على ضوء كلمة السيد القائد خلال لقائه بالسلطة التنفيذية المركزية والمحلية..بقلم/ عدنان علي الكبسي
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- خلال تدشين برنامج التنمية المحلية والعمل المشترك بين أجهزة الدولة ومكونات المجتمع، وضع نقاطاً مهمة حول المسؤولية، وقدم فقط رؤوسَ أقلام وسنركز على بعض النقاط المتعلقة بالروحية وروحية الأداء، والعمل الجماعي وميدان مسؤولية المسؤول وهو المجتمع.
المسؤولية حِملٌ ثقيلٌ وأمانةٌ كبيرةٌ تنوء بحملها الأرض، بكل جرمها وثقلها، وتنوء بحملها الجبال، بكل عظمتها، وأحجامها الهائلة، لا بُـدَّ أن يحملها الإنسان بوعي ويقظة حتى لا ينزلق في مخاطر الإهمال والتقصير فيكون ظلوماً جهولاً، فالسيد المولى -حفظه الله- قال: (حمل المسؤولية هو كبيرٌ جِـدًّا، ويتطلب أن يحملها الإنسان بوعي، ويقظة، وإدراك لعواقب التفريط، ومخاطر الإهمال والتقصير، حتى يتعامل بجدية، وإلا فسيكون الإنسان إذَا تعامل باستهتار مع المسؤولية، سيكون في واقعه، وممارساته، وأُسلُـوبه، وطبيعة تعامله مع مسؤولياته كما في ختام الآية المباركة: {ظَلُومًا جَهُولًا}).
فكلما كبرت المسؤولية يعظم الوزر عند التفريط، أَو عند الخيانة، ولذا فالإنسان بحاجة ماسة إلى التغذية الروحية المُستمرّة ليبني مسؤوليته على إيمَـان صادقٍ وواعٍ، يأخذ منه النور ليضيء له الدرب، ويستلهم الحكمة في أدائه لعمله، ليطور من أدائه، ويُحسن جوانب المهارات والإدارة لديه، مع اهتمامه بالجانب الثقافي ليكتسب الدافع الإيمَـاني حتى لا يتأثر أداءه العملي بالتحديات والعوائق ولا تؤثر على نفسه الرغبات والأهواء، فالسيد المولى -حفظه الله- حث على هذا الجانب فقال: (فلذلك لا بُـدَّ من الاهتمام المُستمرّ بالأداء، وتطوير الأداء، وتحسين الأداء، من خلال الاهتمام بكل هذه الأمور: جوانب المهارات، والجانب الإداري، والجانب الثقافي الذي يحتاجه لوعيه، لبصيرته، لفهمه الصحيح، للحكمة، لمعرفة تعليمات الله “سبحانه وتعالى” التي سيحاسب على الإخلال بها يوم القيامة، ويعاقب في الدنيا والآخرة، وَأَيْـضاً لأن يستفيد في اكتساب الدافع الإيمَـاني، والتزود بالدافع الإيمَـاني، الذي يحتاج إليه الإنسان في مواجهة الصعوبات، والتحديات، والعوائق، والأمور المزعجة التي تؤثر على الإنسان في أدائه العملي).
ولعظم هذه المسؤولية فهي مسؤولية جماعية، تحتاج إلى التعاون المنظم، وليس التداخلات في العمل والتضارب في الأداء، تتكامل فيها الأدوار، وتتظافر فيها الجهود، ويأتي المجهود الجماعي المنسق المتكامل بروحية الإخاء ليحقّق نتائج كبيرة، ولا يمكن النجاح في العمل بتحَرّك فردي، أَو الاستبداد في الرأي والخطط والتنفيذ.
ولتطوير الأداء لا بُـدَّ من التقييم للواقع العملي لمعالجة الإخفاقات، وتلافي القصور، ومعالجة جوانب الخطأ.
