تزال في العناية، لافتاً إلى تلويثِ بالتحليل المختبري في الهيئة العليا للأدوية بعد 14 يوماً وأن الدواء ملوّث، وأعيد الاختبارُ في المختبر المركزي، منوِّهًا إلى أنه تم مخاطبةُ الصحة العالمية بشأن تلوث دواء “ميثروكسيت”؛ مِن أجلِ التحقيق مع الشركة المصنعة في واقعةِ التلوث وتحمل مسؤوليتها بحسب اللوائح الصحية الدولية وحفظا لحقوق الضحايا.
وَأَضَـافَ الوزير المتوكل أن الشركةَ المصنعة لدواء “الميثروكسيت” هي شركةٌ مسجلةٌ وهي الوحيدةٌ التي توفر الدواء بعد عزوف الشركات الدولية عن توفيره نتيجة الحصار، موضحًا أن الشركاتِ الأصليةَ المنتجة للدواء تطلب وجودَ خط مباشر بين بلدانها وصنعاء، وهو ما يمنعُه تحالُفُ العدوان، ولم يعد لدينا سوى الهند وجهة للدواء.
وَأَضَـافَ وزير الصحة أنه خاطب الأمم المتحدة عن انعدام جانب من الأدوية وشحة البعض الآخر دون أن نتلقى رد، منوِّهًا إلى أن الأدوية تُحجز في جيبوتي وتسحب في كثيرٍ من الأحيان إلى ميناء جدةَ وتمنع حتى من دخول ميناء عدن، مؤكّـداً أن الحل الأَسَاس لمعالجة مشكلة نقص الأدوية هو فتح مطار صنعاء الدولي، مبينًا أن الأدوية شحيحة التداول؛ بسَببِ العدوان والحصار، ونضطر أحياناً إلى صغار التجار لإعطائنا ما لديهم من أدوية منقذة للحياة.
ونوّه المتوكّل إلى أن الموادَّ الطبيةَ بحسب الاسم العلمي تحتاجُ إلى ظروفِ نقل خَاصَّة، وهي شحيحةُ التوافر؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء الدولي، موضحًا أن عددَ المستوردين للدواء المسجلين الذين توقف نشاطهم؛ بسَببِ العدوان والحصار 83 مستورداً كانوا يوفرون 1329 صنفاً من الأدوية، مُشيراً إلى أن عدد الشركات والمواقع التصنيعية الخارجية التي أغلقت سوقها في اليمن؛ بسَببِ العدوان والحصار بلغت 16 شركة كانت تنتج 559 صنفاً من الأدوية.
وأردف قائلاً: “وفّرنا أدويةَ زارعي الكلى والأنسولين المنقذة للحياة دون انقطاع لجميع المحافظات، ودواء “الأمينوجيوبيلين” مجاناً وقيمة هذا الدواء 7 ملايين ريال يحتاجُه المريض خلال 5 أَيَّـام، وهذا لم يكن يتوفر سابقًا وهرمون النمو للمرة الأولى في تاريخ البلد.
وكشف وزيرُ الصحة عن إقفال صيدليات باعت واشترت في أدوية توزع من برنامج الإمدَاد ولدينا 4500 من مرضى الأورام سنوياً بزيادة 50 % عن فترة ما قبل العدوان التي كانت تصل إلى 2200 مريض، لافتاً إلى أنه خلال فترة العدوان سجّل المركز الوطني للأورام نحو 85 ألف مريض، معتبرًا مكافحةَ العدوى لم تكُن تطبَّق في اليمن ولم تكن هناك سياسات أَو مكافحة للعدوى لمنع حدوث مضاعفات للمرضى.