المكرُ الأمريكي والبريطاني..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يحاولُ الثنائيُّ أمريكا وبريطانيا زعيما العدوان على اليمن الظهورَ بمظهر الداعي إلى السلام والداعمِ له في مختلف أنحاء العالم، ولكن في الواقع أن هاتين الدولتين هما سببُ الشر في العالم، فأية مشكلة في أية دولة لا بد أن تجدَ أياديَ أمريكيةً أَو بريطانية خلفها.
وفي اليمن تدفعُ هاتان الدولتان علناً في اتّجاه السلام، ولكن في الواقع هذه الدولُ تستخدمُ السلامَ وسيلةً لتحقيق أهدافها ولخدمة مصالحها التي من أهمها نهبُ ثروات البلاد، وَإذَا لم تتمكّن من تحقيق ما تهدفُ إليه عن الطريق السلام فَـإنَّها تضعُ العراقيلَ أمامه، ولا مانع لدى تلك الدول أن تعودَ الحربُ بكل قوتها؛ من باب الضغط على صنعاء لتمرير أهدافها دون الالتفات إلى ما سوف تتسبَّبُ به من دمار وقتل.
والمشكلةُ التي واجهتها أمريكا وبريطانيا ومن ورائها بقيةُ دول العدوان في موضوع اليمن أن الشروطَ التي تم وضعُها لتمديد الهُــدنة كلها مطالبُ إنسانيةٌ تصُبُّ في مصلحة الشعب وليست سياسية يمكنُ أن تستفيدَ منها حكومةُ الإنقاذ أَو حركةُ أنصار الله، ولذلك وقعت أمريكا وبريطانيا في موقفٍ محرجٍ منعها من رفضِ كافة المطالب، واضطرت إلى الموافَقة على جزءٍ منها وامتنعت عن تلبية بقية المطالب، وخَاصَّةً مطلبَ دفع مرتبات الموظفين بحسب كشوفات 2014م من إيرادات النفط والغاز، وهذه الكشوفاتُ خاليةٌ من الموظفين الجُدُد الذي تم توظيفُهم خلال العدوان، وبعدَ مفاوضات شاقة وافقت دول العدوان على دفع مرتبات بعض الموظفين وامتنعت عن دفع مرتبات بقية الموظفين.
وكانت أمريكا وبريطانيا وبقيةُ دول العدوان تهدفُ من ذلك التصرف إلى وضع أفخاخ أمامَ حكومة الإنقاذ يمكنُ تفجيرُها في الوقت المناسب لها، أَو عندما لا تتمكّنُ هذه الدول من تحقيق أهدافها، وهي أَيْـضاً محاولةٌ لإثارة جزء من الشعب اليمني ضد حكومةِ الإنقاذ في حالةِ عدمِ تمديد الهُــدنة، ولكن كان شعبُنا على مستوى التحديات ووقف إلى جانبِ حكومتِه في موقفها من تمديد الهُــدنة، وهذا الموقفُ أربك أمريكا وبريطانيا؛ لأَنَّ هذه الدولَ لم تتعوَّدَ أن ترى دولةً أَو حركةً تقفُ أمام مخطّطاتها أَو رغباتها كما فعل شعبُنا العظيم، مما دفعها إلى الكشف عن موقفِها الحقيقيِّ من السلامِ في اليمنِ في جلسة مجلس الأمن الأخيرة المتعلقة بالأوضاع في اليمن.