من الجوانب الأَسَاسية على المسؤولين: الدوام والحضور والتواجد ليكونوا قريبين من الناس، والذين هم محط اهتمامه وميدان مسؤوليته، ومن العيب على المسؤول أن ينام إلى الظهر أَو إلى ما بعد الظهر لا يبالي بدوامٍ، ولا يهتم بمعاملات الناس ولا يتفقد واقع الناس ليعالج مشاكلهم وهمومهم، وقد يكون غير جدير بالمسؤولية، بل عليه استشعار الرقابة الإلهية بالحضور والدوام والاهتمام بالناس وتعويض ما قد فات في المراحل الماضية من بُعد كبير عن المجتمع، ونقص كبير في الدوام، ولقد ذكرنا السيد المولى -حفظه الله- في التدشين قائلاً: (يتوجب الحضور بشكل كبير وتعويض المراحل الماضية، تعويض المراحل الماضية التي كان فيها غياب كبير عن الناس، بعد كبير عن المجتمع، نقص كبير في الدوام، نحتاج إلى:
– دوام مكثّـف.
– تنشيط للحضور مع المجتمع.
– تعزيز للروابط والتواصل مع المجتمع.
– والعناية بمعالجة مشاكل المجتمع وهموم المجتمع.
– والعناية أَيْـضاً بإنجاز معاملات المجتمع.
إنجاز المعاملات هو في واقع الأمر من المسؤوليات الأَسَاسية، وفي نفس الوقت من أبسط المسؤوليات، يعني: مسؤولية غير متعبة، عمل غير شاق إنجاز المعاملات في مقابل ما ينبغي أن تعمله، هناك أشياء كثيرة عليك أن تعملها، هذا واحدٌ منها، هو مهم، لكنه غير معقد، ولا مرهق، ولا متعب، يحتاج إلى دوام ومتابعة).
وقال السيد المولى -حفظه الله-: (فلا بدَّ أن تكون العلاقة مع المجتمع علاقة وثيقة، علاقة قوية، علاقة تعاون، علاقة شراكة، وهذا له أهميّة كبيرة في النجاح، وبهذه الطريقة بالتحديد يمكن إنجاز الأشياء الكبيرة).
وبهذا الاهتمام والعمل يكون المسؤول دايم الارتباط بالمجتمع الذين هم ميدان مسؤوليته، وَإذَا لم يهتم المسؤول بالمجتمع فهو مسؤول عن من؟!.
وكذلك يحث السيد المولى -حفظه الله- على الاهتمام بالمبادرات الاجتماعية في الجانب الخدماتي والجانب التنموي، نظراً للظروف الصعبة التي نعاني منها؛ بسَببِ العدوان، وحث الجميع على الاستعداد لموسم زراعة القمح، وأكّـد أنه يجب أن يستوعب الإخوة المسؤولون في الدولة، والمواطنون بشكل عام، والتجار على وجه الخصوص، أن نستوعب جميعاً المخاطر الموجودة في العالم، وأكّـد أَيْـضاً أن الموسم الزراعي القادم يجب أن يحظى باهتمام كبير جِـدًّا من الجميع، فقال: (الموسم الزراعي القادم يجب أن يحظى باهتمام كبير جِـدًّا من الجميع، وأن يكون هناك عناية بكل جهد وحسب المستطاع من الجانب الرسمي، مع الجانب الشعبي، لعمل غير مسبوق في الاهتمام بالزراعة، هذه مسألة مهمة جِـدًّا، وبالاهتمام سواءً على مستوى المحاصيل بشكلٍ عام، ما ينتجه البلد من المحاصيل الزراعية، لكن في المقدِّمة القمح، هذه مسألة مهمة جِـدًّا جدًّا جِـدًّا، وينبغي العناية بها بشكلٍ كبير).
ومن خلال هذا التدشين وما قدمه علم الهدى السيد القائد -يحفظه الله- فَـإنَّ الشعب اليمني مستبشر بإصلاح مؤسّسات الدولة، ويقظة المسؤولين واهتمامهم به، ومن لم يتخذ خطاب السيد المولى له منهجاً لتحسين أداءه واهتمامه بالمجتمع، فالمجتمع كفيل بإزالته ووضع مسؤول مكانه يتخذ ما وضعه السيد القائد له منهجاً حتى يصبح كُـلّ المسؤولين خداماً لشعبهم ومجتمعهم لا متسلطين عليه ولا متكبرين.