أَمَّــا السفينة..بقلم/ الشاعر عبدالسلام المتميِّـز
أَمَّا السفينةُ كانتْ في المياهِ هنا
وتأخذُ النفطَ غَصْباً كلما دَفَقا
وراءَها لم يكُنْ -في عصرنا- مَـلِـكٌ
بل عُصبةٌ من ملوكِ العالَمِ الطُّـلَـقا
وشعبُنا النبويْ أضحى هُنا (خَضِراً)
لذاك سار مع (القُرآنِ)، فانطلقا
حتى أرادا يعيبان السفينة، إذ
على العدوِّ هُنا أن يحذَرَ الغَــرَقا
لن تستطيعَ معي صبراً ولا جَـلَداً
يا ناهبَ النفط فاهرُبْ واندحِرْ فَرَقا
نفطٌ تحيطُ بكم منا سُرادِقُهُ
بئسَ الشرابُ وساءت فيه مرتفقا
أبراجُكم إنْ نفخنا صُوْرَ نخوتِنَا
فسوف تمسي صعيداً فوقَها زَلَقا
رواتبُ الشعب بالإكراهِ ننزعُهَا
منكم ونُرغِمُ محتلّاً ومرتزِقا
بقوةِ اللهِ شعبُ العِـزِّ يضربُكم
ما دامَ من قوةِ القرآن منبثقا
تذكروا كيف دبّاباتُكمْ زَحَفَتْ
فأصبحت في ثرانا الملتظي مِـزَقا
ألم تلوذوا بأمريكا وقوّتها
وحين عُذِّتم بها زادَتْكُمُ رهَقا
(مُسَيّراتُ) الرَّدَى جاءت تفاوِضُكم
وتلك أصدقُ وَفْدٍ باللَّظى نَطَقا
خذوا الرسالةَ يا سُرّاق، إنكُمُ
أغبى وأحقرُ مَن في الدهر قد سَرَقا
بالكِبرِ لم تسمعوا تحذيرَ (قائدِنا)
فلتسمعوا (فعلَ) مَن في (قولِه) صَدَقا
اللهُ غيّرَ بالأحداثِ عالَمَنا
وذا غُرابُ الرَّدَى في الغربِ قد نعقا
شرقاً وغرباً موازينُ القوى انقلبت
وكُلُّ مُنفتِحٍ قد صار مُنغلقا
عواصمُ النور في إظلامها غَرِقَتْ
وها هو الغربُ في نيرانِه احترقا
فإن بقيتم على استكبارِكم بَطَراً
غداً نسُــدُّ أمام العالَم الطُّــرُقا