عمليةٌ تحذيريةٌ واضحة.. بقلم/ مالك الغنامي
بعد تحذيرِ قائدِ الثورة وإنذار رئيس المجلس السياسي الأعلى ووعيدِ وزارة الدفاع، وبعد إرسالِ رسائلَ تحذيرية لكل الشركات والسفن التي تنهبُ النفطَ اليمني، تمت الترجمةُ على الواقع في ميناء الضبة بحضرموت للسفينة اليونانية كرسالة تحذيرية أُخرى من العيار المتوسط وقد تكون مستقبلاً من العيار الثقيل.
هنا تم إثباتُ أن اليمن دولةٌ ذات سيادة ولمن يريد نهبَ ثروات اليمن والمساس بسيادته عليه أن يفهمَ أنه لن يحصلَ على رسائل موافقة وسكوت وخنوع -كما حصل عليها من النظام السابق-؛ خوفاً على المصالح الشخصية، بل إنه أمامَ دولة لن تساومَ في حق الشعب وثرواته ومقدراته، وليعلَمْ أنها تنتظرُه رسائلُ وعملياتٌ تحذيرية لن تسمحَ له بالاعتداء على سيادة واستقلال اليمن.
البارزُ في العملية أنها تمت كما تم التخطيطُ لها، لا ضررَ للبنية التحتية للميناء ولا ضررَ للسفينة وطاقمها، اكتفت القواتُ المسلحة اليمنية بإيصال الرسالة بهذه الطريقة، ومغادرة السفينة اليونانية دونَ نهب لترٍ واحدٍ، بالرغم أنها كانت مُعَدّةً لنهب 2 مليون برميل، ورجعت بخيبتها، سالمةً من القصف والغرق، وفيما سيأتي ربما قد لا تعود حتى بطاقمها، ومن هُنا يتم تحقيقُ رسائل الشعب التحذيرية بكل جدارة وصدارة.
هذه العملية التحذيرية توصلُ رسائلَ أُخرى مفادُها: ضرورةُ احترام السيادة اليمنية وأن المجلسَ السياسي الأعلى ماضٍ لتحقيق السيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري، وأن حقوقَ النفط محفوظةٌ وحصريةٌ للمواطن اليمني، وأن عليهم الأخذَ بتحذيرات صنعاء، وأنه لن تنفعَهم موافقةُ العملاء والمرتزِقة على نهب النفط، وأنه لا يمكنُ السكوتُ على نهب الثروات وأبناء الشعب يموتون جوعاً ويعانون أشدَّ المعاناة ويُحرَمون من حقوقهم -على الأقل- في صرف المرتبات، وأن ثرواتِ هذا الشعب ملكٌ له لا يمكن المساومةُ عليها شرعاً وقانوناً، وهذا ما يجبُ أن يعيَه لصوصُ النفط وتجارُ الحروب.